بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكريم المنان ، المتفضل بالعفو والغفران ، يهدي إلى الخيرات ويعفو عن الزلات ويجيب الدعوات ، أحمده سبحانه على ما أولى من النعم ، وأشكره على ما دفع من النقم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالكمال والدوام ، شهادة مبرأة من الشرك والشكوك والأوهام .
وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أفضل الأنام ، وأتقى من تهجد وقام ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه هداة الأنام ، ومصابيح الظلام ، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الحشر والمقام .
بالأمس القريب ذرفت دموع الصالحين حزنا على فراق رمضان ، وهاهي اليوم تستبشر باستقباله بدموع الفرح ......
رمضان في قلبي هماهم نشوة=من قبل روئية وجهك الوضاء
وعلى فمي طعم أحس بأنه=من طعم تلك الجنة الخضراء
قالوا بأنك قادم فتهللت=بالبشر أوجهنا بالخيلاء
نهفو إليه وفي القلوب وفي =النهى شوق لمقدمه وحسن رجاء
<******>doPoem(0)******>
إنا نستقبلك يا رمضان بفرحٍ غامِر وسرورٍ ظاهرٍ وبهجةٍ بك ، إنّ يومَ إقبالك لهوَ يومٌ تفتّحت له قلوبُنا وصدورُنا، فاستقبَلناك بملءِ النّفس غبطةً واستبشارًا وأمَلاً، استبشرنا بعودةِ فضائِك الطاهر الذي تسبَح به أرواحُنا بعد جفافِها وركودِها، واستبشَرنا بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ بعدَ طول إعراضِنا وإباقنا، أعاننا الله على بِرِّك ورفدِك، فكم تاقت لك الأرواحُ وهفَت لشذوِ آذانِك الآذانُ وهمَت سحائبُك الندِيّة هتّانةً بالرّحمة والغفران. في رحابِكَ تورِق الأيادي والنّفوس فتفيضُ بالبِرِّ والإحسان.
رمضانُ إطلالةُ بُشرى فمنذ يهلَّ هِلاله والسماءُ مشرقة بالسّناء، بل يعمَّ النور والندَى كلَّ الأكوان. هذه الأيّامُ نسأل الله تعالى أن يبارِك في قدومها وورودها، وأن يجعلَ لنا وللمسلمين الحظَّ الأوفَرَ مِن يُمنِها وسعودها. فرائِدُ قلائدِ الأيّام وغُرَر جَبَهات الأعوام، كيف لا وهو مِلءُ أسماعنا وأبصارِنا وحديثُ منابِرِنا وزينَةُ منائِرِنا وبضاعَةُ أسواقِنا وحياةُ مساجدنا.
يا قادما بالتقى في عينيك الحب=طال إشتياقي فكم يهفو لكم قلبُ
صبرت عاما أمني قرب عودتكم =نفسي فهل يدنو لكم سرب
قل هلّ طيفكم فإخضر عامرنا=والله أكرمنا إذ جائنا الخصبُ
ففيكم يرتقي الأبرار منزلة=والخاملون كسالى زرعهم جدبُ
<******>doPoem(0)******>
إعداد الأخت الفاضلة :
النابغة
مجلة رمضانية
اللهمَّ بلَّغَنا رمضانَ ،،
ونسألك التّمامَ والقَبول ...