"فاعل خير.. دوت كوم".. 250 حركة خيرية مصرية وراءها عمرو خالد

[يتيم الشعر]

"صحبة خير".. "مجموعة ثواب".. "مساعدة.دوت كوم".. "مجموعة قافلة الخير".. "مجموعة كفالة اليتيم".. "مجموعة دواء".. " دار أيتام جمعية لقاء الأحبة في الخير".. "مجموعة سنابل البر".. "مجموعة قافلة الخير".. "موقع Need4Blood للتبرع بالدم".. "جمعية الطريق إلى الجنة".. "دليل المصريين لعمل الخير".. هذه المجموعات جزء من قرابة 250 مجموعة بريدية تسعى لعمل الخير تقربا لله، وأغلبها على موقع "ياهو غروب"، وبدأت تنتشر بشكل كبير بين المصريين، كنوع من التكافل الاجتماعي.

هذه المجموعات تشارك فيها فتيات وسيدات وشباب جامعات، من أعمار مختلفة، قسم كبير منهم من الطبقة الغنية أو الوسطى، يسعون لفعل الخير، ويشاركون في أنشطة عديدة تتراوح بين تجهيز "شنط" مدرسية، وأخرى معبأة بالأغذية لموسم بدء الدراسة ولشهر رمضان المبارك، توزع على الفقراء.

وبين هذه الجمعيات ما تخصص في التبرع بالدم للمحتاجين، أو في زيارة الأيتام، وتجهيز العرائس غير القادرات على تجهيز أنفسهن بالأجهزة المنزلية المختلفة، وحتى شراء أجهزة طبية للمستشفيات العامة والمستوصفات، والبحث عن وظائف للعاطلين، وبيع "الروبابيكا" أو الأشياء القديمة المستهلكة.. وكلهم متطوعون للتنمية ومساعدة الغير بلا أجر، متخذين من الآية الكريمة: "يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" شعارا لهم.

هذه المجموعات التي بدأت تظهر بشكل كبير منذ عام 2003، مواكبة لمشروع "صناع الحياة" للداعية عمرو خالد، تتبادل أنشطتها عبر البريد الإلكتروني والمجموعات البريدية، ومن خلال الإنترنت، يتم ترتيب وجمع المساعدات لتوزيعها، أو ترتيب لقاءات شهرية لزيارة أحد ملاجئ الأطفال، أو جمع تبرعات عينية، في صورة كراسات وأقلام ومواد غذائية، في المواسم المختلفة، لتوزيعها على الفقراء، وكل فرد منهم نشط جدا في العلاقات العامة، ويحرص على المشاركة في كل هذه الأنشطة في وقت واحد.

وتقول "مها" المشرفة على مجموعة "صحبة خير"، والتي تعمل في مجال العلاقات العامة لـ "قدس برس" إن هناك إقبالا طيبا من المشاركين على فعل الخير أينما كان، وأن مجموعتها، التي بدأت نشاطها في كانون ثاني (يناير) 2004، فيها قرابة 2000 عضو يساهمون في كل أنشطة الخير المختلفة، وإنهم يشاركون مع أندية اجتماعية وصحف في ترتيب احتفالات جماعية لعرائس يتم تجهيزهن على قدر ما يستطيع الأعضاء، فيما يقول مشرفون على مجموعات أخرى إن عدد المشاركين في مشاريع الخير لديهم يقترب من 3 آلاف مشترك.

وتضيف مها أن آخر نشاط لجمعيتها كان حفل يوم (24/8) لتجهيز 20 عروس بالتعاون مع نادي المعلمين، حيث تم تسليم العرائس أجهزة منزلية (غسالات - بوتاجازات - أطقن ميلامين - مفارش وغيرها)، كما تم تسليم أجهزة طبية إلى مستشفي أبو الريش بـ 150 ألف جنيه مصري، تم جمعها من أهل الخير ومن الأعضاء المشاركين في المشروع، وبالتعاون مع مجموعات أخرى، كما تم عمل رحلات لأطفال الملاجئ والأيتام، وتوزيع هدايا عليهم، وإسعادهم، خصوصا في الأعياد والمناسبات، لرسم البسمة على وجوههم.




أعمال خير لوجه الله

"إحنا ابتدينا بخمسين جنيه عايزين نجمعها نشتري بيها بونبوني وشيكولاتة نروح بيها أي ملجأ في العشرة الأواخر من رمضان (تشرين ثاني/نوفمبر 2003 )... إحنا دلوقتي (كانون ثاني/يناير) 2004 بنحاول نجمع خمسين ألف جنيه عشان نجيب جهاز لمعهد الأورام القومي....أنا عايزة أقول إن ده مش غروب بالمعنى المفهوم للغروب على النت أحنا هنا بنعرض الأفكار اللي ممكن نقدم بيها حاجة لوجه الله، وبنحاول ننفذها مع بعض، من خلال زيارة شهرية تكون صحبة خير".. بهذه المقدمة قدم أحد هذه المجموعات، وهو "صحبة خير"، نفسه.




مشروع الروبابيكيا!

جماعة أخرى قالت "نحن نحاول أن نساعد كل فتاة يتيمة أو فقيرة، مقبلة على الزواج، ولا تستطيع توفير معظم الاحتياجات الأساسية، بداية من الأثاث حتى فستان الزفاف، وبدلة الفرح". وقالت "ساهم في مشروع الروبابيكيا.. بإمكانك الحصول على الثواب بإذن الله، من خلال تجميع هذه الأشياء البسيطة، التي أنت في غنى عنها من بيتك أو مقر عملك يوميا وبسهولة جدا وبدون أي مجهود.. يدعوكم موقع "مساعدة.كوم" للمشاركة في عمل الخير، من خلال تجميع البلاستيك والورق والكارتون والزجاج، الذي تستخدمه في منزلك يومياً، ويزيد عن حاجتك، حيث سيتم إعادة تصنيع هذه الأشياء، واستخدام أموالها في مشاريع خيرية متنوعة، وبذلك نعاونك على التخلص منها، وتعاوننا على الخير، وتكسب الثواب بأقل مجهود"!.




مشروع شنطة رمضان والمدارس

مجموعة ثالثة قالت "بمناسبة حلول شهر رجب وقرب حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بكل خير، وكلنا يعرف ثواب إفطار الصائم في رمضان.. وهو عتق الرقبة، فإننا نود أن نتسابق إلى الخير فيه، وأن نقدم لكل أسرة محتاجة شنطة تحتوى على مواد تموينية، تكفيهم لهذا الشهر الكريم" مع شرح كيفية تنفيذ هذا، والتأكيد أن المطلوب عمل مليون شنطة على الأقل على مستوى مصر، والسعي لحصر الأسر التي تستحق المساعدة.

في حين نشطت مجموعة أخرى لإعداد شنطة أخرى للمدارس قائلة "احنا بدأنا مشروع المدارس السنة اللي فاتت، ومن فضل الله قدرنا نساعد في سداد مصاريف أولاد غير قادرين في مناطق مختلفة، وكمان وفرنا كشاكيل وكراسات وأقلام، والمرة دي حنحاول نوفر شنطة مدرسية متكاملة، وحنركز على مرحلة ابتدائي، ثم إعدادي وثانوي، والشنطة في حدود 20 جنيه غير اشتراكات المدارس، وهنركز على حالات الموظفين غير القادرين، من خلال الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس".




لو عندك وظيفة.. قلها

ولا يقتصر عمل هذه المجموعات على مساعدة غير القادرين، بل إنهم يسعون للقضاء على البطالة، من خلال البحث عن وظائف للمحتاجين من الشباب، غير العامل، وتوجيهه إليها، من خلال مشروع (لو عندك وظيفة.. قلها)، الذي يتلخص في جلب كل عضو يعرف بتوفر وظائف أو يسمع عنها، وتوجيه الآخرين للبحث عن الشباب الذي يرغب في شغل هذه الوظائف، أو توفير وسيلة الاتصال بصاحب العمل.




زيارة دار أيتام

مجموعة رابعة قالت في إحدى دعواتها للأعضاء "ده يا جماعة أول إعلان عن زيارة الجمعة 2 (أيلول) سبتمبر.. حنروح دار نور الرحمن للأيتام إن شاء الله، وفيها 35 ولد وبنت من سن 4 شهور لحد 8 سنين، الدار في فيصل، والدار محتاجة ثلاجة وأدوية أطفال وبامبرز، بعد كده حنطلع على دار مبرة المرأة الجديدة في شارع السودان، ودي دار مسنين فيها 50 حالة.. حنروح نقعد معاهم شوية".

وغالبا ما يذهب أعضاء المجموعات المختلفة لزيارة أطفال في دور الأيتام أو المستشفيات، وقضاء يوم كامل معهم، وهم يحملون معهم الهدايا والملابس والأطعمة. ويتطوع بعضهم لعمل "ارجوز" أو سيرك لإسعاد الأطفال، بهدف إشعارهم بمشاركة الآخرين لهم. كما يتبرع البعض الآخر للاتصال برجال أعمال من الراغبين في العمل الخيري للتنسيق معهم لشراء احتياجات الأطفال أو المستشفيات أو غيرها، سواء بالنيابة عن المتبرع أو بواسطته هو شخصيا.

جدير بالذكر أن هذه المجموعات الخيرية غير الساعية للربح، والتي تستهدف التقرب لله بعمل الخير، تعتبر تطورا لفكرة "نشطاء الإنترنت"، الذين انتشروا على شبكة الإنترنت في صورة مجموعات بريدية تقترب من أكثر من 2000 مجموعة، بعضها ذات اتجاهات خيرية، وأخرى ذات طابع سياسي، وتقترب من فكرة الحزب السياسي، بهدف التعبير عن أفكار الجماعات السياسية، والبعض الآخر ذو طابع اجتماعي أو نسوي أو شبابي أو حتى متعلق بالأطعمة والمشروبات والأزياء.