ويل للعرب من شر قد اقترب
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الأحبة في المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما كان هذا الموضوع بعيدا عن الغذاء والتغذية وأسس التغذية في القرآن , ولكني وجدت أن من واجبي أن أكتب ما أرى ولا أدري إن كان أحد قد سبقني في هذا , والله أعلم
في الحقيقة لقد أثار زلزال آسيا في نفسي كثير من الإيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى , وقوته وجبروته " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ" ( 165) البقرة , فإذا كان هذا زلزال حدث في الماء على بعد مئات الكيلومترات من اليابسة وأحدث كل هذا الدمار في اليابسة , وأثار كل هذه التساؤلات والتحليل والأبحاث والتفسير , واخترق كافة قدرات الإنسان من أقمار صناعية وأجهزة لرصد الزلازل وقدرات خارقة على الدفاع والوقاية , وأثر على الكرة الأرضية بشكل كبير , ولقد ساءني حقيقة جهل الناس بقوة الله سبحانه وتعالى , فكافة نشرات الأخبار والفضائيات , تأتي بتحليلات علماء ومحللين , ومعظمهم ذكر قوة الطبيعة , وعنفوان الطبيعة , وانتقام الطبيعة , ونسي أن هذه الطبيعة التي يتحدث عنها هي مخلوق لله سبحانه وتعالى , وأن هذه الطبيعية هي جزء من الأرض والسماوات اللتان جاءتا في يوم من الأيام مسلمتين لله سبحانه وتعالى وأنهما تعملان بأمره جل وعلا " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ " ( 11) فصلت , فإذا كان هذا زلزال بسيط من الله سبحانه وتعالى في منطقة محددة من العالم , قد أثار كل هذه التساؤلات , وكل هذه التحليلات , وكل هذه التحركات , فكيف بزلزال الكرة الأرضية العظيم الذي سينهي الحياة عليها , يوم يقوم الناس لرب العالمين , وتأملوا معي قول الله سبحانه وتعالى في ذلك " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ( 1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ( 4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ( 5) " الزلزلة , فيوم يقول الإنسان مالها , كما قام العلماء بالتحليل والتفصيل في هذا الزلزال , يخبرنا الله سبحانه أنه هو من أوحى لها بذلك وليست الطبيعية .
إلا أن هذا ليس هو الموضوع الأساسي الذي من أجله كتبت هذا , فقد رأيت أنه في خلال الأشهر الثلاثة الفائتة قد تحقق ثلاثة أحداث من كثير من أحداث وعلامات الساعة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومنها حديث صحيح ورد في صحيح مسلم " فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : " اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة , فقال : إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات , فذكر منها ثلاث خسوفات : خسفا بالمشرق , وخسفا بالمغرب وخسفا بجزيرة العرب " رواه مسلم وأبو داود , والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والطبراني , وإني والله أعتقد والله أعلم أن زلزال آسيا كان هو خسف المشرق , ولاحظوا كيف بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخسف الذي في المشرق , وإني أرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون مخطئا في ظني , وقد ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل , ويتقارب الزمان , وتظهر الفتن , ويكثر الهرج وهو القتل " رواه البخاري وابن ماجة , ولعل كل كلمة قد قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذالحديث قد تحققت , ولا داعي لمزيد من التعليق
وفي الحقيقة أن العلامة الثانية موجودة في حديث ضعيف , ولكن مع ضعفه فإن الأحاديث الضعيفة يؤخذ فيها في فضائل الأعمال , والعادات , ولا يؤخذ بها في العقائد والفقه والعبادات , وهذا الموضوع ليس منها , فعن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأتي على المسلمين زمان يكون منه صوت في رمضان , وفي شوال تكون مهمهة , وفي ذي القعدة تنحاز فيه القبائل إلى قبائلها , وذو الحجة ينهب فيه الحاج , والمحرم وما المحرم ؟ ! " أخرجه الطبراني والحاكم وأبو عمر الداني , وفيه ضعف
وفي رواية الحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يكون صوت في رمضان , ومعمة في شوال , وفي ذي القعدة تحازب القبائل , ويومئذ ينتهب الحاج , وتكون ملحمة عظيمة بمنى يكثير فيها القتلى , وتسيل فيها الدماء وهم على عقبة الجمرة " حديث ضعيف
وعن بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كانت صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال , وتمييز القبلائل في ذي القعدة , وتسفك الدماء في ذي الحجة , المحرم وما المحرم ؟ ! – يقولها ثلاثا – هيهات هيهات , يقتل الناس فيها هرجا هرجا ( أي قتلا ) قال : قلنا : وما الصيحة يا رسول الله صلى ؟ قال: هدة في النصف من رمضان ليلة جمعة , في سنة كثيرة الزلازل , فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم , وأغلقوا أبوابكم , وسدوا كواكم , ودثروا أنفسكم , وسدوا آذانكم , فإذا أحسستم بالصحية فخروا لله سجدا , وقولوا : سبحان القدوس , سبحان القدوس , ربنا القدوس , فإنه من فعل ذلك نجا , ومن لم يفعل ذلك هلك " أورده السيوطي في اللآليء وفيه ضعف
وفي الحقيقة أنني كنت قد سمعت أن الناس في الحرم في يوم الجمعة للنصف من رمضان السابق الذي كان فيه خمس جمع , وكانت الجمعة الثالثة منها جمعة في نصف رمضان , سمعت أنهم قد سمعوا صيحة , ولكني قلت أنه كالعادة فإن الناس تبالغ , فما كان مني إلا أن اتصلت بخالتي وزوجها وابنتها الذين كانوا قد قضوا العشر الأواسط من رمضان الفائت في مكة , وسألتها عن الصيحة , إذا كانت قد سمعت شيئا من هذا القبيل , وفوجئت حقيقة , وارتعد فرائصي وأوصالي واقشعر بدني وهي تصف لي ما ستقرؤون , قالت , في يوم الجمعة , قبل صلاة الجمعة بساعة أو ساعة ونصف , سمعنا صوتا عظيما يشبه صوت الرعد , فزع كل من كان في الحرم , وكانوا يومها بمئات الألوف , لدرجة أنه لم يبق أحد جالسا في مكانه من هذه الصيحة , وبدأ الناس يحللون ما هذا أهو انفجار , لا يوجد أي دخان , ولا يوجد أي أخبار تشير إلى هذا حتى في اليوم الثاني من الاخبار , أهو رعد , ولكن السماء صافية ولا يوجد أثر للرعد , البعض قال إنه سقوط شيء من عال , إلا أن أحدا في المسجد الحرام لم يستطع أن يجزم بماهية الصوت الذي سمعه وارتعد الناس وارتعبوا , غير أن خالتي أخت أمي حفظها الله , أخبرتني أنها شعرت برهبة شديدة , وطلبت من الناس الذين حولها أن يسجدوا لله , فسجدوا إلا قليلا منهم ممن لم يسمع ما طلبت منهم , وأخبرتني أن معظم الناس في قسم الرجال قد رأتهم بين ركوع وسجود أيضا , وقد سمعت من زوج خالتي الذي كان في مكان آخر من الحرم بعيد عن خالتي , في قسم الرجال , أخبر أن الصوت عندهم كان أعظم وأقوى بشدة , وأن الناس من الفزع والهرب كادت تقتل كل من كان جالس أو مستلقيا من الفزع لولا رحمة الله سبحانه وتعالى , وان تدافعا شديدا حدث يومها بين الناس من الخوف والفزع .
طبعا لا ندري ما هي الهمهمة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث والتي تحدث في شوال , ولم يحدد مكانها وقد تكون قد حدثت , وكذلك تحزب القبائل الذي يكون في ذي القعدة , لا سيما أن ذي القعدة لم ينته بعد , فأي القبائل ستتحزب , وأين فلا نعلم .
وإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون مخطئا فهمي وتحليلي , ذلك لأن كتاب الإشاعة لأشراط الساعة المؤلف قبل أكثر من 400 سنة يذكر وجود زلازل حدثت مات فيها أكثر من ألف ألف أي مليون وإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون كل ما قلته خاطئا .
ولكن هدفي من كتابة هذا أن نكون موضوعيين , وأن نحاول أن نتحرى البحث العلمي , الذي أتبعه في إخراج موسوعة الغذاء الميزان , وهو جمع المصادر من عدة أماكن مختلفة غير آخذة عن بعضها حتى نصل للحقيقة
وهذا ما أطلبه منكم , هو أن كل من كان في الحرم يوم الجمعة وسط رمضان السابق أو من كان من أقاربه في الساعة الحادية عشرة صباحا تقريبا من تلك الجمعة في الحرم أو في مكة , نتأكد من الرواية التي تأكدت منها بنفسي من أكثر الناس ثقة بالنسبة لي , فإذا اجتمعت المصادر كلها على نفس الموضوع وصلنا إلى درجة تقرب من الحقيقة , كما أنني أدعو أخوتي في المنتدى أن ممن تحروا همهمة في شوال أو عنده القدرة على تحليل فكرة تحزب القبائل في ذي القعدة أن يدلي لنا برأيه في هذا الموضوع , فقد رأيت أن وبتحليلي البسيط أن تحزب القبائل هو الاتفاق الذي تم بعد أكثر من خمسين سنة من الخلاف بين حكومة البشير , وقوى المعارضة في الجنوب السوداني , فقد تم اتفاق واسع النطاق وعلى كافة المستويات وسمعنا أنه تم توقيعه قبل يومين والله أعلم , وإني لا أدري حقيقة هل هذه الأشهر متتالية أي هذه الأحداث ستحدث في أشهر متتالية في نفس السنة أم في سنوات متفرقة , والله أعلم .
لا سيما أن رمضان الفائت كان فيه خسوف وكسوف , وقد ذكر عبد الرحمن بن جبير عن كثير بن مرة قال : إني لأنتظر آية الحدثان في رمضان منذ سبعين عاما , والله أعلم أنه يقصد الخسوف والكسوف .
وإني في الختام لا أقصد من هذا الترويع والتخويف , ولكن ربما شعر معظمنا بكثرة الخسف والقتل والهرج والبلايا في آخر الزمان , فماذا ننتظر , كل ما علينا أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى والتزام الجماعة والتزام قرآن الله قراءة وتدبرا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , وهذا ما يخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتقاء الفتن والكوارث
والله تعالى ولي التوفيق
أخوكم
د جميل القدسي الدويك
|