ما هي غريبة من تركي الفيصل

[الوافـــــي]

مع شديد إحترامي للأخ / يتيم الشعر ورأيه الذي كتبه باللون الأزرق
إلا إنني أراه قد ( خرج ) فيه عن الرزانة التي عهدتها فيها
وعموما .. يبقى ما يكتبه الإنسان منا مجرد رأي شخصي للمرء له ظروفه ودوافعه
ولكن عندما تبرز الحقائق للواجهة ، وتتأكد بقرائن داعمة لها
فإن أي " رأي " يأتي بعد ذلك يبقى رهين بعقلية الكاتب ، وليس عقلية الآخرين
فما قاله الأمير / تركي الفيصل كان في مقابلة أجرتها معه جريدة ( الواشنطن بوست )، وكان السؤال حول رأيه في تصريحات الرئيس الإيراني .
وقبل أن أعلق على إجابة الأمير لا بد أن نعرف أن ( أحمدي نجاد ) لم يتحدث بتلك الصورة حباً في الإسلام أو عشقا للعروبة ومجدها التليد ، ولكن الجميع يعلم أن إيران الآن تبحث عن تهميش قضية الملف النووي التي سببت لها كثيرا من التشويش والإنزعاج ، فقررت أن تثير زوبعة سياسية تشغل بها الرأي العام الغربي عن ملفها النووي ، وهي تعلم جيدا أن ( اليهود ) هم الورقة الرابحة في هذه المعادلة ، ولهذا كانت تصريحات نجاد تدور حول اليهود والمحرقة ونقلهم إلى أوربا ، والتهديد بالرد على ضرب مفاعلاتها من قبل إسرائيل وما إلى ذلك ، مع أن من المضحك المبكي أن خرج علينا اليوم المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية ليقول إن ما تحدث به أحمدي نجاد يجب أن ينظر إليه الغرب على أنه خطاب ( الأكاديمية ) وليس ( سياسيا ) ، وهذا التصريح يسقط كل خيوط العنكبوت التي بناها البعض حول تصريحات نجاد .
أعود مرة أخرى إلى إجابات الأمير تركي .
فقد قال :
إن إبادة ستة ملايين يهودي مِن قِبل النازيين الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية "أَثّرت على الجزء الذي نعيش فيه من العالمِ ، لأن مُعظم التعاطف الأوروبيِ والأمريكيِ مع الحركة الصهيونية كانت ناجمة تلك الإبادة الجماعيةِ الشنيعة"
وقال الأمير تركي أيضا :
" إن إحتلال فلسطين منذ ذلك الحين كان نتيجة تلك الإبادة "

فهل ( كذب ) الأمير فيما قاله .؟؟؟؟؟

وأما ما قاله الأمير تركي الفيصل عن السلام مع إسرائيل ، فهو لم يأت بجديد ينكر عليه ، حيث أن جميع الدول العربية وقعت على المشروع الذي قدمه الأمير عبد الله ( آنذاك ) لقمة بيروت ، وكان مشروعا مربوطا بشروطه .
ومنها " أن تترك إسرائيل كافة الأراضي التي احتلتها في عام 67 م "
وأما جاء في مقال الصحيفة حول قول الأمير تركي : " نحن لن نَتراجع عن ذلك " فلأنه يعلم جيدا أنه يمثل دولة وقّعت على ذلك المشروع العربي ، وهو عندما يتحدث في السياسة فإنه يعرف ما يقول سواء توافق ذلك القول مع الشرق والغرب أو لم يتوافق .
ويبقى حديث الأمير تركي عن ( قيادة المرأة للسيارة ) فقد سبقه الملك عبد الله في الحديث عن ذلك ، وقد أصبح الحديث حول تلك القضية " ممجوجا " .