مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-12-2005, 09:22 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث

هذا الذي يحدث ...
2
لا يجروء أحد أن يتحدث معه في حياته..فهي خاصته ومن حقه أن يعيشها كما يشاء... رغم الأعراف والعادات والتقاليد .. فلكل إنسان أسلوبه في الحياة ، ولكل أهدافه كذلك. ورغم ذلك كله تحدث معه ونصحه وأوضح له أن الأطفال يحتاجون لرعاية الأب. فليست الأم كل شيء في الحياة... فالأب كما يقولون هو عمود البيت.. وضرب له مثلا بأحداث قصة سيدنا إبراهيم مع إبنه إسماعيل حينما زاره في مكة...
أخذ من ذلك العبرة وبدأ يسعى حثيثا للإنتقال للعمل في المدينة التي يسكنها.. ولم يطل سعيه.. فبعد ما يربو من عقدين من الغربة والكد والجد عاد إلى مدينته حيث سكنه والبيت الذي كان قليلا ما يأويه.. ليعود إلى ميدان عمله فيغيب عنه وعن تلك الأسرة التي كانت تتولى شئونها إمرأة لا يميزها عن بنات جنسها عدا أنها إمرأة على إستعداد في كل وقت لإقناع الشياطين أنفسهم بصواب أفكارها وحسن تصرفاتها...فقد كانت إمرأة نحيفة غامقة الصفرة ، ذات عينين مدهوشتين وساقين رفيعتين ووجه باهت شاحب مربد، لم يكن أحد يبالي بها ، تتحرك متعجلة مرتبكة.. تتكلم بحدة وسرعة وتحسب نفسها لأمر لا يعلمه إلا الله أنها مركز الكون ، وهي المرأة الوحيدة الحريصة فيه.. وبذلك فهي لا تفتأ تذكر الناس بمناسبة وبدون مناسبة وأنها أطهر من الطهارة وأحرص من الحرص على الشرف والأمانة حتى بدون سبب أو مناسبة لهذه الأحاديث.. ولولاها ما كان من حسن الوضع الإجتماعي .. وهي التي تشرد أخوات أبويها يمنة ويسرة في ديار الغربة....فكان سلوكها موروثا متوارثا..!!!

كانت سنوات البؤس والعناء قد إمحت من ذاكرتها ، أيام كانت تقيم في غرفة واحدة مع أسرتها التي تعجز في كثير من الأحيان عن دفع إيجارها. إمحت من ذاكرتها وجبات الخبز والماء ، والخبر والزيت في أحسن الظروف، والنوم فيما يشبه الزنزانة صحبة بقية أفراد الأسرة ..في محيط من الطوب أو القصدير، حيث تقبر الآمال والآهات، ويدفن الأحياء والأموات.. ويطول الليل والنهار ويتمططا إلى ما لا نهاية .. محيطات القلق والخوف والصمت.. حيث الحرمان والضيق والإمتهان.. والإنقطاع عن الدرس يوم أن عجزت الأسرة عن توفير الحد الأدنى من الأدوات المدرسية... حيث دفع بها إلى بعض المصانع للعمل كامل اليوم بأجرة زهيدة تعود بعدها إلى البيت متعبة فتجد الأم والأب في إنتظار ما تبقى من الأجرة لينالوا شيئا من الطعام يخفف حدة جوع النهار وكابوس الليل... ففطرت على حب الدنيا ، وكان إختيارها في كل شيء ، الدنيا أولا و أخيرا..

لم تعرف الأسر الوديعة الطيبة الخيرة...
لم تعرف البيوت المزدهرة والحدائق المزهرة...
لم تعرف أحضان الرفاهية والدلال...
بل عرفت الحرمان والضيق وتولدت في نفسها رغبة عارمة في تغيير الحال والإنتقام من أيام التعاسة والعناء .. وترعرعت فيها عبر السنين..
فوراء كل علاقة منفعة. وإن لم تتحصل عليها رأتها وصمة عار في جبينها وجرى في عروقها العذاب مجرى الدم..

فهي تسأل عن كل شيء ، وتريد أن تعرف كل شيء عن كل شيء..وكل التفاصيل ، رغم أن القاعدة الطبيعية لبني البشر أن لكل إنسان مملكة أسرار لا يسمح لأحد أن يقتحمها...

قد تنسى كل شيء .. البؤس والعذاب والحرمان والضيق.. لكن عيناه يوم سقط ميتا فوق سريره لم تنساها يوما ما.. فقد قالت في حديث أنه كان ينظر إليها وهو ميت وكأنه يتهمها . بل قالت إنه قال قبل موته أن تركته كلها لإبنه الوحيد.. وهو لم يدفن بعد ولم يمض على وفاته الساعة الواحدة...

عرفت كيف تجيد التلاعب بالألفاظ وبالأفكار والعقول ومشاعر الآخرين في ذلك الوقت. وعرفت كيف تركب الصور والرقص عليها أيضا.. وكيف تجيد الإستعطاف وإستدرار الهمم. ولما إكتشفت أن اللعبة خطيرة جدا والتمادي في الحديث عن موته قد يجرها إلى مزالق غير محسوبة.. بل إلى التهلكة.. قامت بلعبة قذرة وحولت المحيطين بها إلى دمى خيوطها بين أصابعها كلعبة العرائس...إستدرت عطفهم ونواحهم وإلتصقت بالبعيدين من أهل زوجها والذين كانوا حديثها القذر في حياته وناصبت العداء لأقرب أقاربها و زوجها.

كانت تحدث نفسها والمقربين لها من أمثالها إنهم جبناء ، الفعل ليس من شيمهم ولا من شأنهم.. يتكلمون ولا يفعلون ، أنا التي أفعل ... أنا وحدي التي يمكنها أن تفعل. فهم مجرد دمى تتحرك بمشيئتي ، إنهم جبناء ولو عجنوا في بعضهم لما تشكل منهم رجلا واحدا..
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م