مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #34  
قديم 10-12-2005, 04:25 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الأسر الحاكمة في البلاد العربية ..

(2)

هل تستطيع مواصلة إعادة إنتاج نفسها ؟

استطاعت الأسر الحاكمة في البلاد العربية من الحفاظ على نفسها منذ بداية القرن الماضي ، ولغاية اليوم ، متفوقة بذلك على غيرها من أشكال الحكم الأخرى في القدرة على البقاء . وتكاد تكون متشابهة في أداء حكمها إذ أنها استفادت منذ البداية من العوامل التالية :

1ـ استفادت من الحرمان الطويل للعرب في حكم أنفسهم الذي استمر زهاء ألف سنة ، وعليه فقد رضي العرب ، بل تساهلوا و تسابقوا للالتفاف حول تلك الأسر لتقوم بحكمهم ، مراهنين بأنها أقل سوءا إن لم تكن أفضل من غير العرب .

2ـ أوهمت تلك الأسر شعوب بلادها بأنها الوحيدة التي تحظى بمزايا فريدة ، لا يمكن ان يستطيع أحد أن يجمع مثلها .. كالحظوة الكاريزمية المنسوبة للدين ، أو الفن الاستثنائي الفريد بالتعامل مع القوى العالمية والمحلية ، لإبقاء حالة الاستقرار بالبلاد . وقد تكون بالنقطة الأخيرة محقة لالتقاء المسار الذي تقوم به مع إرادات و أجندة تلك القوى .

3 ـ اعتمدت تلك الأسر ، الأوضاع الاقتصادية التي كانت سائدة قبل مجيئها ، كخط فاصل للمقارنة مع ما حصل بعد وجودها .. وقد خدمتها التطورات الطبيعية سيما تلك المتعلقة ببروز النفط بالمنطقة . فكانت وما زالت تلمح لتجيير تلك التغيرات لتحصرها بنفسها كمسبب .

4 ـ اعتمدت تلك الأسر ، سحب اعتماد الناس على رزقهم من خلال أعمال كانوا يمتهنونها مئات السنين ، وربطتهم بمحور نشاطها وعطاءاتها ، ليبقى هؤلاء الناس ينشدون رضى تلك الأسر من خلال طاعتها .

5 ـ اعتمدت تلك الأسر ، بناء قواتها الأمنية والعسكرية والمخابراتية ، أسلوبا يتناسب مع رؤيتها في نحت شرعيتها و ربطت قيادات تلك الأجهزة بها مباشرة وحصرته بأبناءها أو أبناء القوى التي تعتمد عليها لإبقاء حالة الشرعية تلك ، وكانت تقصي الضباط الذين تتوجس منهم خطرا ولو ضئيلا ، في وقت مبكر .

6 ـ اعتمدت تلك الأسر ، أسلوب إشغال الناس بمراقبة بعضهم البعض ، وجعلتهم في وضع يتنافسون فيه لنيل رضاءها . فمن خلال الدعوات للقصر أو خلال التعيينات أو من خلال أشكال الانتخابات محدودة التأثير عليها ، فكان الناس يتباهون بالمجالس بذكر مناقبهم أو مناقب رجال أقاربهم ، الذين نالوا هذا الشرف العظيم ، ويجلس الآخرون الذين يستمعون في حالة حلم وهيام للوصول الى مثل تلك الحظوة !

لكن نعود بالسؤال : هل تستطيع تلك الأسر البقاء على نفسها أو تعيد إنتاج نفسها بشكل يتماشى مع التطورات المحلية و العالمية ؟

لقد أخذت الأجيال التي عاشت أجواء مبررات وجود تلك الأسر ، بالزوال شيئا فشيئا بفعل الموت وتقادم الأعمار ، وأخذت مساحة الذاكرة التي تحمي تلك المبررات تصغر شيئا فشيئا ، وتنحصر في خلف الأسر المحيطة بالأسر الحاكمة وعليه فان ظروفا استجدت تهدد بقاء تلك الأسر :

1 ـ زوال قوة خطاب أهلية تلك الأسر ، بعدما تعرضت الأمة لسلسلة من الإهانات على مرأى ومسمع تلك الأسر ، والتي لم تكن على الحياد ، بل كانت تشارك وتسهم في وصول أعداء الأمة الى أهدافهم ، في حين كانت الجماهير تنتظر من تلك الأسر التي التفت حولها كل هذه المدة ان تذود عن الأمة .

2 ـ مشاعية المعلومات ، مما جعل المواطن الذي افتتن كل تلك المدة بهذه الأسر أن يطلق العنان لإشغال عقله و يتفحص سلوك تلك الأسر .

3 ـ جرب بطون أبناء تلك الأسر ومن يحيط بهم ، و ابتلاعهم معظم ثروات البلاد ، وتمثيل دور المتصدق و المتحسن على أبناء الشعب ، مما خلق دملا يزداد حجمه يوما بعد يوم ، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بوقت انفجاره ، وان كانت أحد مظاهر خراجاته تتمثل بما يطلق عليه ( الإرهاب ) .

4 ـ إصرار تلك الأسر الحاكمة على الاعتماد على رجال دولة ، هم من أكثر الناس فسادا وعدم أهلية ..

5 ـ تسرب بعض رجال الدولة ، الذين لم يعد مرغوب بهم من قبل الأسر الحاكمة ، و تسريب بعض المعلومات عن دواخل تلك الأسر بالصالونات السياسية والدواوين او في خارج البلاد ، مما يشكل صاعقا لمتفجرات الشعب القادمة ، وبرأيي أن هذا العامل هو من أخطر العوامل ان لم يكن أخطرها ، التي تهدد تلك الأسر .

6 ـ تمزق تواصل الذاكرة بين القوى الأجنبية وجدارة تلك الأسر بالبقاء ، ونحن رأينا كيف تم ذلك مع نهاية العهد القاجاري في ايران أو نهاية حكم هيلاسي لاسي في أثيوبيا و شاه ايران الأخير محمد رضا .. كيف أن الاعتماد على القوى الأجنبية وحده لا يصلح ان يكون ضمانة لديمومة تلك الأسر .

7 ـ كانت تلك الأسر الحاكمة ، أحد العوامل الماثلة أمام أبناء الأمة العربية في تعطيل محاولات التقارب والتناغم في الأداء العربي ، لضمان بقاءها في الحكم ولتنعم بحالات الهنأة و الدعة .. مما صنع مزاجا إقليميا بالنظر لها نظرة لا تنم عن احترام وحرص على بقاءها ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م