الفاضل / أحمد ياسين
أنا الذى حذفت الموضوع ... إشفاقا على كاتبه من الإثم المستمر ، فقد شارك فى الإفتراء على شهيد بدون علم ، حتى لو صح - فرضا - قول فلان أو علان ... فكاتب الموضوع لا يعلم ونحن مؤاخذون بما ننطق به أو نكتبه دون بينة ، وقد أنزل سبحانه لنا آيات مبينات فى سورة النور عن حادثة الإفك ، وعاب على المسلمين تلقى القصة بألسنتهم وأفواههم وترديدها ، وأخذ عليهم العهد بألا يعودوا لمثلها أبدا ، وقد ترك الله سبحانه وتعالى المسلمين فترة طويلة قبل أن تنزل الآيات لتبرئ الصديقة بنت الصديق ، وذلك لهدف أن يذوق المسلمون وبال أمرهم ومرارته ، فإذا طلب منهم أن يتبينوا حتى لا يصيبوا قوما بجهالة ، ارتدعوا وثابوا لرشدهم ... وللأسف الشديد نجد أن من يتزعمون هذا الموضوع حاليا ينسبون أنفسهم للسلف ، والسلفية سلوك لا إدعاء ، والمسلمون رحماء بينهم لا أعداء بعضهم لبعض ، وحصائد الألسن تهوى بصاحبها فى النار هذا هدى الإسلام ، فلماذا نحن أبعد الناس عن هذا الهدى الجميل الذى يزيل المشاحنات من النفوس ويجعلنا أمة متعاطفة يدعو بعضنا لبعض لا يتهم بعضنا بعضا ، ومن نحن حتى نحاسب الناس ، والله هو وكيلهم ، وهو أعلم بهم ، ولم ينتدبنا فى الدنيا لنكفر هذا ونفسق هذا ... وقد ذكرت فى مكان آخر موقفا للدكتور طه حسين لعله يشفع له يوم القيامة ، وهو حين سألوه ماذا يستمع فى الإذاعة ، فقال "أنا لا أستمع إلا لإذاعة القرآن الكريم" ... لا يعلم هذا الموقف إلا الله سبحانه وتعالى ومن تصادف أن سمعه ، فلماذا نفسقه والله أعلم به ، ولسنا مسؤلون عنه .
|