مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #12  
قديم 22-06-2006, 05:09 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

خرائط مشوشة لأهداف غير واضحة ..

تنتشر بين فترة وفترة في أماكن مختلفة من بلادنا ، حمى البحث عن الكنوز الأثرية ، فيتكون لها تراث مصطنع و أدب مصطنع و رواة آنيين ( حكواتية ) يسردون القصة تلو القصة ، عن رموز الاستدلال على الكنوز .. وتجد هناك من يجلس يستمع لهؤلاء ( الحكواتية ) ، فاغرا فاه ، هائما بأحلام ( أميبية ) لا حدود لها .. فيغتر ( الحكواتي ) بعمق تأثيره على جمهور المستمعين ، ويسترسل ، ساردا قصة وراء قصة ، واحدة سمعها منذ مدة ، فأجرى عليها تحسينا و إضافات ، وواحدة قد يؤلفها للتو ، طالما هناك من يستمع ..

وتظهر على ضوء ذلك النشاط المحموم ، عصابات تتاجر بخرائط الكنوز ، وتقدم للهواة ، خدمات ( طبعا بثمن ) .. كأن يحضروا لهم بخورا خاصا ، لفك رصد الكنز ، أو يحضروا شيخا ، تم استحداثه منذ وقت ليس ببعيد .. وإنهم سيجدون زبونا لكل سلعة من تلك السلع ..

قد يتعب هواة البحث عن الكنوز ، فيأتي جواب النصابين ، أنه قد يكون أخطأنا في قياس المسافة ، فلم يكن علينا أن نحفر هنا ، بل كان علينا أن نحفر على مسافة كذا ، وعندما ينهون الحفر في المكان الجديد ، سيأتي العذر ، بأننا فهمنا إشارة الأفعى على الخريطة بشكل خاطئ ، فلم يكن علينا اتباع رأسها .. بل ذيلها ..

هذه الصورة ، قد نجدها عند أتباع السياسة من طلائعنا ، فخرائطهم غير واضحة ، وأهدافهم غير محددة ، فيكثر التفسير في فك رموز كل خريطة ، وتختلف وجهات السفر في كل مرة . عندما يعرف أحدنا أنه سيسافر الى فرنسا (مثلا ) فإنه سيستخرج تأشيرة ( فيزا ) لفرنسا .. ولا يستخرجها لتايلاند ..

يتوهم البعض أنهم على علم كامل بتاريخ الأمة ، مع أن معلوماتهم قد لا تتعدى ، اجتهاد من قرءوا له من كتاب ، وقد تكون القراءة مستعجلة ، أو يكون الكاتب منحازا لتفسير دون آخر ، وقد يضاف على تلك القراءات غير المتأنية رغبة ( شهوة) القارئ ، في ترسيخ اعتقاد سابق تكون لديه عن تلك الأمة .. ومع ذلك فإن تلك القراءات ستكون خط انطلاق لسعي هذا الطليعي أو ذاك ..

وقد يطلع أحد المثقفين ، على تجربة دولة أو حضارة أجنبية ، فتكون احتقاناته ، وشعوره بالعدمية عاملان مهمان في التبشير بما اطلع عليه .. وقد يبارك اندفاعه في التبشير ، باحث عن أنصار ، فيغض النظر عن سوء فهمه ، طمعا في كسبه الى صفه ..

لو راقب أحدنا ذبابة ، وهو في وقت قيلولة ، لرأى أنها بعد أن شبعت ، تدور في دوائر لا تزيد نصف أقطارها عن متر ، وتكاد لا تمل من هذا الدوران المستمر ، وعندما يتأمل في تلك الظاهرة عله يجد تفسيرا لها ، فسيغلبه النعاس ولا يفيق من غفوته إلا على إزعاج الذبابة نفسها ، أتراها كانت تراقب حالته لتنقض عليه ؟

في السياسة ، وليس في أدناها ( طلب الأمن والقوت ) ، فهي إن كانت تلك هي أهداف السياسة ، فالسحالي هي أفضل من يفهم بالسياسة .. بل إن أهداف السياسة ، هي حشد طاقات المخاطبين في الخطاب السياسي ، وجعلهم يؤمنون بجدوى الخطاب ، إذا كان في النهاية ، يوفر لهم العيش الكريم ، وعدم الشعور بانتقاص قيمة الفرد والمجتمع محليا و دوليا ..

إن كان هذا هو العنوان ، فعلى صاحب الخطاب ( الطليعي ) ، فردا كان أو متكلما باسم مجموعته ، أن يتيقن بأن من سيخاطبهم ، قد لا يتفقون معه ، وقد لا يعاونوه ، وقد يعارضوه ، فإن افترض غير ذلك ، فإنه بلا شك مآله للفشل والاضمحلال ، وإن افترض ذلك ، فعليه أن يتدرب على تقريب المسافات بينه وبين من يتعايش معهم ، سواء كان هو في الحكم أو في المعارضة ، فتقريب المسافات بين أدوات التقدم ( الشعب ) هو أسمى أهداف السياسة ..

خلال مائة عام ، لم يبق مواطن في بلادنا ما كون فكرة عن أي طليعة أو نخبة ، فأصبح الفرد ( ذكرا كان أو أنثى ) له وجهة نظر في كل ما جرى لتلك الأمة .. فلو عملت جهة استبيانا ووزعته على عموم العرب ، وذكرت لهم كم تعطي لنفسك من عشرة نقاط قريبا من تلك الفصائل ، وذكر له في الاستبيان عشرين جهة ، فقد يعطي للفئة ( أ) 9 نقاط و يعطي للفئة ( ب) 3 نقاط الى ينتهي الى العشرين .. ولو جمعنا كل أوراق الاستبيان ، لما وجدنا ورقتين متطابقتان تطابقا كاملا ..

هل نتوقف عن البحث وعن التخاطب و الحوار ، ونتصلب عند حد ، قد لا يوافقنا عليه الآخرون ؟ .. أم نبحث عن صيغ ، تقرب بين فئات الشعب ، وطلائعه لنبعث في خطابنا الحياة ؟

إن التشبث بالمواقف الى مالانهاية ، هو أس مشاكلنا .. وعلى الطلائع أن تحذر الأحكام المسبقة ، و أن تحذر الاستناد الى مفاهيم تراها هي أساسية ، ويراها غيرها خلاف ذلك ..

إن توجهنا الى ذلك بالفعل ، عندها نستطيع أن نرسم أهدافنا ، ونستطيع وضع الخرائط الخاصة التي توصل لتلك الأهداف ..
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م