ألمعيته
الألمعية هبة يهبها الله من يشاء , وابن تيمية له القدح المعلى في هذا الباب , فإذا كانت الألمعية هي سرعة الخاطر , وجودة العلم فإن ابن تيمية الأول في هذا الباب عند أهل العلم , فقد كان يفهم المسألة بقوة وجدارة , وكان يعي ما يقرأ وكان ينتزع الفائدة ويستنبط من النص استنباطا عجيبا وكان إذا حاور يفهم كلام محاوره ويرد عليه في سرعة البرق , وكان إذا كتب يسبق خاطره قلمه _ كما يقول عنه مترجموه_ , ومن ألمعيته أنه كان يدرك الشبهة في أسرع وقت, ويرد عليها ويزيف الزائف من الكلام , ويثبت الحق , ويميز بين الشبهات , ويفرق بين المختلفات , وكان يوهم بعض الأئمة في بعض الأبواب من تخصصاتهم , فأحيانا ينقد بعض المحدثين و المؤرخين وبعض الفلاسفة و أهل المنطق , وعلماء الكلام , ويرد عليهم في تخصصاتهم فإذا هو افهم منهم بفنهم وبتخصصهم .
ومن ألمعيته _ رحمه الله _ أنه إذا دخل في علم قلت لا يجيد إلا هذا العلم , ولا يحسن إلا هذا الباب , فيأتي بالعجب العجاب , ويسهل له هذا المسلك الذي سلكه فيكون فردا في بابه , ويكون وحيد عصره فيما نهجه وفيما اتخذه , فألمعيته _ رحمه الله _ محل الشهود ومحل الاعتبار من الجميع حتى صار فردا ووحيدا في هذا الباب ..
.. يتبع ..