مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #13  
قديم 19-03-2006, 03:44 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

(14)

لم يكن الوحيد الذي يتلذذ في رؤية الآخرين يتضرعون ، أو يبدو عليهم الضعف .. بل ما هو الا نموذج من بين نماذج كثيرة في مجتمعاتنا ، و قد يقول قائل : ومن أين جاءت هذه الصفة المنتشرة بكثرة ..

فقد يسهل رؤية هذا النموذج ، عند موظفي الدولة بكثرة ، فاذا ما أحس الموظف بأن المراجع ، تنتابه حالة من التلهف على إنهاء معاملته بسرعة ، فان الموظف يبادره ، بأن يحضر ورقة من دائرة بعيدة ، أو جهة قد تكون غير مدرجة في سلسلة الطلبات البيروقراطية الكثيرة ، ولكن الموظف لا يريد تفويت الفرصة ، في التمتع برؤية المراجع وهو يترجى و يتوسل ..

وقد تجدها عند خباز في يوم عطلة ، فيرى جمهرة الطالبين لخبزه ، بكثرة فيطلب منهم الاصطفاف بطابور طويل ، ولو تمادوا كثيرا فانه سيطلب منهم عدم الكلام مع غيرهم أو إطفاء سجاير المدخنين منهم ، كيف لا ، فالفرصة قد أتته فلماذا لا يضع يديه على خصريه و يأمرهم بأوامر مختلفة ، أو يحرمهم من الخبز لذاك اليوم ..

وقد تجدها عند سائق تكسي ، في يوم ازدحام للمسافرين في محطات التنقل ، ولكن ليس هناك من السيارات ، ما يكفي لنقلهم الى حيث يريدون .. فيضع نظاراته القاتمة على عينيه ، ويسير بين طوابير الركاب ، فيؤشرون له ، وهو يشير اليهم بحركة كلها كبرياء و عجرفة ، معتذرا عن السفر ، ثم يدور حولهم مرة واثنتين وثلاثة .. كيف لا ، فهذه من الفرص النادرة التي يمارس فيها هواية التلذذ بإيذاء الآخرين ..

وقد تجدها عند عجوز بلغ زوجها العجز قبلها ، فتصرخ به بمناسبة ودون مناسبة ، لتيقنها بعدم إمكانياته لإيذائها ، أو العكس بين رجل ، حل بامرأته عارض مرضي ، فيذيقها شتى أصناف الزجر و الإيذاء النفسي ..

أما نموذجنا الرئيسي ، فهو شرطي المرور الذي تتاح له فرص أكثر من غيره في ممارسة تلك الهواية ، التي يتشابه بها مع النماذج السابقة بكثرة ، ولكن ممارساته ، تفوق غيره بطرافتها ووضوحها في نفس الوقت ..

يقف أحيانا قرب سيارة الشرطة ، ويؤشر للسيارات لتقف بالقرب منه ، ويتفحص عيني السائق وتتجول عيناه داخل سيارته ، فيكتشف أضعف نقطة بطريدته ، كما تكتشف سباع الغاب تلك النقطة في فريستها ، عندما تطاردها .

فيطلب أوراق السائق ، وقد تيقن أن هناك شيء قد ظهر من خلال تعبيرات وجهه ، و شدة لمعان عينيه ، فان أبرز السائق أوراقه وكانت كاملة ، فانه يطلب منه أن يفتح له صندوق السيارة الخلفي ، أو أن يختبر بمعيته جاهزية الأضوية و المساحات ، حتى يهتدي الى نقطة الضعف عنده .. وغالبا ما يكون حزره في مكانه .. حيث علمته تجاربه الطويلة ، أن لا يقوم بتلك الأسئلة و الطلبات ما لم يكن متأكدا من أن الذي أمامه لديه ما ينبئ بوجود ما يبرر المخالفة ..

مع ذلك فاليوم معظم هؤلاء الشرطة ، لديهم من التذهيب ما يجعلهم يتفوقون على من سبقوهم قبل عشرين عاما ، حيث أن الأولين ، كان أحدهم يصر أحد عينيه ، ويتكيء على جانب السيارة ، ويسأل أسئلة كأن السائق الذي تطرح عليه الأسئلة ، أحد خصومه المذنبين في عمل كأن يكون قد طلق أخت الشرطي أو اختلف معه على معاملة إفراز أرض ، فلن يكن من السهل الإفلات من الشرطي ، الا بتوسل كبير أو إرضاءه بشيء ما ..

أما شرطة اليوم فمعظمهم متعلمون ، لا يطالب أحدهم بأكثر من خضوع بسيط وكلمات تبجيل وتوقير و احترام مبالغ فيه ، حتى تسجل تلك النقطة لصالح الشرطي ، فقد يستغل تلك الناحية ، في التوسط في مجال آخر .. فالمصالح متبادلة بين أفراد المجتمع .. و كثيرا ما نرى أناس يوسطون كبار قوم في قرية أو مدينة من أجل الإفراج عن رخصة سوق أو تغيير ( كروكي ) أو مساعدة أحد الممتحنين لنيل رخصة سواقة .. وكلها نوافل تؤدي للتمتع في استغلال وضع الآخرين ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م