خدام وإخوان سوريا يقرران تكثيف الضغط على نظام الأسد
اتفق المراقب العالم لجماعة الإخوان المسلمين السوريين علي صدر الدين البيانوني وعبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري على تكثيف الضغوط على النظام السوري والاتصال بأطراف المعارضة للاتفاق على "رؤية مشتركة لإنقاذ سوريا".
واتفق الرجلان في بيان توج لقاءهما ببروكسل أمس الأربعاء على ضرورة "العمل مع سائر القوى الوطنية وعقد لقاءات معها بما فيها أطراف إعلان دمشق, لتوحيدها والوصول إلى صيغة للعمل المشترك لإنقاذ سوريا من المحنة التي تعانيها".
وأصدرت "إعلان دمشق" مجموعة أحزاب وشخصيات معارضة في أكتوبر/تشرين الأول وأيدته جماعة الإخوان المسلمين, ودعا الإعلان إلى "تغيير جذري وديمقراطي" للنظام القائم.
كما حمل البيان النظام السوري "مسؤولية كل ما أصاب سوريا وما يمكن أن يصيبها", لكنه شدد على رفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية في سوريا وعلى أن "التغيير مسؤولية السوريين للخلاص من النظام الفاسد والمستبد وإقامة نظام ديمقراطي".
اللقاء والخلفيات
وقد رأى نجيب الغضبان المعارض السوري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة أركنسو أن ما سرع اللقاء بين الإخوان المسلمين وأحد رموز النظام الذي اضطهدهم هو تسارع التطورات على الساحة السورية, بما فيها "التصعيد السوري" في لبنان, والرغبة في معرفة تأثير التحاق خدام بالمعارضة على أطراف داخل النظام السوري.
"
المعارضة أرادت بلقائها خدام أن تبلغ أطرافا داخل النظام السوري لم تتورط في أخطاء أن بإمكانها الالتحاق بالمعارضة دون خوف من الانتقام
"
وقال الغضبان في اتصال مع الجزيرة نت إن المعارضة أرادت بلقائها خدام أن تبلغ أطرافا داخل النظام السوري "لم تتورط في أخطاء" أن بإمكانها الالتحاق بالمعارضة دون خوف من الانتقام, خاصة أن خدام لم يقدم لحد الآن الاعتذار الذي كانت تشترطه للعمل معه, بعدما كانت ربطت التعامل مع رموز السلطة بعدم تورطهم في خروق حقوق الإنسان والفساد, وهو الشيء ذاته الذي منعها من لقاء رفعت الأسد لحد الآن.
الخبايا والملفات
وأضاف الغضبان أن المعارضة تعول على خدام في شيئين: كونه يمثل رمزية معينة عارفا بخبايا النظام السوري لرفعة المسؤوليات التي تقلدها قبل أن يهمش في السنوات الخمس الأخيرة, ثم الدور الذي تلعبه صلاته الدولية "كشخصية مقبولة" لها علاقات قوية مع فرنسا والمملكة العربية السعودية, ما يجعله يقدم الصورة التي لا يمكن أن تقدمها فصائل أخرى.
كما اعتبر المعارض السوري أن هناك تيارين داخل الإدارة الأميركية يتصارعان حول طريقة التعامل مع الإخوان المسلمين في سوريا دون أن يحسم الصراع لأي منهما، يرى الأول في الإخوان معطى يجب التعامل معه بشكل براغماتي, بينما يرفض الثاني التعامل معهم من أساسه, "لما قد يحمله هذا التعامل من مفاجآت غير سارة, تعزز موقفهم خاصة بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية في الانتخابات الفلسطينية".