مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #23  
قديم 04-06-2006, 04:25 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مكتب تقديم الخدمات :

لا أحد يعلم كيف يخطر على بال بعض الأشخاص أن يبدأ بافتتاح عمل ما ، فقد لا يكون هذا العمل ، قد عمله والده ، وقد لا يكون هذا العمل له علاقة بدراسته الجامعية ، وقد يكون قد رآه في عمل تلفزيوني أو سينمائي ، أو فكرة تكونت لديه أثناء خدمته المختلفة عن هذا العمل الذي ابتكره ..

أبو وائل كان موظفا في بنك ، وقد يكون أنيط به عمليات تحويل فلوس الخادمات الأجنبيات ، فتكونت لديه فكرة عن طبيعة هذا اللون من الخدمات ، وقرر بعد أن تقاعد من البنك أن يفتتح مكتبا لتأمين الخادمات في البيوت لمن يطلبهن .

عندما تتشابك الأمور لدى أحد أرباب الأسر ، وتكون امرأته مريضة ، أو أمه عاجزة ، فإنه سيفكر في حل تلك المشكلة عن طريق استقدام خادمة ، إذا كان قادرا على تأمين دفع ما يترتب على تلك الرغبة ..

لقد مضى على استقدام الخادمة الإندونيسية ، عامان ، ويعني أن عليه الآن التفكير بتسفيرها ، أحضر أوراقها لمراجعة ما يساعده في إتمام عملية تسفيرها فوجد رقم هاتف المكتب الذي أحضرها في الأساس .. فاتصل بهم ، فطلبوا حضوره للمكتب ..

دخل المكتب وبعد أن حيا الموجودين ، لم يلحظ وجود أبي وائل ، فسأل عنه فأجابت سيدة تجلس على المكتب بأنه مسافر إلى جنوب شرق آسيا ..

كان يجلس بالمكتب أشخاص كثيرون ، امرأة بالخمسينات من عمرها تتحدث مع لا أحد ، فتحكي قصة قصيرة عن عدم ملائمة الخادمة التي أخذتها منذ أسبوع ، حيث أنها تنام في النهار طويلا ، ولا تقوم بعمل ، وتنفر بمن يناديها لتناول الغداء .. لم يكن حديث المرأة موجها لأحد ، فلم تركز عينيها أو وجهتها تجاه أحد الموجودين ، ولم يكن أحد يصغي باهتمام لما تقول ..

شابان يتكلمان في آن واحد ، يتكلمان عن سيدة عجوز تطلب خادمة لمؤانستها ، لم يكن بين الشابين أي شبه وراثي ، لا من حيث حجمهما ولا من حيث تقاطيع الوجهين ولا من حيث لون العيون ، كان أحدهما ضخما يبدو عليه بعض البله ، والآخر نحيف ، يتناوب معه في سرد مبررات الطلب ، ولم يكن هناك من يصغي إليهما ، كانا يتكلمان بالتناوب ووجهتهما نحو الباب خافضين نظرهما ، لارتفاع نصف متر تجاه الباب ، فكانت الشكوك توحي بأنهما يتكلما مع مخلوق لا يراه سواهما ..

السيدة التي تجلس على المكتب ، كان خداها ساحلين و شفتاها رقيقتين ، تقضم بعض البسكويت ، وتتجرع سائلا من علبة صفيح ، ودون شعورها بأي حرج من الموجودين .. كانت نموذجا لسكرتيرات هتلر التي يختارها منتجو أفلام النازية .. و يبدو أن هناك طفلا أو طفلة تجلس على الأرض وتنادي من تجلس على المكتب ، لكنها متوارية عن الجميع ، حيث يحجب رؤيتها أثاث المكتب المزدحم بالمقاعد والمراجعين ..

على الزاوية اليسرى لسيدة المكتب ، كانت تقف فتاتان واحدة في منتصف العشرينات من عمرها ، وواحدة بمنتصف عمر الأولى تقريبا ، وكانتا على ما يبدو من إندونيسيا ، الصغرى منهما كانت كمن انتهى من البكاء قبل دقيقة ، لم يكن على خديها أثر للدموع ، ولكن عيناها كانتا رطبتين ، وتنظر نحو الجميع ، بعينين حزينتين ، كعيني أرنب ، فلت من مطاردة ثعلب ، ولكنه لم يتيقن من النجاة بعد ..

كانت الكبرى من الإندونيسيتين ، تعمل كمترجمة ، فكانت تتكلم مع الصغرى بلغة غير مفهومة ، وقد تكون مهمتها شاقة أكثر من مهمة معلقي مباريات كرة القدم ، حيث أن كل من في المكتب كان يتكلم في نفس الوقت ..

كانت السيدة التي وراء المكتب ، لها قدرة عجيبة على فهم كل ما يجري ، ففي حين تسكت الطفل الذي يناديها من أسفل مكتبها ، وتقضم البسكويت و تشرب البيبسي و ترد على التلفون ، وتشير بطلب الأوراق لتسفير الخادمة ، وتطمئن الشابين أن قضيتهما سهلة ، وتنظر للإندونيسية التي فرغت من البكاء قبل قليل ، وتقول للشابين ها هي الفتاة ، قد تكون لم تتوفق في خدمة السيدة التي ضجرت من طول نومها ، لكنها ستفيدكما ، فما عليكما إلا أن تدفعا 1500 دولار للسيدة ، وتأخذا الفتاة فورا ..

وتلتفت الى من أراد تسفير خادمته ، وتقول : أهلا أستاذ ، نحن نقوم بكل شيء ، وسيكلفك هذا 300 دولار .. فوافق و أخرج دفتر الشيكات ، وسألها باسم من أكتب الشيك ، فأجابت : باسم منى محمد الدغير ، فاستفسر : هل أكتب آنسة أم سيدة ، ولم يكن يعلم من هي المقصودة .. فابتسمت ابتسامة حمقاء قائلة : وهل تراني آنسة يا أستاذ ؟ و أنا قد رزقت بفريق كرة قدم مع احتياطهم ؟ ضحك لتساؤلها الغبي وأعطاها الشيك وخرج ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م