مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #21  
قديم 22-04-2006, 02:57 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

وأدعوك يا سعود إن شئت، إلى أن (تقوم بهذه الثورة أنت)، رغم علمي اليقين أن الثورة بحاجة إلى رجال ثوار قد صارعوا الأدواء وذاقوا آلامها، إذ يصعب على من لا يعيش الألم تحقيق الأمل.. كنت أريد أن أعرض عليك يا سعود هذا في تمثيلية الفقر والجهل والمرض والظلم، لعلك تضحك فتتذكر فتبكي، ولكن التمثيلية ألغيت في آخر لحظة لأنك مرهق ـ كما قيل لي ـ، بالإضافة إلى عرض هذه عليك علانية وبهذه الجدية، فصديقك من صدقك..

بالأمس الأول كنت قد ألقيت كلمة البلاد وقلت فيها بعض ما أقوله الآن، وكان مطلعها موجه: باسم حائل قراها وباديتها.. باسم العمال المشردين.. باسم الشعب العظيم، غير أنك لم تسمعها جيداً لكثرة ضوضاء المكان.. ولقد عجبت عندما نودي علي يوم أمس في قصر الإمارة ليدفع لي مبلغ 500 ريال سعودي، ويدفع للخطباء الآخرين 200 ريال، ولما سألت عن السبب لدفع هذه المبالغ، قيل لي أنها ثمن الخطب!..

أما أنا فرضتها بالطبع رفضاً لا عودة فيه، وقلت: أن كلام الشعب لا يباع ولا يشترى، وإنما ينفذ بالقول والعمل، ولو أردنا الدراهم لعشنا كما يعيش أصحاب الملايين بما عرض علينا من مقاولات في شركة أرامكو، لكننا كنا ننفق مرتباتنا كلها على الحركة ولمصلحة العمال، وكنا نبقى بلا طعام إلاّ ما يتفضل به اخوتنا العمال علينا باطعامنا مما يأكلون، وهذا فقد شردنا وعذبنا وسرحنا من العمل، وقيدت أيدينا وأرجلنا وأعناقنا في مقبرة سجن العبيد، وصدر أمركم باعدامنا ـ كما بلغنا ذلك من وكيل الأمن العالم في الظهران ـ لو لم تحدث معجزة الافراج عنا نتيجة اضراب العمال الذين لم يجعلوا لهم من مطلب سوى إخراجنا من السجن.

حتى أن العمال قد سجنوا سجناً جماعياً خلف الأسلاك الشائكة في وهج الشمس المحرقة، وقطع عنهم الماء ومنع الطعام، ثم سمح لهم أخيراً بالطعام ـ ولكنه طعام السم يا سعود ـ هل لا تصدق؟. لقد وضع لهم السم في طعام ذل المطعم المسمى (مطعم أبو ربع ريال)، ومات سبعة عشر من العمال، وقد أسعف الباقون بغسيل بطونهم، وادعت شركة أرامكو الاستعمارية أنه حدث لهم تسمم غير مقصود، لأن قدور الأكل غير نظيفة!، ولكنه تأكد من أقوال أحد الأطباء العرب الفلسطينيين الذين يعملون لدى شركة أرامكو نفسها وكشفوا، ضمن الأطباء الذين كشفوا على حالة العمال المتسممين، أن التسمم حادث عن سمّ حقيقي عثروا على بقيته، وثبت هذا وأنا على أتم استعداد لأن أثبت لكم كل ما أقول..

ولا غرابة، فهذا جزء مما يلاقيه عصب الحياة وأشرف خلق الله: العمال.. العمال الذين هم الشعب كله.. العمال الذين أخرجوا هذا البترول وما يتبع البترول من نعيم لينعم به غيرهم، أما هم فلهم السم الزعاف. أنني أحدثك يا سعود بما حدث وما سيحدث اذا استمرت الحال كما هي عليه الآن.. لقد انتهى عهد والدكم عبد العزيز المظلم وجاء عهدكم الزاهر كما يقال!.. كان كل من يرفع يده أو رجله باشرة عدل، أو يحرك لسانه أو طرفه بشهادة حق، يفقد رأسه أو يده أو رجله أو لسانه أو عينه، إما بمغريات المال وأما بالسيف المميت.. وإذا حدثت لكم "المبايعة" مكان والدكم فلا يعني ان هذه المبايعة" هي: استبدال عهد مظلم بعهد مظلم.. ولهذا نرجو أن يكون عهدكم الجديد زاهراً ـ كما يقولون ـ، لأنه ما من أحد من زار بلدان العالم أكثر منكم، ولعلكم بهذه الزيارات قد عرفتم أو سمعتم أو رأيتم كيف تحكم بلدان هذا العالم وتساس.. بل ان هناك بلداناً أخذت استقلالها قريباً أو أنشئت من عدم، فأصبحت أكثر من بلادنا تقدماً وازدهاراً وتحرراً وحرية وإسلاماً!.. ولهذا نريد من عهدكم أن يكون زاهراً!!.. ولا يمكن لأي عهد أن يزدهر ما لم يقر بحقوق الشعب كافة، ويتسلم الشعب إدارة بلاده. بنفسه وعقله وأيدي أبنائه المخلصين، ولمن يحقق هذه المطالب.. يمنح شعبنا الثقة لا ـ البيعة ـ، فالبيعة عادة لا تأتي إلا عن طريق البيع والشراء.. والبيع والشراء لا يذكر إلا ويذكر إلى جانبه العبيد ـ والمال.. والمال خراب الذمم.. أما الثقة فتمنح بناء على ما يلي:

1 ـ شهادة حسن السيرة والسلوك القويم للشخص الذي يمنحه الشعب ثقته ليكون لها أهلاً..

2 ـ ايمان من يمنح الثقة بالمثل العالية والمبادئ الإنسانية العادلة التي جاء بها الرسل والأنبياء.

وبعد هذا نطرح فيما يلي: مطالب شعبنا التي بموجبها يمنح الثقة لمن هو أهلها، ليكون الشعب وحده هو المسؤول عن حكم نفسه بنفسه..

1 ـ اقامة مجلس للشعب، أي "برلمان" حر، ينتخب الشعب أعضاءه انتخاباً حراً ممن رضي الشعب عنهم.

2 ـ يضع أعضاء هذا البرلمان الحر بعد انتخابهم، دستوراً للبلاد تحكم البلاد بموجبه، ولن يشذ هذا الدستور عما جاء به القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة وروح العدل الذي دعا بها رسل الحرية والإنسانية…

3 ـ يسن هذا البرلمان الشعبي كل القوانين والمراسيم والتشريعات، التي ستلغى بموجبها جريمة بيع وشراء الإنسان للإنسان، جريمة تجارة الرقيق الذي لا يوجد في أي بلد من بلدان العالم، كما يوجد في بلاد كان شعبها فيما مضى قد حرر الإنسان من عبودية الأوباش في ثلاثة أرباع العالم. انها بلادنا وشعبنا يا طويل العمر؟.

4 ـ يسن ممثلو الشعب في مجلس الشعب، قانوناً يحرم جريمة قطع الأيدي والأرجل، فهذه الجريمة لا تطبق إلا بحق العمال والفلاحين والجنود، والعاطلين عن العمل من أبناء البادية المعذبين، ومن لا يجدون لقمة العيش، والمضحك أن من يطبقها هم الذين ينص القرآن الكريم على أن تطبق بحقهم. أنهم اللصوص الكبار الذين أصبحوا حكاماً.

5 ـ تلغى عقوبة جلد المواطنين بالطرقات وغير الطرقات وتستبدل بالأعمال والتعليم والتهذيب مكان التعذيب، وتحال السجون إلى مدارس لا يدخلها إلا من تثبت تهمته بعد مذكرة توقيف عدلية، وبعد التأكدات اللازمة والتحقيق النزيه بأنه يستحق حكم القضاء.

6 ـ يصدر قانون عمالي ينص بانتخاب نقابات عمالية نزيهة، يجمعها اتحاد عمالي واحد نزيه، يكون هو المسؤول أمام الحكومة، ويتولى الدفاع عن حقوق العمال المهدورة التي ستبقى مهدورة بدونه إلى الأبد.

7 ـ الغاء اتفاقية قاعدة الظهران الذرية، والاستغناء عن الجيوش الأمريكية الأجنبية بجيش عربي قوي، مسلح بأقوى وأحدث أنواع الأسلحة، يحمي البلاد التي لا يمكن أن تحميها قوى الأجانب والاعداء، الذين باعوا وأضاعوا فلسطين العربية، والتي لا يمكن لها أن تعود إلاّ بقوة العرب ووحدة سلاحهم وأرواحهم.

8 ـ انشاء صناعة خفيفة وثقيلة في كل أنحاء البلاد، والبحث عن المعادن وإدخال أبناء البادية في هذه المصانع. فأبناء البادية يكوّنون 60 بالمائة من مجموع الشعب كله، ويلاقون من العذاب أقسى ألوانه.

9 ـ انشاء بنوك زراعية لاستصلاح الاراضي البور، وإقامة المزارع وتسليمها لجموع الفلاحين الذين هم واقعون تحت أنياب الوحوش وتجار الربا، وتوطين قسم من أبناء البادية المعذبون في هذه الأراضي ليفلحوها.. أما القسم الآخر فيصبحون في المصانع عمالاً.

10 ـ اصدار قانون يفرض التجنيد الإجباري فرضاً على كل مواطن (ولا أقول كل مواطن ومواطنة لأن هذا القول سابق لأوانه في مثل وضعنا الحاضر) ليصبح الشعب كله مسلح أمام الأعداء، وليس في هذا ما يخالف تعاليم النبي العربي محمد بن عبد الله كما يفتي البعض، وهذا ما فرضه علينا الدين.

11 ـ اصدار قانون يفرض التعليم الاجباري على كل ذكر وانثى في كل مراحل التعليم، فهذا ما فرضه النبي محمد علينا فرضاً: (طلب العلم فرض على كل مسلم ومسلمة).

12 ـ اصدار قانون ينص على اطلاق الحريات الديمقراطية، ومنها حرية الصحافة والإجتماع والتعبير ومنع العدوان على حريات الآخرين.

13 ـ اعادة العمال المسرحين إلى أعمالهم ونحن منهم، وعدم تسريح أحد من العمال لكيلا يكون عالة على هذا المجتمع.. وعدم نفي أحد أو اسقاط الجنسية عن أحد.

وعلى مثل هذه الأسس المشروعة في الشرائع العادلة، ووثيقة حقوق الإنسان، يمنح الشعب ثقة الشعب ـ لا يبيعها ـ للحاكم الذي يحافظ على هذه الثقة ولا يبيعها هو أيضاً.

هذا هو الرأي الآني للعمال المشردين يا سعود، رأي الفلاحين المعذبين ورأي الجنود، وراي سكان الصحراء من أبناء البادية الذين سبق لبعضهم أن قاتل إلى جانب هذ الحكم السعودي، ولا زال يطحنهم ظلمه البغيض، وأخيراً، مرحباً بك في بلد الكرام المضايف ـ حائل الجميلة العظيمة ـ حائل بلد الشجعان، حائل الجزء الذي يلاقي ما يلاقيه غيره من بقية أجزاء الوطن، من مظالم وفقر وجهل ومرض، عمّ انحاء الجزيرة العربية كلها، ولا قضاء عليه إلا بحدوث معجزة.. زلزلة تزلزل الماضي والحاضر. فيحيا من يحيى عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، وتبنى البلاد من جديد لتعيش في جنة المستقبل.. جنة المساواة.. جنة الكفاية والعدل. جنة يتساوى فيها الناس في خيرات بلادهم، في كل ما في باطن الأرض وما عليها لكيلا يعيش من لا يعمل عالة على من يعمل، بينما العدل هو أن لا يعيش من يعيش عالة على كدّ الآخرين.. كما تقول الآية: {وان ليس للإنسان إلاّ ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى}.. والسلام على من أتّبع الهدى.

(11 / 12 / 1953م) الساعة السادسة عصراً بالتوقيت المحلي.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م