مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 23-12-2005, 08:33 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 10

هذا الذي يحدث
10
إستياء شديد يتملكه وإحساس سيء أنه ليس على وجه الأرض من هو اشد منه غفلة وخيبة وإستياء…
وحز في نفسه بشكل شديد أن يجد نفسه متهما بالخيانة.... ، وتذهب سنوات عمره في وطنه الذي أعطاه ما يجاوز الثلاثة عقود ، هباءا منثورا بسبب لؤم أهل الغش والخبث والخداع…..

في هذا الزمن الملوث يبدو أنه لا مناص من التضحية… سواءا بحريتك كاملة أو بقسط منها ، رغم أن الحرية لا تقبل التجزئة. أو بمبادئك وسلوكك وأخلاقك التي تعيش بها وماضيك وشرفك التي تعيش من أجله…وكل ذلك لا يقبل التجزئة أيضا.

بين أصابعه قلم صامت .. حائر… مضطرب .. وهو متكيء في غرفة الإستقبال … فلا طاولة لديه ولا مكتب أمامه …..حوله أوراق خالية… جائعة لرمس قلمه الصامت… المضطرب … الحائر ... حيرة العذراء في وسط الشباب…

الوقت يمضي متكررا.. ساعة … ساعة .. بلا جدوى … بطيء مثل أنفاسه.

متكيء في ركن من أركان تلك الغرفة المستطيلة… في حالة إنتظار .. كمن ينتظر وحيا يعبر عن خواطر النفس المكبوتة في الذهن المضطرب … بين القصيد والكتابة الحرة….

أمر غريب … غرابة هذه الدنيا الظالمة المظلومة ، الضنكى المتعبة … وفي تساؤل ساخر ينطق ما بين جوانحه وينطلق القلم …أين زادك ؟
أين خبرتك ؟ أن ثقافتك ؟ أين مواهبك؟ … وتتالت عليه الأينات والأنات…

وفي نبرة ملؤها الحزن والأسى ، خافتة مثل أنفاس محتضر يأتي الرد…

لا زاد.. لا خبرة.. لا ثقافة.. لا مواهب.. كأنه لم يقرأ ، لم يتعلم ، لم يجرب… لم يخالط ....
العقل خال … والفكر خاو… والنفس تحتضر…

وعادت به الأخيرة مسرعة إلى العصور الغابرات… فصاحت ، سقراط !!! هل تسمعني ؟… مثلما كان الخلود للأفضل …. فسيبقى الخلود للأفضل… الأقوى هو الأفضل… في هذا الزمن ، زمن الرذيلة والبحث عن الضحايا ….

وعبر جدار الغرفة المحترقة يجيب سقراط … لم أتصور أن أكون فيلسوفا بهذا الشأن العظيم … نشيج لم يتصوره … أفضل وسيلة لتحقيق الأهداف الإعتماد على الذات.

وفي عمق السكون في تلك الساعات المتأخرة من آخر صيف في أول عام من القرن الواحد والعشرين لا يدري كيف يصفها ‘ تعطل الإبتكار وماتت الرغبة في الكتابة..

إضطراب… قلق…حيرة… تشتت نفسي وفكري… هواجس… نشيج يصيح ، عليك بتدوين كل مشاعرك مهما كانت تافهة … إثبت ذاتك … لن تندم…

هكذا تصايحت ستائر نوافذ الغرفة الطويلة المستطيلة التي هزتها نسمة باردة رطبة في تلك الليلة القائضة..

فراغ كالموت … ظلام حالك… كون قاتل… غموض يطوف حوله لم يستطع أن يدرك منه حتى خيطا رفيعا عله يأخذه في بحر الأوراق الخالية المتناثرة أمامه…..

فإلى متى أيها القلم ستظل صامتا ..؟
إلى متى أيتها الأوراق ستظلين خاوية…؟

أما آن لك أن تخرج إليه بكلمات كيفما كانت علها تكون نقطة الإنطلاق بشيء يهدي نفسه…

تلك النفس التي جفاها منذ مدة القريب الذي كان يظنه قريبا…. فإزدادت قسوة وإنطواءا على نفسها…والصديق الذي كان يظنه صديقا فإزدادت شكّا وألما...

غيره من الناس يشغله إزدحام الحياة… فولجها يبحث عن لحظات السعادة … والركض وراء متعها…المثالية تحول بينه وبين الظهور… وأغلالها تقيده في الزمان والمكان… في غياب الود الحقيقي والعلاقة الطاهرة … وطمس كل شعاع لهما… وخنق كل بادرة صدق.

هزهز رأسه في إكتئاب .. وهو الآن متفرغ ، وتحت الإقامة الجبرية … ميسور الحال ويحمد الله الغني الكريم.. إلا أنه لم ير حقيقة لذلك رغم أن الإحساس بتفرغه في الأيام القادمة قائم بسبب إقامته الجبرية وتوقفه عن العمل الذي أعطاه جل أيام عمره فكانت نتيجته جملة من التهم ما أنزل الله بها من سلطان إلخ… من التهم التي قررت عليه نفسه بالإعدام إن كانت حقيقة واقعة.. الإعدام شنقا … المهم إثبات التهمة بصدق وأمانة … وليس غشا وإفتراءا…المعاناة تملأ كل فراغه منذ مدة… فقد كان العمل يملأ عنه فراغه ويخفف عن نفسه معاناتها…

كفى تشاؤما …وأنظر إلى الحياة بأمل ومحبة…

هكذا نطقت مذيعة الفضائية اللبنانية صباح يوم وهي تقرأ الأبراج...

ذلك ما كان ينشده ، لأنه السبب الأساسي للظفر بالسعادة وإثباتها. لكن متى تتوفر الأسباب ويمكنه الشعور بالسعادة… وهو من أمة قد هزأت من أجلها الأمم لعجزها في سلك السبل الصحيحة والجيدة لتحقيق أحلامها….وتطمئن شعوبها من الربع الخالي إلى المربط البالي… فأين العرب أمام تحديات العصر…؟ ما هو المستوى الذي وصلوا إليه في المجد المفقود…؟ ليعيش السعادة الحقيقية… والحاكم العربي لا يفرق بين الإطمئنان والطمأنينة … فيقولها الطمأنانة…

سئم الإتكاء على يده اليسرى… فإعتدل في جلسة أرضية… ونظر في الأوراق الخاويات أمامه ومد يده لإحداها والأخرى لا زالت متشبثة بالقلم .. ويبدو أنه يريد أن يأتي أكله….

تندت عيناه بدموع حارة أسرها الشعور الداخلي القاسي وهو يشاهد القلم يرتعش بين أصبعيه …إثبت أيها القلم … إثبت أيها القلم فأنت في النار شئت أم أبيت … فلا فرق الآن بينك وبين الورق .. لا فرق بين الشرف واللاشرف … لا فرق بين الإخلاص والخيانة …. لا فرق بين الصدق والكذب … لا فرق بين الفضيلة والرذيلة… ستقتلك رصاصة طائشة أو سيارة مارة بسرعة البرق…ألا تلاحظ أن الدنيا كلها ألغام مزروعة في مساربها الضيقة والواسعة.. في كل مكان برا كان أم بحرا… مسكينة هذه الدنيا…لم تكد تتخلص من هواجس الحروب المدمرة وأهوالها وقنابلها ونيرانها ومدافعها وطائراتها وصواريخها وآثارها..حتى صارت مهددة بحرب كونية أكثر هولا . إنها حرب السلوك غير السوي … فالأسوياء وحدهم ، هم الذين صاروا مظلومين .. وصاروا يمثلون الأقلية ولا بد من تطهير المجتمعات منهم… فأنت إن لم تمت بأداة حربية فستموت بقلبك.. وستقتل حتى النهاية ويمشي قتلتك في جنازتك ويبكونك ويندبونك…
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م