مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #36  
قديم 24-11-2005, 05:01 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الحزب والأيديولوجيا :


(1)


الأيديولوجيا مصطلح مستورد ، لو تم استخدام ترجمته على أنه الفكر ، لما كان للموضوع أي معنى ، فمختلف العلوم قد ينطبق عليها هذا المعنى ، ولو قلنا أنه الحالة الإيبستمولوجية التي تعني بإكتناه موضوعات الفكر التي تخص موضوع السياسة والدولة ، لاقتربنا من الوصف الحقيقي للكلمة ، لكن سنزيد من تعقيد الشرح على من يتابع الموضوع ..

عموما فان ما يتجمع من أفكار و رؤى عند فئة تجاه تصوراتهم لإدارة الدولة وسياساتها ، فان هذا هو ما يعنينا بالأيديولوجية ، في هذا الموضوع ..

وقد اختلف علماء الاجتماع السياسي حول أهمية الأيديولوجية ، بالنسبة للحزب ، فأعطاها بعضهم معطى أولي هام ، واشترط أن يكون لدى الحزب منظومة أيديولوجية متكاملة ، وهذا الرأي بني على غزارة الإنتاج الفكري في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، حيث تبلورت أفكار الليبرالية والاشتراكية والقومية و الشيوعية ..والموقف من الدين ..الخ

أما فلاسفة القرن العشرين فقد قللوا من أهمية الأيديولوجية كشرط أساسي من شروط تكوين الحزب ، متذرعين بأن مشاعية الأفكار تتغلغل في نفوس الأفراد والمجتمعات ، و أصحاب الرأي ، بحيث تصبح تلك الأفكار من تراث وملك شعوب الأرض كموروث ثقافي لا يجعل ممن يحمل أفكارا بوضع متميز على غيره .. كحيازة رخصة (إجازة ) قيادة السيارات ، فبعد أن كانت تميز أصحابها كممتهنين لقيادة السيارات ، لم تعد اليوم صفة استثنائية مميزة ، بل يحملها الطبيب والمهندس و العسكري الخ !

لن نخوض بتلك الاختلافات و فلسفتها رغم وجاهة كل منها ، لكننا أشرنا اليها لكي نضع القارئ في حالة تصور لأوضاع المثقفين المنتشرين حولنا ، وكيفية تناولهم لشؤون الحياة السياسية العامة في بلادنا ..

أما الرأي عندي ، فاننا إذا اقترحنا أن يكون الحزب عمودا مهما ، بل ذهبنا الى أن يكون بمثابة الشرايين والأوردة في الجسم . فاننا لا نتردد في وصف الأيديولوجيا بمثابة الدم الذي يجري في تلك العروق . وكما أن الدم يجب أن يصل الى كل عضو وخلية في الجسم . فان الأيديولوجيا مهمتها أن تتناول كل ناحية من نواحي الحياة للمجتمع .

وكما أن نقل الدم له شروطه ، من حيث الزمرة والفصيلة ، لكي يتقبله الجسم فان الأفكار تخضع لنفس القاعدة ، وكما أن نقل دم يمكن أن يكون ملوثا بجرثومة (الإيدز ) فان هناك أفكار تكون خطورتها أكثر من ذلك الصنف من الدم.

وكما أن الدم يتجدد ، ويمر في الرئتين لتنقيته وإعادة توظيبه ليؤدي مهمته فان الأفكار ، يجب أن تبقى بحيوية متجددة لتلائم ما يستجد من مؤثرات خارجية وداخلية ، لتجعل أعضاء المجتمع بجاهزية كاملة في جميع الأوقات ..

وكما أن الدم يجب أن ينقل بقنوات أو شعيرات قادرة على أداء مهمتها العضوية بشكل سليم ، حيث لا خثرة (جلطة) و لا انسداد ولا تضيق و لا احتشاء في تلك القنوات .. فان من ينقل الأفكار من أجهزة الحزب ، يجب أن يكون بكفاءة عالية ..

واذا كانت الأفكار ( الأيديولوجيا) مهمتها ترشيد حركة الدولة بصفتها المجتمع السياسي الذي يقود المجتمع الكلي ( الشعب) فان هذا الترشيد ، يجب أن يكون مواكب و قريب من مسارات العمل الذي يكون المجتمع ( كخلايا في الجسم) بصدد تنفيذه .. فلا تنفع إشارات المرور التي تنبه سائق السيارة بوجود منعطف خطير ، اذا وضعت بعد المنعطف .. ولا تنفع كتب الطبخ الصيني ، في بيئة لا يوجد بها مواد تلك الطبخات !!

لقد اتسمت معظم الخطابات الأيديولوجية للأحزاب العربية ، بسمة إثارة الهمم الطيبة ، ومواضيع ذات طابع وجداني هائم ، تستند على أنظمة معرفية مشوشة ، مما جعل المثقفين يمجوا الحديث بها شيئا فشيئا ، حتى يخشى أن يتم الإقلاع عنها بما فيها من إيجابيات هامة ، يجب الانتباه لتنقيتها و إعادة توظيبها ، لنضمن حيوية الفكر العربي ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م