إعادة الردع... (معاريف)
2006-06-26 15:02:47
بقلم: بنيامين نتنياهو
يجب على حكومة اسرائيل أن تعيد الى نفسها قيمتين ثمينتين كانتا قد سُحبتا من يديها: الجندي جلعاد شليت وقوة الردع.
طلب اعادة الجندي شليت الى بيته، والى والديه والى الجيش الاسرائيلي يجب أن يكون واضحا جدا وحادا ودون اجراء أي صفقات، أو تسويات أو تنازلات.
إن اختطاف الجندي شليت وقتل اثنين من رفاقه المقاتلين لا يمكن اعتبارها مجرد عملية جانبية ولمرة واحدة، بل هي عبارة عن نتيجة لمسيرة متواصلة، فقدت اسرائيل خلالها قوة ردعها مقابل العدو الفلسطيني. والشيء الذي يُدعى "سياسة الصبر" التي انتهجتها الحكومة الاسرائيلية الجديدة فُسرت على أنها ضعف، وأن اسرائيل لا تستطيع السماح بأن يتم تفسير ذلك على انها ضعيفة.
زيارتي التي قمت بها يوم أمس بصحبة اعضاء الكنيست من حزب الليكود الى مدينة سدروت، وهي مدينة اسرائيلية تقع في عمق دولة اسرائيل داخل الخط الاخضر، وهي التي تلقت طوال الاشهر العشرة الأخيرة منذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، ومعها كثير من المناطق السكنية المأهولة في النقب الغربي، تلقت ما لا يقل عن 600 صاروخ قسام. وعندما حاولوا الاستخفاف بنا آنذاك، في اثناء عقد حكومة اسرائيل عزمها على تنفيذ الانسحاب من هناك، حاولوا تضليلنا بتلك التهديدات والتوعدات بأنه اذا ما استغلت المنظمات الارهابية الانسحاب وأطلقت صاروخ قسام واحد، فان قطاع غزة سيتلقى ضربات قاسية وعنيفة لم يعرف مثلها في السابق. هذه الضربات لم توجه للقطاع بعد أن سقط الصاروخ الاول، ولا الصاروخ العاشر، ولا الصاروخ المئة، ولا حتى بعد سقوط القسام رقم 600. مدينة في اسرائيل، فيها الأمهات يرسلن اولادهن الى رياض الاطفال والى المدارس بقلب يتفطر خوفا وقلقا ويرافقنهم بالصلوات "فقط أن تعودوا سالمين".
الردع هو الثروة الأكثر لزوما لدولتنا التي تعيش حالة من الصراع الأمني والوجودي المستمر، ووزير الدفاع هو نفسه أحد سكان سدروت، سبق ووعد السكان قبل نحو اسبوع واحد فقط بأنه "خلال عشرات الساعات فان حالة جديدة ستفرض منحنى جوهري في الوضع الأمني".
المنحنى الأمني حصل يوم أمس، ولكن ضدنا. لا تكفي البيانات الفارغة لكي نحقق الردع، لأن المفتاح لذلك هو في الثقة والضمانات الذاتية التي نملكها، في داخلنا، بأن لا نوافق مرة اخرى على تحمل المزيد من الضربات واطلاق النار من العدو التي تسقط على رؤوس النساء والاطفال عندنا. والعدو المجرم يجب عليه أن يفهم بأننا لن نبقى مثل الطيور التي يستهدفها الصياد.
منذ وقت طويل آن الأوان لأن نحرر انفسنا ونطلق أيدينا ضد اولئك القتلة الذين يقتلون مواطنينا ويتخفون وراء المدنيين. الردع يوجب الثقة: الثقة بأنفسنا وبقدرتنا، وأن نزرع هذه الثقة في قلوب الأعداء بأننا مصرين على ذلك وأننا لا نتحدث فقط، وأننا نعني ما نقول وليس ما نقوله مجرد حديث فقط، بل ان ما نقوله سننفذه. وأن الردع القوي هو ايضا المفتاح الحقيقي لاعادة الجندي المخطوف معافى الى بيته وعائلته.
لذلك، في هذه الساعة، فاننا في حزب الليكود نقترح بأن نسموا فوق الخلافات السابقة.
إننا نتوقع من الحكومة أن تطلق يد الجيش الاسرائيلي وأن تنزل عنه كل ما يقيده ويمنعه من التصرف، وأن تسمح للقادة والجنود المحاربين باستعمال قدرتهم على القتال والعمل والردع.
هكذا فقط تستطيع الحكومة الاسرائيلية أن تبدأ في اصلاح الأخطاء التي وقعت فيها في السابق، وهكذا فقط يمكننا أن نمنع استمرار وقوع هذه الأخطاء. فقط بواسطة هذا الانعطاف الحاد الجديد الذي وعدت به الحكومة (وزير الدفاع على الأقل) في سياستها سوف تفوز بتأييدنا الكامل، كما هي الحال بالنسبة لتأييد الجمهور الاسرائيلي بكامله.
http://www.paltoday.com/arabic/news.php?id=32951