مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #23  
قديم 22-04-2006, 03:05 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

قال عبد العزيز: "هل تذكرون أولاً من نحن، وأين نحن وكيف كنا، لولا عبد الله فيلبي والانكليز؟". ورد عبد العزيز على نفسه قائلاً: "كنا مطرودين نعيش على فضلات صحون آل صباح في الكويت، لولا الإنكليز ومواقف الأخ عبد الله فيلبي الصديق الصدوق، الذي لا يمكن أن ننسى فضائله علينا، فإذا تنكرون علي أخذ مشورة عبد الله فيلبي لأنه انكليزي، فأحب أن أذكركم أن كل ما تأكلونه الآن هو من عند الله وعند الانكليز، والسلاح الذي معكم من الإنكليز، والريالات التي في جيوبكم سكّها لنا الانكليز، والذهب الانكليزي الذي معكم هو صنع الانكليز، وثيابكم وعمائمكم كلها من غزل الإنكليز، ولكنكم الآن تسبون المظهر وتنسون الجوهر.. هذا ما قاله والدكم عبد العزيز عني. وكنت أصلي إلى جانب والدكم خلف إمامه الخاص، وكان أمامه إماماً متعصباً ضد الانكليز "الكفار مما أثار غضب والدكم عبد العزيز. أثناء الصلاة، حينما قرأ هذا الامام الآية القرآنية القائلة: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}، فتوقع عبد العزيز أن إمامه كان يعني "بالذين ظلموا" عبد الله فيلبي والإنكليز الموجودين معنا آنذاك، فتقدم عبد العزيز بعصبية نحو إمامه واجتذبه أثناء صلاته ورماه أرضاً، ثم تقدمنا في الصلاة بنفسه وتلا الآية التالية: {قل يا يها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما عبد ولا أنا عابد ما عبدتم لكم دينكم ولي دين}.. هذا هو والدكم عبد العزيز ولكن المغريات الأمريكية أغرتكم بزخرفها عن أصدقائكم الأولين الحقيقيين، لكن أملي بالأمير فيصل قوي أن يعيد النظر ويتمسك بسياسة والده القديمة!).(3).

هذا هو جزء من التقرير والرسالة اللذين كتبهما جون فيلبي بتاريخ 14 / 6 / 1954 من بيروت، وعندما قابلت عبد الله الفيصل مرة أخرى بعد أن سلمني ذلك التقرير، توقعت أن يسألني عنه، لكنه لم يسأل وإنما طلب أن أركب معه بسيارته، وذلك عشية 22 / 6 / 1954، وأخذ يؤشر لي على بعض عماراته في جدة ويقول "ان هذه كلها من المرحوم جدي البطل عبد العزيز، الذي يعزني كثيراً، أما سعود فوجه فقر" وأردف قائلاً: "أنا أعرف أنكم تعملون للثورة، وأن الثورة ستقوم لا محالة مهما أخذنا احتياطاتنا ضدها، ولكن المؤسف أن الثوار سوف لن يميزوا بين سعود الفاسد المجنون، وبين الوطني المخلص عبد الله الفيصل أو والده فيصل، هذه هي مشكلة الثوار"، قلت للأمير سعود وأولاده وبقية العائلة، لأن ساعة الثورة ليست ساعة تمييز، وإنما هي ساعة إصدار حكم، وإبادة حكام، ولكن لماذا لا تثورون على أنفسكم أنتم ليميزكم الثوار الحقيقيون؟!".

قال: "ألا يوجد من العمال من يخلصنا من سعود وظلمه؟" قلت: "أن المسألة هي التخلص من النظام الفاسد، ونحن لا نؤمن بالاغتيالات الفردية ولم نقرها بعد، ولو أقريناها لكان بامكاننا التخلص من سعود وأمثاله".. قال الأمير: "تعال لي مرة أخرى لنتحدث أكثر، فأنا الآن معزوم على العشاء لدى "ابن زقر"، وها هو بيته ولا أريد أن تدخل معي عنده، فقد يكون عندهم من ينقل الكلام لسعود فاتهم بمناصرة العمال"..

وتركت الأمير لأسافر إلى الرياض، وفي الرياض اتصلت مرة بالوزير الامير سلطان وزير الدفاع حالياً، فعرضت عليه بصفته وزيراً ما يلاقيه العمال من طغيان، فأركبني معه في سيارته حيث كان متجهاً من بيته إلى مجلس الوزراء، ومر بي ما بين أكواخ بالية وقصور عالية تقع كلها متلاصقة ومتقابلة في جنوب الرياض، وكأنما هي تبارز بعضها، فأخذ الأمير سلطان يؤشر لي بيده على القصور والأكواخ وهو يقول: (انظر إلى أصحاب هذه الأكواخ كيف يموتون، وانظر إلى أصحاب هذه القصور كيف يعيشون. أصحاب هذه الأكواخ هم الشعب، وأصحاب هذه القصور هم قلة من مستغلي الشعب. فأين الاسلام عنهم؟)!!.. وتابع الأمير قوله التجاري قائلاً: (لو أن الاسلام قد طبق حقاً لسكن أصحاب هذه الأكواخ في هذه القصور، ولما أستحق أصحاب هذه القصور أن يسكنوا حتى في هذه الأكواخ، لكن الاسلام أصبح غريباً وأصبح أمثالكم عندما يطالب بحقه المشروع، وعندما يطالب بإيجاد عمل له من أجل أن يعيش ويعيش أولاده ويستر عورات أهله من العار، يتهم بأنه شيوعي خطير. كيف اتهموكم بالشيوعية؟)..

قلت: (الذين اتهمونا بالشيوعية هم ركائز الخيانة والاستعمار، اذاعة اسرائيل حينما سجنا عام 1953 أذاعت "بأننا شيوعيين" واذاعة صوت أمريكا أذاعت "بأننا شيوعيين" ووزعت شركة أرامكو بيانا تزعم فيه "أننا شيوعيين"، وأشاعت ارامكو وأذنابها من الحكام "بأننا شيوعيين" كما كتبت الهيئة الملكية التي أرسلها سعود لنا بأنني شيوعي، وذلك عندما لعنتها في مطار الظهران ونسفت "المنضدة" في وجوههم، عندما قال لي أحد أعضائها "نسيب السباعي" أن الله أمركم باطاعة ولاة الأمور كما يقول: {أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم}ـ ومن ولاة أمركم الأمريكان!..

وهذا هو مصدر اتهامنا بالشيوعية، رغم أننا لم نعمل ساعة للشيوعية، ولم نطالب لحظة بالشيوعية، وإنما كانت مطالبنا وطنية وعمالية وقومية ودينية، بل وجزء من هذه المطالب يتجه آنذاك مباشرة ـ بمضمونه ـ لإيجاد "رأسمالية وطنية" في البلاد، أي لتحويل هذه الأموال "التي سرقها أصحاب القصور من أصحاب الأكواخ" لإنشاء صناعات ومصانع ومؤسسات وطنية، أول ما يستفيد منها أصحاب رؤوس الاموال واللصوص أنفسهم، وبالتالي تنقذ أصحاب الأكواخ من الموت البطيء، والمرض القاتل والجهل المقيت، بدلاً من تهريب هذه الأموال إلى الخارج هذا ما قالته ألسنتنا أما نحن فالحقيقة أننا أخطر من الشيوعيين!)..

قال الأمير: كيف؟.. قلت أننا "عمريين" نؤمن بمبداً عمر بن الخطاب الذي حاسبه الشعب على نصف بوصة زائدة في أسفل ثوبه ـ حتى أثبت عمر ـ بأن ذلك الثوب لم يكن ثوبه، وإنما هو ثوب ابنه عبد الله، استعاره منه لأداء صلاة الجمعة، وهذا المبدأ "العمري" الذي طبق منذ مئات الأعوام في أرضنا المظلومة هذه، لم يطبق حتى الآن في بلد الشيوعية، وإنما طبق في الجزيرة العربية قبل أن يعرف الناس الشيوعية، نعم.. لقد طبق قانون عمر القائل: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتم أمهاتهم أحراراً؟) وكذلك قانون علي بن أبي طالب القائل (ما جاع فقير إلا بما متع به غني) وإذا كانت تؤمن يا صاحب السمو بما تقول "عن حق أصحاب الأكواخ في باطل سكان الصور" فاعمل بما تقول وستجد أن بامكانك تحقيق شيء من الإسلام!.. ولا أقول كل الإسلام!).. قال الأمير سلطان: (انني مثلك ليس بيدي تحقيق شيء مما قلت)!. قلت: (أن لديكم حصانة ـ أميرية ملكية ـ أما أنا فأقاوم كل القوى الشريرة: الأمريكان، وشركة ارامكو والرأسماليين وكل أجهزة الحكم ضدي، وليس معي حتى أصحاب هذه الأكواخ النائمين، لكنني مع هؤلاء الذين لا يجدون حتى الأكواخ ومن يعيشون على براميل الزبالة عند أبواب القصور!)..

قال الأمير: (هل تعلم أنني اتهمت بالشيوعية؟ وأنهم يقولون عني الأمير الأحمر؟!.. وانني موضوع في القائمة السوداء؟!).. قلت بتهكم واضح على هذا الكذب: (يجوز؟.. جائز جداً.. انك أمير أحمر فعلاً!).. صحف البلاط واذاعته بعد ذلك: (ان مجلس الوزراء قد عقد جلسته الهامة ونظر في الأمور المدرجة في جدول أعماله) بل جدول اهماله!.

هذا هو نوع من أقوال امراء التهريج أولاد عبد العزيز الطاغية، الذي أوصاهم قبل موته في تعريفه للسياسة (انها السياسة يا أولادي هي قل ما لا تفعل، وافعل ما لا توقل)! وسار معظم أولاد الحرام على هذه السياسة، اللهم إلاّ مشعل وزير الدفاع سابقاً أو "برميل اللحم" الذي قال لي عندما قابلته في فندق البساتين بجدة وقلت له: (أنني أريد دخول الكلية العسكرية) قال: لماذا؟.. قلت: لأخدم وطني!.. قال: (أنا أعرف ما هي خدمة وطنك علينا.. إن أحسن شيء للوطن هو تقطيع رؤوسكم. ولو كان الأمر بيدي لوضعتكم في فم الطوب)، أي لو كان الأمر بيده لما قتلنا إلا بوضعنا في داخل مدفع؟ قلت له: سلامتك، أي طوب تعني؟ وعياركم؟.. قال: أنتم أهل الاضطرابات؟ ومضى في حال سبيله غير الرشيد.

أما مفتي القصور السعودية محمد بن إبراهيم فقد قال: (أنه لا دخل لي في السياسة، وقضية العمال هي قضية سياسية لا يجوز لعلماء الدين الخوض فيها، أما عن قولك عن ابعاد العمال العرب بواسطة الامريكان وإحلال العمال الأجانب مكانهم، فهذا جائز شرعاً فديننا لا يبيح أن يعمل المسلم تحت أمرة الأمريكاني الكافر) قلت: (اننا لم نذهب إلى أمريكا وإنما الأمريكان جاؤوا لبلادنا، فما هي الفتوى التي تبيح سرقتهم لزيت بلادنا وخيراتها؟). قال: (الأمريكان يصلحون في الأرض ولا يفسدون، وقد عمروا أرضنا بعد أن كانت خراباً)، قلت: (ان الأمريكان يفسدون الأرض والضمائر معاً، وقد استأجروا عدداً من قضاة الدين عندهم كقضاة شرعيين للفتاوى، واحد في الرياض براتب قدره 13 ألف ريال، وواحد في جدة وواحد في الظهران كل منهما براتب قدره 6000 ريال). فقاطعني قائلاً: (إذا ثبت ما تقول، فان هذا يدخل ضمن الوظيفة والأجر مقابل العمل المشروط، أي وظفوا هؤلاء العلماء، وهذا جائز شرعاً. وجزى الله الأميركان خيراً)، قلت: (الأمريكان جزاهم الله خيراً؟!) قال: (نعم..) قلت: (انك تقول: أنّه لا يجوز للعمال العرب العمل لدى الأمريكان، فكيف يجوز أن يعمل رجال الدين لدى الأمريكا، ونحن نعلم أن هذه الدراهم لا تقدهم لهم إلا للفتاوى ضد العمال، ومع ذلك يجزي الله الأمريكان خيراً؟!..) فغضب وقال: (البلد كلها عائشة على الأمريكان.. قم.. قم. قد قلت لك أنه لا دخل لي في السياسة).

قلت هذا للمفتي وأنا أعلم أن محمد بن براهيم هو صاحب المرتب البالغ 12 ألف ريال شهرياً، الذي كان يدفع له من شركة أرامكو عن طريق مكتب العلاقات الحكومية "جوفر نمنت رليشن" كمرتب خصص للإفتاء في الشؤون العمالية، وقلت للمفتي: (سبق أن أفتى قاضي الظهران بقوله "الامريكان قد أحيوا أرضنا، والحديث الشريف يقول من أحيا أرضاً ميتة فهي له" فما رايك بهذا المفتي؟). فبدأ الغضب على وجهه لكنه سكت وحاول عمل شيء ضدي. وخرجت من عنده..

ولا أريد أن أسترسل في سرد بقية قصتي مع آل سعود وتجاز دينهم جميعاً فالقصة "غصة" شعب طويلة لا نهاية لها أبداً إل بنهايتهم جميعاً، حينما يطبّق الدين الصحيح في يوم تشرق فيه شمس الثورة ويتحرر الشعب وإنما أوردت بعض القصة التي جرت معي لأفنّذ كذب هؤلاء المرتزقة الذين التفّوا حول بعض الأمراء، وبدأوا يبثّون لهم دعاية كاذبة عن ديمقراطيتهم المزعومة وبايعوهم، بينما الشعب المسحوق "المسعدن" الممسوخ إسماً ورأياً ووطناً وديناً لم يبايع!.. بل كيف "يبايع" من لا يملك الرأي الحر ومن يؤخذ بالظن والشبهات؟!.. والأمراء الذين تحدثت عنهم هم الذين يحكمون الآن ويتحكمون.. ولو أنهم استفتوا الشعب على ثقته فيهم لما منح الشعب ثقته أبداً إلا لمن يقتلهم جميعاً، للقضاء على من اندسوا على الإسلام لتخريب الإسلام. ففعلوا أسوأ مما فعله معاوية وزبانيته الرأسمالية والاقطاع والخداع الأوائل.. في نكبة الجوف ضد: علي..

الهوامش:

1 ـ لا وجود لسجلاّت القيود آنذاك. وحتى الآن في معظم المناطق. فسجلات القيود كانت تعتمد على تحديدها بحوادث شهيرة معينة، كقوله: عام الطاعون، عام الجدري، عام السقوط، الخ…

2 ـ هو شقيق الملك خالد بن عبد العزيز، وهو من أكبر أولاد عبد العزيز ومن أشرّهم سابقاً، اذ كان يطلق الناس عليه (أبو الشرّين) فاشتهر بحبه للملايين والادمان الجنسي والكحولي.

3 ـ والمعروف أن فيصل قد تدرب في عدد من الدورات في المركز الرئيسي للمخابرات البريطانية في لندن على يد فيلبي الذي سافر معه وهناك عدد من الصور يظهر فيها فيصل يقوده جون فيلبي إلى المركز (انظر اليوبيل العربي ـ الطبعة الأولى ـ لجون فيلبي).
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م