مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #16  
قديم 26-05-2006, 11:36 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

( 2 )

إذا سجلنا اعترافا لليونانيين بأنهم أول من فكر بعلم ( الفلسفة والمنطق ) ووضع له أسس و تدرج في نموه .. فان علينا تسجيل الاعتراف للعرب بأنهم أول من فكر بعلم اللغة وتقعيدها .. أي وضع أصول القواعد لها ..

عندما انتشر الإسلام بشكل واسع ، واتسعت أركان الدولة الإسلامية ذات الصبغة العربية ، من خلال لغتها التي هي لغة القرآن الكريم .. وعندما أصبح الأفراد غير العرب هم الأكثرية ، وعندما أصبح خبراء الدولة وإنشاء دواوينها هم من غير العرب ، عند كل ذلك برزت مشاعر الخوف من ضياع اللغة و كثرة التلحين ، فظهرت تلك المشاعر عند أناس غير مركزيين ، أي لم تنتدبهم الدولة الى أن ينبروا لتلك المظاهر .. بل بادروا من تلقاء أنفسهم ، وبذلوا الجهد المضني و دفعوا من أموالهم الخاصة ، للتصدي لتلك الظاهرة التي استشعروا خطورتها منذ وقت مبكر ..

فظهر كوكبة من المتصدين لتصويب تلك الظاهرة ، منهم الليث بن نصر بن سيار المتوفى في اواسط القرن الهجري الثاني ، وحماد الراوية ، و الخليل بن أحمد

لقد كان وجه الإعجاز في موضوع تدوين اللغة ، في استخدام العقلية الرياضية في ذلك التدوين ، فاتجه الخليل بن احمد الى افتراض ان هناك ألفاظ في اللغة العربية ، تتكون من حرفين أو ثلاثة حروف أو أربعة أو خمسة حروف ، فعندما استخدم ما يشبه التوافيق و التباديل في الألفاظ ، ظهر لديه هو وفريق العمل الذي معه ، ما يزيد عن اثني عشر مليون لفظا ، فأسقط المستهجن منها ، و تتبع ما يمكن أن يكون لفظا مستعملا .

فعندما يظهر لفظ مثل شغظ أو صثر ، يستبعد مثل تلك الألفاظ و يتتبع ألفاظ معقولة مثل ضرب و خبز و ساجل الخ .. وهي طريقة أشبه باستخدام المنطق الرياضي و إخضاعه للواقع اللغوي .. وإن كان هناك من أخذ على هذا المنهج وعاب عليه ..

لقد أدرك أوائل الرواد بأن لغة و ألفاظ الحواضر ( المدن) والأرياف قد تلوثت بالتلحين لاختلاط أهلها بغير العرب .. فكان توجههم الى البادية ، حيث النقاء وعدم الخلط ، فكان أكثر الناس إقبالا من قبل رواد التدوين ، هم أكثر الناس خشونة و أكثرهم فقرا ، الحفاة الجياع البعيدين عن مظاهر الحضارة ..

لقد اكتشف أهل البدو ، أهمية صفاتهم أثناء فترة التدوين ، فأصبحوا يطلبوا ثمنا بدل بضاعتهم المطلوبة .. فكان قسم من رواد التدوين يرتحل عند البدو ، ليقوم بعمله ، وقسم من أهل البدو يرتحل الى الحواضر ليبيع سلعتهم المطلوبة .

لقد كان كتاب العين أول معجم في اللغة العربية ، أو قد يكون أول معجم في كل اللغات في الأرض .. وبغض النظر عن القصص التي أوردها الكثير ممن يشككون بأن من وضع هذا العمل هو الخليل أو الليث ، فتلك قصة لسنا في صددها *، بل سنحاول تتبع أثر هذا العمل في منهجة طبيعة التفكير ، أو طبيعة إطلاق العقل و تشغيله (كأداة ) ..

لقد أخضع الرواد الأوائل اللغة الى عملية تصنيع ، وبدوافع قومية و دينية قوية ، فلو سلمنا بالرواية التي تقول أن الليث بن ( المظفر) بن نصر بن سيار ، هو من قام بوضع هذه المنهجية ، للمسنا وجاهة القول بهذا النوع من التشكيك ، خصوصا إذا عدنا الى ( النصر بن سيار) والي الأمويين الداهية ، في خراسان ، والذي طالما حذر حكام بني أمية مما استشعره من خطر فارسي على العروبة ، وعلى الحراك الذي كان يحاك في خراسان لقلب نظام الحكم ( العربي) .

قد لا يتفق مع هذه الرؤية ، الكثير من الكتاب الذين لا يروا أن هناك عقلا عربيا ، ولا هناك زمنا ثقافيا ، كما طرح ذلك الدكتور هشام غصيب في كتابه الموسوم ب ( هل هناك عقل عربي؟) .. والذي وضعه لتفنيد ما جاء في سلسلة الدكتور محمد عابد الجابري ..*

إن نهج اللغويين هذا قد أثر في النحاة ( أهل النحو ) فأخذوا يتسابقون معهم صوب الأعراب ( سكان البادية ) .. وقد يتساءل القارئ : ولماذا كل هذا التسابق نحو الأعراب ، إذا كان الهدف منه حماية الدين واللغة ، فلما لم يتم التوجه الى القرآن نفسه ؟

لقد خشي الرواد الأولون من عدم قدرتهم على تحصين القرآن من القرآن نفسه ، لأنه جاء على سبع قراءات ، ولو أنهم توجهوا إليه لدخلوا في تخريجات (تأويل ) .. قد لا يعطيهم التحصين الكافي للقرآن ، فأرادوا الذهاب الى منابع اللغة التي نزل بها القرآن .. فاتجهوا الى المعزولين من العرب (البادية ) حيث لا اختلاط و لا تلحين .. كما اهتموا في ذات الوقت لجمع الشعر الجاهلي ، كمنبع ثابت و تقني من منابع اللغة .

لكن لا بد من تثبيت مسألة هنا ، وهي أن قولبة اللغة بالقالب البدوي ، والابتعاد عن المصادر الحضرية ( قريش مثلا ) وهي تتفوق على البدو في استعمال اللغة ، وبني إياد عرب العراق ، حيث تلتقي لغتهم كثيرا مع لغة أهل قريش .. كل ذلك أثر ولا يزال يؤثر في وسائل التعبير لدى العرب .

ــــــــــــــــ
مراجع :
الكامل في التاريخ ابن الأثير .. ص 1120 وصفحة 1192
العين : صفحة 1 و صفحة 214
هل هناك عقل عربي .. د هشام غصيب المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1993
تكوين العقل العربي .. د محمد عابد الجابري ص 82 ـ85/ مركز دراسات الوحدة العربية / بيروت ط5 1991
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م