بسم الله الرحمن الرحيم
جميعنا يذكر كارثة تسونامي والتي عدّها الكثيرون أسوأ كارثه حلّت على الأرض حيث راح ضحيتها ما زاد على المليون شخص،ناهيك عن تدمير البنى التحتيه لعدة دول وقعت في دائرة تسونامي في حينه والتي لا تزال أثاره باقيه حتى الآن،وجميعنا يذكر تلكم الصور والمشاهد التي نقلتها لنا وسائل الإعلام المختلفه عن الدمار والخراب الذي خلفه التسونامي في بلاد المسلمين.
خرج في حينها المشايخ والعلماء في كلمات تحث الناس على أخذ العظه والعبره مما حصل،بل ذهب البعض إلى حد الشماته فيما أصاب إخواننا المسلمين هناك معللاً شماتته أن القوم هناك يستحقون ما نزل بهم من العقوبه الإلهيه بما كسبته أيديهم من الذنوب والمعاصي والفجور الذي كان يحدث على شواطيء تلكم الدول،والذي كان يحصل في أغلب الأحيان تحت وطأة الفقر وذُل الجوع والحرمان الذي ساعد على تفشي الإنحلال الأخلاقي في تلك البلاد،ولا ننسى أن كثيراً من عرب الخليج_مع كل الأسف_كانوا يذهبون إلى هناك يطلبون المُتعه الحرام مستغلين فقر أولئك القوم!.
ولا ننسى أيضاً كيف هرعت منظمات الإغاثه العالميه والإنسانيه في تقديم يد العون والمساعده للمنكوبي التسونامي وتضميد جراحهم،وكيف تباطئت الدول الإسلاميه والعربيه النفطيه الغنيه في المساعدات،بل إن بعض الدول لم تفي بالإلتزامات التي فرضتها على نفسها لحد الآن.
المفاجأه المؤلمه هي ما يجري الآن في تعامل نفس هذه الدول مع كارثة كاترينا التي ضربت الساحل الشرقي لأمريكا،فنجد أن هناك من تبرع بمئات الملاين خلال ساعاتٍ معدوده،فيما ذهب البعض إلى تقديم الدعم المعنوي والمواساه،والأعجب من هذا وذاك تصريح بعض المشايخ بأنه لا يجوز الشماته في المصائب!!،وهنا نقول عجباً لماذا لم تأمرونا بأخذ العظه والعبره من شعب يمارس الرذيله ويجاهر بالمعاصي والفجور بدون أي دافع من فقر أو غيره؟،لماذا لم تُذكرونا يا مشايخنا الأفاضل بما يجري لإخواننا في أفغانستان والعراق على أيدي هؤلاء؟،أليست أمريكا هي هي التي دنست القرآن الكريم على أيدي شواذها وعاهرتها في جونتانامو؟،أليست أمريكا هي هي التي دكّت بيوت الآمنين في الفلوجه والقائم وتلعفر الرمادي والموصل وغيرها؟،مالكم كيف تحكمون؟،أليس هذا غضبٌ من الجبار صبه فوق رؤوسهم يحق لنا أن نشكر الله عليه؟،أم أن الكوارث إن أتت على المُستضعفين في الأرض يجوز الحديث عنها؟،ولا يجوز الحديث عن أسيادنا الأمريكان؟،
إن من عجائب هذا الزمان هو تعود البعض على الإنبطاح والتلذذ بالذل والهوان الذي يعيشه ولا أدل من ذلك إلا تسارع بلدان الخليج في تقديم القرابين وهم صاغرون لبلد تهدد حكومته وجودهم،فبدل أن يأخذ حكامنا المبادره وزمام الأمور في توحيد الكلمه والصف وإستغلال الظرف الصعب الذي تعيشه أمريكا وحكومتها لفرض واقع مختلف على الساحه،نجد أن العكس هو ما يجري فهؤلاء هم من يهرول لمد يد العون لأمريكا والوقوف معها في سقطتها حتى تُعاود عدوانها وجبروتها على شعوب الأرض.
لعل أهم الدروس المُستفاده من كاترينا هو معرفة العدو الحقيقي للشعوب الإسلاميه والعربيه،ومن الذي من مصلحته أن تبقى الهيمنه الأمريكيه كالسيف المُسلط على رؤوس العالم،نسأل الله أن يُهلك أمريكا عاجلاً غير آجل وأن يُدمر كل من يتعاون معها ضد الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله.