السيرة النبوية لابن هشام
قصة زينب بنت الرسول وزوجها ابي العاص
قال ابن اسحاق وقد كان في الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى ابن عبد شمس ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب
قال ابن هشام أسره خراش بن الصمة أحد بن حرام
قال ابن اسحاق وكان ابو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة وكان لهالة بنت خويلد وكانت خديحة خالته فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها وذلك قبل أن ينزل عليه والوحي فزوجه وكانت تعده بمنزلة ولدها فلما أكرم الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبوته آمنت به خديجة وبناته فصدقنه وشهدن أن ما جاء به الحق ودن بدينه وثبت ابو العاص على شركه
قريش تشغل الرسول عليه السلام بطلاق بناته
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية او أم كلثون فلما بادى قريشا بأمر الله تعالى وبالعداوة قالو إنكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن فمشوا الى ابي العاص فقالوا له فارق صابحتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت قال لا والله إن لا أفارق صاحبتي وما احب أن لي بامرأتي امرأة من قريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره خيرا فيما بلغني ثم مشوا الى عتبة بن ابي لهب فقاتلوا له طلق بنت محمد ونحن ننكحك اي امراة من قريش شئت فقال إن زوجتموني بنت ابان ابن سعيد بن العاص أو بنت سعيد بن العاص فارقتها فزوجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها ولم يكن ادخل بها فأخرجها الله من بده كرامة لها وهوانا له وخلف عليها عثمان بن عفان بعده
تحريم زينت علي أبي العاص بن الربيع
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوبا على امره وكان الإسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمت وبين ابي العاص ابن الربيع إلا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر أن يفرق بينهما فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صارت قريش الى بدر صار فيهم او العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر فكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
رد المسلمين فدية زينب لأبي العاص
قال ابن اسحاق وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة قالت ما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم بعثت زينب بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدختلها بها على أبي العاص حين بنى عليها قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها اسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا فقالوا نعم يارسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها
خروج زينب الى المدينة وما أصابها عند خروجها
قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه أو وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أن يخلي سبيل زينب أو كان فيما شرط عليه في إطلاقه ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم ما هو إلا أنه لما خرج أبو العاص الى مكة وخلي سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار مكانه فقال كونا ببطن بأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها فخرجا مكانهما وذلك بعد بدر بشهر أو شيعة فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت تجهز
قال ابن اسحاق فحدثني عبد الله بن ابي بكر قال حدثت عن زينب أنها قالت بينا أنا أتجهز بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة فقالت يا بنت محمد الم يبلغني أنك تريدين اللحوق
بأبيك قالت ما أردت ذلك فقالت أي أبنة عمي لا تفعلي إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك أو بمال تتبلغين به الى أبيك فان عندي حاجتك فلا تضطني مني فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال قالت والله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل قالت ولكني ختها فأنكرت أن أكون أريد ذلك وتجهزت
كنانة يرجع بزينب حتى تهدأ الأصوات ضدها
فلما فرغت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهازها قدم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج بها نهارا يقود باه وهي في هودج لها وتحدث بذلك رجال من قريش فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذى طوى فكان اول من سبق إليها هبار ابن الأسود بن المطلب بن اسد بن عبد العزى والفهري فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها وكانت المرأة حاملا فيما يزعمون فلما ريعت طرحت ذا بطنها وبرك حموها وكنانة ونثر كنانته
ثم قال والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه وأتى أبو سفيان في جلة من قريش فقال أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف.
فأقبل ابو سفيان حتى وقف عليه فقال أنك لم تصب خرجت بالمرأة رؤوس الناس علانية وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا أن ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وان ذلك منا ضعف ووهن ولعمري ما لنا بحبسها عن ابيها من حاجة وما لنا في ذلك من ثورة ولكن ارجع بالمرأة حتى هدأت الأصوات وتحدث الناس أن قد رددناها فسلها سرا وألحقها بأبيها
قال ففعل فأقامت ليالي حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا حتى أسلمها الى زيد ابن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://arabic.islamicweb.com/Books/s...?book=2&id=761