جرائم بني صهيون في حرب المستضعفين (4) مشفى الحكمة / بعلبك

[abunaeem]

يحمل حفيده مقتولاً

الساعات الإسرائيلية السبع في بعلبك لم تحقق أهدافاً مباشرة

قتل 18 مدنياً وجرح آخرين وخطف 5 لا علاقة لهم بحزب الله


عبد الرحيم شلحة

السفير 2006/08/03



اشلاء احد الشهداء من آل جمال الدين



بعلبك :
منذ العاشرة والربع من مساء امس الاول وحتى الرابعة والنصف صباحاً عاشت مدينة بعلبك والمناطق المحيطة بها سهلاً وجبلاً، حرباً حقيقية اطلقت خلالها الطائرات الحربية والمروحية والاستطلاع الصهيوينة آلاف القذائف، ونفذت في ظل القصف العنيف عمليتي إنزال في شمال غرب المدينة وشرقها، وكانت تبغي من ذلك صيداً ثميناً لعلها تخفف عن خسارتها في عمق الجنوب لتبرر بها عدوانها.
عملية الإنزال الأولى تمت في محيط مستشفى دار الحكمة الواقعة عند مدخل بعلبك الغربي الشمالي، والتي أفرغت من المرضى والأطباء والموظفين منذ بدء العدوان كونها تشكل هدفاً للعدو. وسبق عملية الإنزال قصف للطريق الدولية من عدة اتجاهات لقطع الطريق ومنع اية امدادت. وجوبهت من وحدة الجيش اللبناني في محور التل الابيض ومن مقاتلي حزب الله.
ووقعت في صفوف القوة المهاجمة إصابات عدة أكدتها بقع الدم داخل المستشفى حيث امكن للقوة ان تدخل. وبعد مجابهة عنيفة مع القوة المتسللة دامت لساعات اضطر معها العدو لأن يزيد من عنف غاراته لسحب عناصره بعد أن باءت محاولاتهم بالفشل، حيث كانوا يعتقدون أن قيادياً ما من حزب الله يتواجد داخل المستشفى، فأغارت الطائرات الإسرائيلية على كل شيء تحرك في كل محور غربي وشمال بعلبك، مستهدفة السيارات والفانات والأطفال والنساء والرجال الذين حاولوا أن يبحثوا عن أماكن أكثر أمنا من منازلهم. فمنهم من هرب من بيوت الخيش في سهل بلدة إيعات للاختباء في احدى الجور المجاورة، كحال عائلة طلال الشبلي (سورية الجنسية) التي ذهب منها سبعة شهداء، وعائلتي جمال الدين ومقداد من بلدة وادي الصفاء (الجمالية) كانوا يحاولون الانتقال الى مكان اكثر امنا (حيث سقط منهم ايضاً سبعة شهداء)، ولكن آلة الغدر الصهيونية بصواريخ طائرات الأباتشي ورشاشات ال800 كانت اسرع منهم.
والشهداء هم: طلال شبلي (40 عاما) وزوجته مهى شعبان العيسى (35 عاما) وأولادهما محمد 3 سنوات، اسماء 5 سنوات، مهند 13 سنة، مؤيد 15 سنة ومصعب، (كما اصيب ايضا مثنى وبتول الشبلي بجراح خطرة).
وفي بلدة وادي الصفا استهدف قصف الأباتشي عند الثالثة والنصف مكسيم جمال الدين (17 عاما) ومالك جمال الدين (28 عاما) عند محاولتهم الانتقال الى منزل عمهما فأصيبا إصابات مباشرة واستشهدا على الفور. وخرج عوض قاسم جمال الدين (56 عاما) وابنه حسن لمحاولة إنقاذ محتملة، فاستهدفهما صاروخ أدى الى استشهادهما، في حين استهدفت طائرة اخرى منزل ناجي محسن جمال الدين (45 عاما) فاستشهد وابنه محمد (13 عاما) وجاره حسين يوسف المقداد وأصيب في الغارة عوض مصطفى جمال الدين.
كما ادت الغارات على محيط المستشفى الى استشهاد ثلاثة اشخاص هم طاقم الطوارئ المولج بحراسة المستشفى وهم عاطف امهز، وسام ياغي ورضى مدلج. واستهدفت الطائرات المروحية سيارة على الطريق العام ادت الى استشهاد المواطنة نسرين سلوم وجرح علي عبد الله سعيد وحسن ناصيف وبشير نون وعلي احمد مرتضى ومحمد حسين سلهب ولينا حسين جمال الدين.
ونتيجة لمتابعة الغارة في منطقة غربي شمال بعلبك انتهز العدو الفرصة وعمد الى عملية إنزال ثانية في محور العسيرة شرق مدينة بعلبك، الذي تعرض الاسبوع الماضي الى اوسع عملية تدمير للمنازل السكنية، اضطر خلالها الاهالي الى مغادرة الحي، سبقها بأكثر من عشرين غارة وتمشيط بالرشاشات الثقيلة. ودخل عناصر العدو الى منزل احمد العوطة وباغتوا سكانه والجيران الذين احتموا فيه من صواريخ الغارات واختطفوا خمسة مواطنين مدنيين هم: حسن نصر الله وابنه بلال (يملكان محلاً لبيع السمانة) وصهرهما حسن البرجي (عامل بناء) ومحمد شكر (عامل ميكانيك سيارات) وصاحب المنزل احمد العوطة (عامل بلاط)، في حين ترك الإسرائيليون الطفل محمد نصر الله (12 عاما) بعد ان تم اسره مع والده وشقيقه، وطلبوا منه العودة، ثم ما لبثوا ان أطلقوا النار عليه بغية قتله ولكنه نجا بأعجوبة.
وخلال عملية أسر العائلة المدنية طلبوا من النساء التجمع في غرفة وعدم مغادرة المكان إلا بعد نصف ساعة. ولكن إخلاء النسوة للمكان عند مغادرة العدو للمنزل، انقذهم من مجزرة حقيقية اذ عمد الإسرائيليون الى قصف المنزل وتدميره بعد دقائق من إقلاع الطائرة المروحية.
عمليتا الإنزال والقصف الوحشي للمدينة وما خلفتا من دمار وقتل دفعا بعشرات العائلات الى ترك مدينة بعلبك طالبين اماكن اكثر اماناً.


سيارتان احترقتا قبالة مستشفى دار الحكمة (عبد الرحيم شلحة)



________________


بعلبك تستفيق على مذبحة المستشفى ... وصواريخ المقاومة تبلغ غور الأردن
معارك ضارية على الحدود ... تسابق موعد وقف النار
وزراء الخارجية العرب في بيروت آخر الأسبوع لدعم <النقاط السبع>



يؤدون صلاة الميت عن روح الشهيد عوض جمال الدين المسجى جثمانه في جرافة في بعلبك امس (أ ب)

... وفي اليوم الثاني والعشرين للحرب الاسرائيلية المفتوحة على لبنان، ظلت المساعي والاتصالات الدبلوماسية تتسابق مع المواجهات التي اتسعت رقعتها امس على المحاور الحدودية، في وقت سربت اسرائيل عبر وسائل اعلامها ان الجيش الاسرائيلي سيكون بحلول اليوم الخميس على مشارف الليطاني، في ما يبدو انه سباق مع الوقت قبل دعوة مجلس الامن الدولي للانعقاد واتخاذ قرار بوقف اطلاق النار.
وسجل اليوم الثاني والعشرون تطورا جديدا على صعيد القدرة الصاروخية للمقاومة التي اطلقت على المستعمرات الاسرائيلية نحو ثلاثمائة صاروخ، وصل بعضها الى منطقة بيسان على بعد سبعين كيلومترا من الحدود مع لبنان، وهو اقصى مدى تبلغه صواريخ المقاومة حتى الآن. واعلنت اسرائيل ان هذه الصواريخ ادت الى مقتل شخص واصابة 128 آخرين بينهم من اصيبوا بحالات هلع. وسقط احد الصواريخ على قرية عربية شرقي جنين، لكن أهلها خرجوا مهللين لهذا الحدث.
وحاولت القوات الاسرائيلية امس التقدم على أكثر من محور، خاصة على محور عيتا الشعب حيث تتمركز القوات الاسرائيلية على تلة الراهب القريبة من السياج الفاصل، لكن التقدم الى داخل عيتا الشعب باء بالفشل وتراجعت القوات المتقدمة وقصفت عيتا الشعب بالطائرات والمدفعية. وواصلت قوات العدو محاولة التقدم على محور مشروع الطيبة للاستيلاء على تلة العويضة وجوبهت بنيران المقاومة التي اوقفت هذا التقدم.
ولاحظت مصادر المقاومة ان البطء الشديد يحكم حركة القوات الاسرائيلية التي لم تبتعد عن الحدود اكثر من مئات الامتار. ورأت هذه المصادر ان الحديث الاسرائيلي عن السيطرة على شريط يشرف على الليطاني اعتبارا من اليوم، ربما يقصد منه الاندفاع نحو الطيبة علمان التي تشرف على النهر، لكن الوصول الى هذه المرحلة سيكون مكلفا.
وأعلن الاحتلال ان جنديا قتل وأصيب أربعة آخرون، في المعارك مع حزب الله في عيتا الشعب أمس.
وبُعيد الساعة الثانية فجرا، شن الطيران الإسرائيلي غارات على الضاحية الجنوبية، هي الأولى على المنطقة منذ أيام.
وتعتقد هذه المصادر ان الصراع الجدي الجاري اليوم على المستوى السياسي، ما يزال على القوة الدولية وطبيعتها ومهامها، لكن الكلمة الاخيرة في رأي هذه المصادر تبقى للميدان. وفي هذا الاطار تركزت امس الحركة الدبلوماسية في بيروت التي زارها وزراء خارجية مصر والاردن واسبانيا.
وبرغم وجود الوزيرين العربيين لدولتين تربطهما معاهدة صلح مع إسرائيل لم تتوقف الغارات الجوية والقصف المدفعي على المناطق الجنوبية حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
وفي آخر احصاء للهيئة العليا للاغاثة امس ان الحرب الاسرائيلية ادت الى استشهاد 835 شخصا واصابة 3210 آخرين. الا ان هذا العدد لم يشمل كما يبدو شهداء وجرحى الانزال الاسرائيلي في بعلبك، وكذلك شهداء المقاومة، فضلا عن 55 جثة ماتزال تحت الانقاض، ما يرفع العدد الى نحو 950 شهيدا.
إنزال بعلبك
وكانت عملية الانزال التي قامت بها وحدة من الكوماندوس الاسرائيلي في منطقة بعلبك الليلة قبل الماضية واستمرت حتى ساعات الصباح الاولى، حظيت بالاهتمام امس انطلاقا من اهداف هذه العملية التي قالت اسرائيل انها ترمي الى <الاثبات اننا نستطيع ان نضرب في اي منطقة في لبنان> على حد قول رئيس الاركان دان حالوتس. وفهم من هذا التصريح ان العملية لم تحقق اهدافها العملية، بدليل انها ادت الى استشهاد 18 مدنيا من سكان المنطقة واصابة عدد مماثل، وخطف عائلة من خمسة أشخاص لا علاقة لها من قريب او بعيد ب<حزب الله> باستثناء ان رب العائلة يدعى حسن نصر الله.
وقد شارك في هذه العملية حسب المصادر الإسرائيلية مئتا عنصر من <جنود النخبة> بقيادة ضابط برتبة عقيد يدعى <نيتسان الون> وهو قائد سابق لفريق كوماندوس هيئة الاركان. واستدعت العملية رحلة طويلة مع تزود بالوقود من الطائرات، بلغت 300 كلم ذهابا وايابا، على بعد 130 كلم من الحدود الفلسطينية، وهي استمرت سبع ساعات سبقتها واعقبتها غارات جوية عنيفة على المنطقة.
وقال حالوتس ان <مثل هذه العملية لا تغير المعطيات، لكنها تندرج في سلسلة عمليات (...) وعلينا اعادة النظر في امكان شن غارات جوية جديدة في العمق اللبناني، خصوصا في بيروت، وسيتم اتخاذ قرار في هذا الصدد خلال يوم او يومين>. (راجع ص 5).
الحركة الدبلوماسية