ساعة عمل
			 
			 
			
		
		
		
		ساعة عمل .. 
 
 
لم يكن العمل في الماضي ، له معنى الا أن يكون مصحوبا بتعب عضلي ، ويتبعه عرق وشوق كبير للراحة .. أما اليوم فالعمل هو الراحة عند البعض ، وقد يطلبه الناس إناث أو ذكور ، لجلب الراحة .. 
 
    فالسكرتير يعمل ، والمعلم يعمل ، والمخبر يعمل ، والمؤذن يعمل ، والمدير يعمل ، والحارس يعمل ، ومن يلعب كرة قدم يعتبر عاملا ، طالما يأخذ أجورا في بعض الدول ، و أحيانا من لا يعمل شيئا ، فهو يعمل طالما أنه يأخذ راتب .. 
 
   وأصبح الراتب يتناسب تناسبا عكسيا مع الجهد العضلي ، فمن يحفر أساسا لبناء عمارة ، لا يتقاضى عليه شيئا يذكر اذا ما قيس بأجر المهندس الذي صمم هذا البناء .. ولا يساوي شيئا من أرباح رجل باع حديد العمارة أو بلاطها .. 
 
   مع ذلك ، يعود العاملون الى بيوتهم بكل أصنافهم ، و يطلبوا من كل من يلقاهم أن يحترمهم ـ وان لم يكن ذلك بشكل مباشر ـ فهم تعيبة ، فالمخرج الذي يزعق على العاملين معه ، قد عمل ، ومهندس الصوت الذي هيأ لمطرب مائع أو مطربة ليس لها أي مقومات الا حاجة في نفس شخص ما ، أيضا تعب ، ومن كتب تقريرا آذى به آخرين ، ظنا منه أنه يخدم الوطن خدمة جليلة ، أيضا عمل ولا بد من احترامه .. 
 
   كثيرون هم العاملون ، وكثيرة هي المهن ، التي تتولد يوميا ، فكل اختراع يظهر على هامشه عشرات الأصناف من المهن المستحدثة .. وشيئا فشيئا ، تصبح الجامعات تدرس تلك المهارة ، على أساس أنها علم مهم و ضروري .. 
 
  نحن أبناء البشر من نخترع كل شيء ، نخترع الحاجة ، ونخترع ما يلبيها ، ونخترع فنونها ، ونكتب تاريخها ، ونعطي براءة اختراع لكل من يبتكر شيئا نافعا أو ضارا ، هاما أو قليل الأهمية .. حتى تصبح تلك الفنون تحاصر الانسان ، وليس هو من يطوعها بل هي من تطوعه .. 
 
  قد يكون طريفا أن نقدم تلك الزاوية ، ( ساعة عمل ) لإلقاء الضوء على بعض المهن .. فكان لا بد من تلك المقدمة .. 
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				ابن حوران
			 
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |