أيها المواطنون:
أرجو أن نكف عن الهتاف كما قلت لكم - يا إخوانى - أرجو أن نستمع بدون هتاف، أنا عايز نسمع الكلام اللى بيتقال دا ونفهم ونبدأ طريق جديد فى الخطب، عايز نسمع الكلام اللى بالأرقام والحقائق، وعايز كل واحد يفهم ويفكر بنقول إيه، وعايز كل واحد يعرف اتعمل إيه وحيتعمل فى المستقبل إيه. مش عايز نجتمع ونهتف ونهلل ونطلع كأننا ما عملناش حاجة. كل واحد يسمع، كل واحد يفهم، كل واحد يعرف إيه الكلام دا.
أيها المواطنون:
(الرئيس موجهاً كلامه إلى أحد الحاضرين..):
جرى إيه يا أخينا انت، يا أخينا انت.. احنا بنقول احنا مش عايزين هتاف..
أيها المواطنون:
ومما يجب الوقوف عنده والانتباه إليه أن حكومة الثورة راعت ألا يقتصر عمل المصانع الحربية على الإنتاج الحربى فقط، وأن يشمل الإنتاج المدنى أيضاً؛ ولذلك قامت المصانع الحربية بدراسة الكثير من المعدات والأدوات ذات الصبغة المدنية كالجرارات والمحاريث وطلمبات الرى وقطع الغيار ومعدات الإصلاح الزراعى.
إن القوات المسلحة المصرية تجتاز اليوم عصراً جديداً لها؛ لأنه قد توافر لها أكبر مقومات الجيوش؛ وهو إيمانها برسالة تعمل لها واعتمادها على شعب يثق فيها ويطمئن إليها، ولذلك احتفلت قيادة القوات المسلحة بالروح المعنوية بين أفرادها وبدراسة مشكلاتهم الاجتماعية، ورفع مهاياهم، وتوفير العناية الصحية لهم. ونحن بسبيل استصدار قانون للتأمين على المتطوعين فى القوات المسلحة، وقانون آخر بمنح معاش لعائلات الأفراد الذين يستشهدون فى الحرب، ومعاشاً لمن يصابون بعجز كلى، كما أن النية انعقدت على استصدار قانون جديد للخدمة الوطنية ينظمها على أساس عادل سليم.
ولقد استطاعت القوات المسلحة فيما استطاعته أن تنشىء قوات خاصة ضاربة، فشكلت وحدات جنود المظلات، وأنشأت مدرسة كاملة لهم، وبدأ إنتاج أول مصنع فى الشرق للمظلات.
وإن حكومة الثورة لتعلم مدى ما لمركز مصر الجغرافى من أهمية خاصة فى عالم الطيران، ولذلك قد ركزت القوى التى كانت موزعة بين شركات الطيران المصرية فى شركة مصر للطيران، ودعمتها، فارتفع رأس مالها من ٣٠٠ ألف إلى مليون. ووضعت الحكومة نظاماً تساهم بمقتضاه بنصف نفقات تعليم الشبان للطيران؛ تشجيعاً لهذا الدرب من الرياضة، نشراً لثقافة الطيران، وخلقاً لجيل مستعد للطيران المدنى والحربى.
ولم تكتف الحكومة بالإصلاحات الكثيرة التى أدخلت على مطار القاهرة الدولى؛ فارتفعت به إلى مصاف أكبر المطارات العالمية، فدعت إلى مسابقة بين كبار المهندسين المصريين لبناء محطة جديدة؛ حتى يصبح مطار القاهرة الدولى تعبيراً صادقاً ودقيقاً عن نهضة مصر، يستقبل ضيوف هذه البلاد الكبيرة ونزلائها. ولم يقتصر الاهتمام على مطار القاهرة؛ فقد أنشأت مطارات كبيرة لاستقبال أكبر الطائرات فى الإسكندرية وفى بورسعيد ومرسى مطروح والطور، كما أعد مطاراً للنقل الداخلى فى أسيوط وفى المنيا وفى أسوان.
أما فى الميدان البحرى فقد بنت الثورة أيضا منشآت كبيرة فى وقت جد قصير، فقد تم إنشاء أرصفة السماد بميناء الإسكندرية، وهو مشروع تكلف ٤٠٠ ألف جنيه، وينتهى تنفيذه خلال شهر يوليو الحالى، كما أنشىء حوض للبترول فى ميناء الإسكندرية، وهو مشروع كبير تكلف ٦١٠ ألف جنيه، كما أنشأت أرصفة جديدة للركاب تكلفت ٦٦٠ ألف جنيه، وسيقام على هذه الأرصفة محطة بحرية كبيرة لاستقبال السائحين والمسافرين، تجتمع فيها كافة الإدارات التى يتصل بها عادة السائحون والركاب. وقد تم تركيب أجهزة تليفونية على أرصفة ميناء الإسكندرية لتيسير اتصال البواخر التى ترسو بالميناء بمن تشاء داخل وخارج الميناء، بل داخل وخارج حدود الجمهورية.
يتبع...
|