محمد بن نايف . ماذا فعل مع احد العائدين من غونتنامو.
توفي والده قبل شهر تقريبا وقد كان يتمنّى رؤية ابنه ومعانقته ولكن مشيئة الله حالت دون ذلك فقد توفي والده وبقيت والدته في حداد على والده الذي كان يشاطرها الشوق لرؤية ابنهما وعزمت السير لوحدها في مواصلة أحلام اليقضة والأمل يحدوها بأن ترى خالد مرّة أخرى كي تكتحل عينيها برؤيته وهي تبتهل إلى الباري سبحانه بأن يرد عليها خالد كما ردّ يوسف عليه السلام على أبيه يعقوب عليه السلام فشاء الله بأن يكون خالد بن راشد المري من ضمن الدفعة الأولى القادمين من قوانتاناموا فكادت تطير أم خالد من الفرح والشوق لأن تكون أوّل من يراه من البشر ولكن سرعان ماتحولت تلك الفرحة إلى سراب حيث أنّها في فترة الحداد وخالد في الرياض فصار الشوق أضعاف فما السبيل لرؤية إبنها وهو الآن لا يبعد عنها إلا مايقارب الـ500 كم وفي أرض الوطن فما كان منها إلا أن بعثت برسالة شفهية إلى سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ، نقلها له إبنها حمد يخبره بأن والدته في الحداد وأنها تتمنّى من سموّكم بأن تسمحوا لها برؤيته فبادر الأمير الشهم محمد بن نايف إبنها وقال بشّرها بأنه سيكون عندها في الجبيل وسيسمح له بزيارتها ليوم كامل وكان هذا الكلام في يوم الأحد واليوم الإثنين يصل خالد إلى الجبيل لرؤية والدته فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء ونخصّ بالذّكر هذا الأمير الشاب الذي غمر شباب الوطن بعطفه وتعامله السلس ، وكان مما جناه هذا الأمير الشاب دعوات صاقة أرسلتها أم خالد لله عزّ وجل بأن يحفظ لهذه البلاد ولاة أمرها وحماتها وكذلك خصّت الأمير محمد بن نايف بالدّعاء الصادق بأن يسعده ويجمع شمله كما جمعها بفلذّة كبدها .
أخي القاريء الكريم أنظر ماذا جنى هذا الأمير من هذا الفعل الطيّب وانظر في المقابل لمن يحرم نفسه من أفعال بسيطة يراها الناس كالجبال فنقول لكل أحد : ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ) .
من جريدة اليوم والكاتب بن حزمى
|