بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على إمام المجاهدين وعلى أصحابة الأنصار والمجاهدين ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد
أيها الأخوة المسلمون
قال تعالى( ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون)
كان حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله في زمانه.. وكان صلاح الدين الأيوبي أسد الله وأسد رسوله في زمانه.. وكان سيف الدين قطز أسد الله وأسد رسوله في زمانه..وكان شيخنا الحبيب أبي مصعب أسد الله و أسد رسوله ..
فُزْتَ ورب الكعبة .. ومت واقفا كما يموت العظماء ..
كان آخر عهدك بالدنيا الصلاة والرباط والجهاد , وما أروعها من خاتمة يا شيخنا وقد عز على الله أن تأتيه إلا شهيدا مسبحا وأنت تقول .. لو أن لي ألف نفس خرجت نفسا نفسا في سبيل الله لكان ذلك أغلى الأماني ..خرجت لأداء واجبك الجهادي ولم تسأل عن رخصة تمنعك من الخروج , ولم يمنعك تهديد عباد الصليب من لقاء ربك , لبيت النداء لقد عشقت الشهادة فعشقتك وطلبتها فطلبتك
لتأتي يوم القيامة يتساقط من جسدك الطاهر الدماء تأتي واللون لون الدم والريح ريح المسك , رحلت ولسان حالنا يقول .. لا تلمني على البكاء فإني قد وجدت البكاء حلو المذاق..
كان من السهل عليك أن تبيع نفسك لله، ضربت أروع مثل في الصبر والرضا بقدر الله , فعلام يسخط القادرون ؟؟؟ ماذا تركت للناس من بعدك وقد جمعت خصال الخير ؟؟ حملت شرف الدفاع عن الأمة ومقدساتها , وأقمت الحجة على الناس، وأنشئت جيل يحمل لواء التوحيد و كنت أروع مثل للصدق والتجرد على أرض الرافدين, ما عرفت الجبن ولا الخنوع ولا التراجع ولا الذل, اتعبت عدوك وما عرفت أنت التعب ولا الكلل ولا الملل , كنت راسخا كالجبل الصلب الصلد الذي لا يلين ولا يتزحزح ، لم تخف أنت ومن ربيتهم على الحق من تهديد أو وعيد عباد الصليب وأذنابهم وإن كان من أشد القوى على الأرض وأعنفها وأشرسها , وتحقق فيكم قول الحق سبحانه ..
( الذين قال لهم إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )
لو علم أعداؤك ما أنت فيه من نعيم لما قتلوك , ولضنوا عليك بالشهادة .. ولكن إذا خُتم على القلوب فإنها لا تُفتح إلا بإذن من علام الغيوب .
نحن لا نبكي عليك وإنما نبكي علي أنفسنا .. هنيئا لك يا شيخنا الحبيب
كنت عندما تخرج عليهم بشريط صوتي أو مرئي تجعلهم يفحرون قبورهم بأيديهم
لله درك يا شيخنا الحبيب جعلت أشلائهم طريقاً نسير عليه
جعلت حياة أعداءك والجبناء المتخاذلين قلقا وجحيما فقرروا قتلك , كنت إذا تكلمت وضعوا أيديهم على رءوسهم , وإذا توعدت أظلمت الدنيا في عيونهم , وإذا أشرت تطايرت أحلامهم ,وكأن الدنيا قالت للناس استريحوا وقالت بك في هؤلاء إلا أنتم.. قتلوك يا شيخنا الحبيب ولم يقتلوا الرعب والخوف الذي مازال فى قلوبهم ..
إن الجهاد باب من أبواب الجنة أخصكم الله فيه فلا تغلقوه أمامكم ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون. فإن تعبتم قليلا فسوف تفرحون كثيرا، كيف لا، لا أريد أن أقول لكم أن الجنة بنعمها وزخرفها تنتظركم، إنما أريد أن أقول أن الذي ينتظركم خاتم الأنبياء محمد(صلى الله عليه وسلم)
على الحوض سيسقيكم بكأس لا تظمأون بعده أبداً.
إننا عندما نزف إلى العالم أجمع استشهاد الشيخ الشهيد بإذن الله/ أبي مصعب الزرقاوي نفتقد شيخاً و شجاعاً، ومجاهداً كبيراً، وقائداً شهماً، وإنساناً مؤمناً بربه، ،أدى الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض، وحملها الشيخ / أبي مصعب بكل أمانة وإخلاص، إننا نقف اليوم ووجوهنا وقلوبنا ضارعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يلحقنا به في عليين، مع النبيين والشهداء والصالحين.
أخوكم
أبي طيبة المقدسي
(( فلوجة العز ))