مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-04-2006, 01:09 AM
الشاطري الشاطري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 127
إفتراضي دورة الزمان وصعود طالبان 1/2

دورة الزمان وصعود طالبان 1/2
05-3-2006


أمّا "كرزاي" فإنّه حين استلم الحكم وعد بأنَّه سيزرع حقولاً للمخدرات، ولأجل هذا فقد تنامت زراعة المخدرات في عهد الحكومة الجديدة حيناً بعد حين، وقد ذكرت إحدى الإحصائيَّات أنَّه قد أنتج من الأفيون في عام 2001م ما يقارب 185طنَّاً، وازدادت الكميَّة خلال عامين حيث وصل الأفيون إلى 3600 طنا عام 2003م، واحتلَّت أفغانستان عام2003م المركز الأوَّل في زراعة الأفيون 77% من الإنتاج العالمي
بقلم خباب بن مروان الحمد

لا زالت الذاكرة الإسلاميَّة تحتضن صور ذلك اليوم الذي سقطت فيه حكومة طالبان، وأعلنت أنَّها انسحبت من جميع مواقعها الإستراتيجية، مع أنَّ كثيراً من المحلِّلين لم يكونوا يتوقعون ذلك التراجع، من قِبَل طالبان في أفغانستان.


نعم ...لقد انسحب الطالبان، وغادروا مناطق حكمهم إلى قلاع ومخابئ، وكهوف ومغارات في الجبال الشاهقة في أفغانستان والحدود المحيطة بها، وجرت الاعتقالات، والقصف الجماعي العشوائي، وبانت مساعدة المنافقين للصليبي المحتل، ومعاونتهم ضدَّ المقاومة الإسلاميَّة التي وقفت صفَّاً واحداً قبالة الغزاة المعتدين.


وأتى كرزاي بتكليف من قِبَل المحتل الصليبي؛ ليستبدل الأطلال الطالبانيَّة بأخرى كرزانيَّة، وحالفه جمع من المنتفعين والمرتزقة الأفغان، ظنَّاً منهم أنَّه سيغرس قيم العدل والمساواة والديموقراطية، بتشكيلة جديدة تجتمع عليها جميع القوى.


وما إن بدأت هذه الحكومة تحكم الشعب الأفغاني، حتَّى ظهرت المعاناة، وكثرت النزاعات، وازداد الأفغان فقراً وأميَّة، وبطالة وشتاتاً، وأدركوا أنَّ تلك الحكومة مع سابق معرفته بأنَّها صنيعة أمريكيَّة، إلاَّ أنَّها لم تضبط الأمن، ولم تحفظ المجتمع، ولم تساعده على النمو الإيماني و الحضاري، بل بقي الوضع كما كان وأسوأ ممَّا كان.


في هذه الأثناء يرقب التأريخ بداية حقيقيَّة لتجمُّع فلول طالبان، وبداية مقاومة جديدة لها، سحبت أذيالها في شتَّى الجبهات الأفغانيَّة.


وبدأنا نرى أنَّ هذه المجموعات الطالبانيَّة من المجاهدين، رتَّبوا أمورهم، وأعادوا كرَّتهم بعد فترة ليست بالطويلة، وبدأ العالم يرقب تزايد الهجمات الجهاديَّة الطالبانيَّة على الحلفاء الصليبيين، وإحراقهم بنار الموت، وفرار كثير من الصليبيين من ثكنة عسكريَّة إلى أخرى، حتَّى أذاعت وكالات الأنباء أنَّ الفلول الطالبانيَّة المجتمعة سيطرت على العديد من المدن والقرى الأفغانيَّة مرَّة أخرى.


وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا عادت الطالبان بعد الهجمة الصليبيَّة، وتحالفت معها بعض التكوينات الجهاديَّة، والتي كانت منشقَّة عنها إبَّان حكم طالبان للأفغان قبل ثماني سنوات؟!


يمكن الإجابة على هذا التساؤل في عدَّة نقاط:


1ـ الشعب الأفغاني شعب عتيد وعنيد يأبى الاحتلال، ويرفض الضيم والعتو، ولا يوالي أكثريَّته لمن احتلَّ أرضه، وهذا ما ذكره شكيب أرسلان بقوله عن هذا الشعب: (لا ينام على الثأر، ولا يقبل أن يطأ الأجنبي أرضه ولا بواطئ العدو على استقلال بلاده).


ولا يمكن نسيان كيف لقَّن المجاهدون الأفغان؛ التتر دروساً في الدفاع عن دينهم وعقيدتهم، بل هزموا جنكيز خان الذي كانت له اليد الطولى في سفك الدماء، واحتلال بلاد الإسلام، وكيف حطَّم الأفغان الاستعمار البريطاني الذي جثم على أرضهم 44 عاماً، وأهان المجاهدون البريطانيين في ثلاث حروب متتالية، وأمَّا الاتحاد السوفييتِّي فقد كان للمجاهدين الأفغان دورٌ كبيرٌ في تفكيكه إلى دويلات، وعدم الاستسلام له خلال حرب دامت أكثر من عشرين عاماً من الزمان، لقِّبت بعدها بلاد الأفغان بأنَّها مقبرة للغزاة.


وهكذا تمضي دورة الأيَّام ويأتي الأمريكان وحلفاؤهم من الصليبيين ليحطِّموا إمارة طالبان ويكسروا شوكتهم ويقضوا عليهم خلال فترة وجيزة، ولكن الأمل الذي كان يحدوهم، انقلب إلى ألم شديد، فقد أيقنوا أنَّ المجاهدين الأفغان كانوا غصَّة في حلوقهم، وحجر عثرة في طريقهم، حيث صمدوا في قتالهم ضدَّ المحتلِّين، وبدأت الأنظار تتلفَّت إلى أعمالهم ومواقفهم بشكل ملحوظ.


2ـ أنَّ طالبان لا تعترف بالانتخابات لإخراج المحتل، بل طريقها المؤثر والفعال هو الجهاد المسلَّح ضد القوات الغازية الأجنبيَّة، وكانت دعوة الملاَّ محمد عمر للشعب الأفغاني قبل أكثر من ثمانية أشهر، مؤثِّرة في مقاطعتهم للمشاركة في الانتخابات، حيث إنَّهم رأوا أنَّ ممارسة الحق الانتخابي فيها عمل شكلي لا طائل من ورائه، بل مسألة بلا قيمة كما عبَّر عن ذلك أحد المحلِّلين السياسيين، خاصة إذا علمنا أنَّ العرق البشتوني يمثِّل 06% من الشعب الأفغاني، ممَّا يؤدي إلى انجذابهم للاستماع لأميرهم السابق الملاَّ محمد عمر، وانصياعهم له ومؤازرة كثير منهم لجيش طالبان المقاوم، ومعاونته بعد أن رأوا أنَّ حكومة كرزاي موالية للمحتل!


3ـ إدراك الشعب الأفغاني أنَّ جميع ما ادَّعاه حامد كرزاي من نشر قيم الحريَّة والديموقراطيَّة؛ إنَّما هي فقاعات كلمات طارت في الهواء، ولم يكن لها نصيب من العمل والعطاء؛ ممَّا جعلهم يشعرون بالحنين إلى دولة الطالبان السابقة بعد فشل الحكومة الجديدة في ملء الفراغ الذي سبَّبه خروج طالبان من الحكم، مع احتفاظ الأفغان في عقولهم بمدى الأمن والاستقرار الذي هيَّأته الطالبان لهم حين حكموهم ردحاً من الزمن.


وأيقن الشعب الأفغاني أنَّ وعود "كرزاي" بأنه سيسخِّر جميع القوى والموارد المتاحة لإجراء تغييرات تقلب أفغانستان رأساً على عقب، بأنَّها وعودٌ كاذبة، وأنَّ ذلك ما هو إلاَّ لذرِّ الرماد في العيون، لامتصاص الغضب الشعبي الأفغاني على نتائج الدمار الذي خلَّفته القوى الغازية، ولهذا فإنَّ أنشطة كرزاي وتحركاته ضاعت سنين دون أن يستفيد الأفغان منها شيئاً، وفضَّل بدلاً من إعمار البلاد بالحفاظ على الوضع القائم وتعزيز نفوذه.


مع أنَّ الدول الغربية تعهدت بتقديم 5ر2 بليون دولار سنوياً على مدى أربعة أعوام قد مضت، لأجل إعادة إعمار أفغانستان، ولكنَّنا نصاب بالخيبة إذا علمنا أنَّ نصف هذا المبلغ قد وصل لأفغانستان، ولم يقم سد واحد أو محطة توليد كهرباء على مدى الأعوام الأربعة الفائتة، بل بقيت أفغانستان ثالث أفقر بلد في العالم، كما ذكر ذلك الباحث في الشؤون الآسيويَّة : الأستاذ : علي مطر في تقرير له نشره في موقع المسلم .


ولمَّا فشل كرزاي في تأمين أفغانستان وتحقيق وعوده، وظهر للعيان الفرق بين حكومته وإمارة الطالبان، اضطرَّ إلى مد يده إلى الملاَّ محمد عمر ومن حالفه مثل حكمتيار ودعوته إيَّاهم إلى المصالحة والحوار، إلاَّ أنَّ ذاك النداء لم يُلتفت إليه من قِبَل طالبان وحتَّى من حكمتيار، بل ردُّوا عليه بأن كرزاي ما هو إلا دمية أمريكية على حدِّ قول أحد مسؤولي الحركة، وطالبوا الشعب الأفغاني بمواصلة العمل القتالي ضدَّ العدو المحتل.


ولا ريب أنَّ هذه الدعوة من كرزاي إلى قادة المقاومة الجهادية في أفغانستان، ناتجة عن الوضع المتأزم الذي يعيشه نظام كرزاي، الذي فشل في توفير الأمن للمواطن الأفغاني، وهو أبسط حقوقه، وإذا كان كرزاي قد أخفق في هذا الأمر فإنه كان فيما سواه أكثر إخفاقاً .إضافة إلى بروز حالات تذمر كبيرة داخل الشعب الأفغاني ضد العمليات العسكرية الأمريكية بسبب الإصابات التي توقعها في صفوف المدنيين، وهو الشيء الذي أحرج "كرزاي" ودعاه لأن يستنجد ويطلب من الأمريكيين وقف طلعاتهم الجويَّة، وحملات التفتيش في القرى، وذلك لتهدئة المواطنين الأفغان ! إلاَّ أنَّ ذلك الاستنجاد لم يلتفت إليه الأمريكان، ولم يلقوا له بالاً!

آخر تعديل بواسطة الشاطري ، 05-04-2006 الساعة 01:16 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م