مطلوب موقف عربي صارم

[سيدي سما بولاندي®]

ملاك الحائر
كيف عرفتي انني انا انا؟
يا اختي العزيزة انظري
لا يهم من اكون و لا حتى هل انا بشر او اشبهك في التحيون (من "حيونه")..اهم من ذلك ان تنظري و تتمعني في كلامي بتجرد، فنحن هنا لسنا سوى تتالي حروف و ارقام مخزنة في سيرفر امريكي باسم منتدى اسمه الخيمة، الاقنعة التي نرتديها بعضها تحمل افكارا و مواقف و هذا هو الأهم.

كلامي موجه لنقد فكرة اراها خاطئة تشتركين في حملها انت و اوركيدا و على رسلك و انصار القاعدة معك لكن ليس من نفس المنطلق العقدي و الخلفية الفكرية..
اختصارا اقول:
لو انك وجدت لحزب الله بغض النظر عن موقفك المبدئي من افكاره و عقيدته..لو وجدت له جزء من الف من التعاطف الذي تحملينه لصاحب الجلالة صاحب الجنسية المزدوجة البريطانية الهاشمية (افرح يا رسول الله صار لك قريب بريطاني) لو انك يا ملاك الحائر اعملت عقلك مدعم بشيء من المنطق لوجدت انك تقعين في تناقض كبير... انت و على رسلك و اوركيدا فليس من الطبيعي ان نتهم حزب الله بما يفعله جهارا نهارا حكومات و انظمة العمالة في الاردن و السعودي و مصر و قطر
ما يفعله حزب الله هو اعادة تسليط الاضواء على عهر و عمالة و انبطاح و عري انظمة سافلة كانت راضية الى حين بورقة التوت التي تسمى مبادرة السلام ..
لا احد يشك في خيانة هذه الانظمة و لكن القبول بوضع المومس الذي رضيته و ارتضاه لها من وضع يده في......يدها مبايعة، جعلها تشعر ان الامر طبيعي جدا
لا ليس طبيعي يا ملاك
ليس طبيعي ان نعارض حزب الله في هذا الوقت بالذات لعدة اسباب اوردها سريعا ردا على كل من يقف مما يجري الآن موقفا سلبيا.

1. حزب الله خطف جنديين و قتل 8 و هذا من حقه تماما ..لماذا؟ ببساطة لأنه لا يوجد اي اتفاقية بين لبنان و اسرائيل و اي هدنة موقعة بينهما رسميا و لا اي اعتراف رسمي و ما فعله حزب الله يسمى في الاعراف الدولية acte de guerre اي عمل حربي مشروع ضد جيش معادي و محتل يخترق مجاله الجوي و يترصد تحركات عناصره و يقتلها و يبادر دائما بالاعتداء و لو احصينا عدد الاعتداءات للجيش الاسرائيلي منذ انسحابه من جنوب لبنان وبقائه على مثلث شبعه لكانت بالعشرات.
2. ان تعارض حزب الله من موقع الخائف على مصالح الحكومات العميلة التي ربطت مصالح شعبها بمصالحها حتى اذا تضررت تضرر معها الشعب فهذا غير مبرر لأن حزب الله اعلن منذ زمن بعيد ان اجندته ليست مرتبطة باي من هذه الانظمة الرخيصة...فان تضررت فالامر سجال كما نعرف و يبدو جليا في مداخلات المعارضين لحزب الله حتى ممن هم مقهورين امثالنا
   
3. ان تعارض حزب الله لأنه جر الويلات على شعب لبنان و قتل بسبب تحركه "غير المضبوط" عشرات الابرياء العزل و حطم الاقتصاد و السياحة فانا ارسلك مباشرة الى اعادة قراءة الرقم 1 من الاسباب التي اوردتها حتى الآن... فعمل حربي تقليدي يرد عليه في الاعراف بعمل حربي تقليدي و هذا ما كان متوقعا و لا اشك لحظة ان اي عاقل سواء كان من حزب الله او ممن يعارضه كان يتوقع ردة فعل الصهاينة باستهداف المدنيين ... و لكنها اسرائيل تفعل ما تشاء و لا يلومها احد ممن رضي بالعمالة لها و حماية ظهرها و لكن كل اللوم للفريسة التي عكرت ماء الذئب في القصة التي تعرفون.
4. ان تعارض حزب الله من موقف مبدئي عقدي لأنه "رافضي" فهذا عين الغباء و الخواء و تعطيل العقل فلو كان هذا سببا وجيها في نظرك لمساندة ضمنية و معلنة احيانا لاسرائيل فانت و للاسف الشديد تحسب مواقفك كما يحسب بقال الحي دريهماته و الموقف جلل و الصفقات اكبر.. و اذكرك ان رسول الله قاتل الاحزاب في الخندق و معه حزب المنافقين و حلفائه من اليهود و خرج في غزوة حنين و معه نفر من مشركي مكة ممن فرح اول الامر لما آلت اليه نتيجة المعركة في اول الامر و قال ابو سفيان كلمته الشهيرة يومئذ:" لا تنتهي هزيمتهم دون النحر" و قال اخ لصفوان ابن امية:"الآن بطل السحر" فهل قتل رسول الله المنافقين؟ هل قتل ابو سفيان؟...باختصار شديد فان رسول الله كان يعرف كيف يرتب الاولويات و ترك لنا دروس كثير في هذا المجال مليئة بالحكمة و العقل في تسيير شؤوننا في السلم و الحرب.
   

دمت بخير يا ملاك و ساجيبك يوما ما لماذا خلق الله و فرق و جعلني امازيغي مسلم و احسن تصويري و اعطاني اشياء كثيرة جدا.

قالوا عن الثورة الجزائرية عندما انطلقت انه تهور و "مغامرة" من شباب لم يبلغوا سن الرشد و لكن بعد سنتين من انطلاقها اضطر الجميع اللحاق بها و بقيت مقولاتهم عار يتوارون منه و ان كتبوا الاشعار بعد ذلك في تمجيدها و الثناء على ارواح شهدائها

مليون قتيل و بضعة عشرات آلاف اخرى قتلى ليس كلهم مات بالسلاح و القنابل الحارقة "النابالم" و التعذيب فكثير منهم مات جوعا ايضا
هل كان تهورا و مغامرة؟
لا احب ان يصل ثمن الكرامة و الحرية لهذا العدد الضخم في اي بلد آخر و ان لم يكن مسلما و لكن نحن هنا الكثير مستعد ان يكرر التجربة اذا لزم الأمر و أكثر من الكثير يقف ضدها....
فما لم يعلموكم به في مقرراتكم الدراسية انتم يا اخواننا في البلدان العربية ان عدد المجاهدين لعدد "الحركى"الجزائريين المقاتلين في صفوف الجيش الفرنسي ضد الارهابيين و "المغامرين" كان مجاهد واحد مقابل 5 الى 6 "حركى"..
بلغة الارقام 30 الف "مغامر" مقابل 160.000 حامي للوطن لصالح فرنسا.
اعتبروا