دعت الرياض الرئيس الأميركي للتدخل لدى إسرائيل
لتحقيق وقف لإطلاق النار
في المواجهة الدائرة حاليا بينها وبين حزب الله،
وهو ما رفضته واشنطن مشيرة إلى أن وقف النار الفوري ليس هو المطلوب.
وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بعد لقاء مع الرئيس الأميركي جورج بوش حضرته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس،
إنه طلب وقفا لإطلاق النار "تمهيدا لوقف العمليات العسكرية".
وأكد الفيصل أنه حمل رسالة بهذه المعنى من الملك عبد الله بن عبد العزيز تبحث سبل إنهاء إراقة الدماء في لبنان،
مضيفا أن الرسالة دعت أيضا إلى البدء في تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل وتأجيل عملية تفكيك أسلحة الحزب.
واعتبر الوزير السعودي أن لبنان يعاني مشكلة وحيدة هي "عجز هذا البلد عن ممارسة سيادته على أراضيه وهو ما اعتبره كلانا (الفيصل وبوش) مصدر قلق للجميع".
من جهته قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي فريدريك جونز بعد اللقاء، إن موقف واشنطن من موضوع الوقف الفوري لإطلاق النار معروف جيدا ولم يتغير.
وكان رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض غوش بولتين
قد أوضح قبل الاجتماع الذي استغرق ساعة، أن وقفا دائما لإطلاق النار "لن يكون ما لم تعالج المشكلة الأساسية والتي تتمثل في كون حزب الله منظمة إرهابية خطفت جنودا إسرائيليين وأطلقت صواريخ على أراضي إسرائيل".
رايس التي ستزور اليوم إسرائيل، اعتبرت في تصريحات سابقة، أنها لا ترغب في الذهاب إلى مكان "بغرض التوصل إلى وقف للنار.. أعرف مسبقا أنه لن يصمد".
أولمرت أعطى موافقته على نشر قوة يقودها حلف الأطلسي جنوب لبنان (الفرنسية)
القوة الأوروبية
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه يوافق على نشر قوة أوروبية على الحدود بين إسرائيل ولبنان يقودها حلف الناتو، مشددا على أن مهمتها ستشمل تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله وفقا لقرار مجلس الأمن 1559.
وأشار أولمرت إلى أن إسرائيل لا تنوي مهاجمة سوريا "ولكن إذا شاركت سوريا في النزاع فسنرد بقوة".
وكان وزير الدفاع عمير بيرتس قد أعلن موافقته على نشر القوة "مع صلاحيات لفرض النظام في لبنان بسبب ضعف الجيش اللبناني". وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن بيرتس تطرق خلال لقائه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إلى إمكان أن تتشكل القوة في إطار حلف شمال الأطلسي.
من جهته قال شتاينماير عقب لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس إن الشرق الأوسط يشهد أزمة عميقة، مشددا على أنه "ينبغي عدم السماح للمتطرفين بفرض أجندتهم على المنطقة".
وكان شتاينماير ونظيره الفرنسي ووزير بريطاني قد التقوا المسؤولين الإسرائيليين في إطار تحرك دبلوماسي لإيجاد مخرج للأزمة، قبل يومين من عقد مؤتمر دولي في روما حول لبنان يتوقع أن تناقش فيه عدد من الدول الكبرى والعربية "النافذة" والأمم المتحدة حلا سياسيا للأزمة.
تبادل الأسرى
وفي سياق آخر، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن حزب الله وافق على أن تتولى الحكومة المفاوضات لإجراء تبادل بين المعتقلين وبين الجنديين الإسرائيليين الأسيرين بعد وقف فوري لإطلاق النار.
تحرك أوروبي كثيف في إسرائيل قبل يومين من مؤتمر روما (الفرنسية)
وقد دعا وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ -بعد لقائه موفدا دبلوماسيا ألمانيا ببيروت- الأمم المتحدة أو فريقا ثالثا للتدخل لبحث مسألة الأسرى مؤكدا أن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين "بصحة جيدة".
في غضون ذلك اتهم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند إسرائيل بخرق القوانين الإنسانية، وذلك خلال جولة قام بها في عدد من الأحياء التي دمرها القصف الإسرائيلي بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال إيغلاند في تصريح صحفي أمس "إنه تدمير شمل الأبنية، مبنى مبنى، في العديد من المناطق السكنية.. بإمكاني القول إنه إفراط في استخدام القوة في منطقة تعج بالسكان".
المصدر