عُذراً لكمْ يا سيِّداتي , سادَتي
أنَـا لستُ آخرَ قصَّةٍ ورواية
أنَـا أوَّلُ الأمجادِِ أُعلي شأنكمْ
وأَنـا سَأحكي للجَميعِ حِكايَتي
يا سـيِّدي, قدْ كنتُ يوماً غادةً
وجَمالُها هََدفٌ لِكلِّ السّـادةِ
قدْ كنتُ نبضةَ شاعرٍ مُتعطِّشٍ
للحبِّ, يرسمُ بالقَصيدِ وَسامتي
تُوِّجتُ يوماً للجمالِ أميـرةً
فأثارَ مُلكي حِقـدَ ألفِ " زَعامةِ "
لمْ أنجُ منْ حَسدٍ ولا منْ غيرةٍ
حتّى " شََقيقاتي " حَسَدنَ سَعادتي
ولَكمْ تمرَّغَ تحتَ أقدامـي مُلو
كٌ أثريـاءٌ همْ زبائنُ " حانَتي "
ودَعوا لفُـسقٍٍ أو فُجورٍ حينَما
سَـكروا بخَمرةِ ناظِري ودَماثتي
إنْ كنتَ قدْ أحبَبتني , فأنا الهَوى
في القلبِ للرَّحمنِ نبضُ حَشاشتي
ليـسَ العـواذلُ فرَّقـوا ما بَيننا
بلْ همْ يهودٌ منْ أخـسِّ قَذارةِِ
وتَجـرَّأوا لمّا رَأوا منْ يَعـربٍ
سـوءَ النّوايا ثمَّ سـوءَ الغايـة
فصَرختُ يـا أبناءَ عمّي , إخوَتي
وَغدٌ أتى كَي يسـتبيحَ بَكارتي
وتَركتُمـوني للوحوشِِ وَحيدةً
عَـذراءَ تَحمي نَفسها " بِحجارَة "ِ
هيَ ذلّةٌ ومَهانةٌ , يا سـيِّدي
هوَ ما عَهدنا فعـلَ كلِّ " القـادةِ "
فكَبيرُهـمْ يَعـدو لجُحرٍ هارباً
وصَغيرهـمْ يلهـو بِصورةِ حالَتي
واليومَ قدْ ذُهلوا " بفِتنةِ " غـادةٍ
ذُهلوا بسـحرِ عَـزيمةٍ وإرادَة
أنـَا أرضُ لبنانَ الأبيِّ وعِرضُها
أنَـا منْ أطرِّزُ بالدِّماءِ أَصالتي
أُكنى بِبنتِ جُبيلَ درةِ يَعربٍ
ومِنِ اسمها جبلُ الشُّموخِ شَهادتي
واليومَ تُرسمُ بالصُّمـودِ مَعالِمي
ويسطِّـرُ الأمجادَ بأسُ حَماستي
أنَـا عِرضُ لبنانَ الأبيِّ وعرضُكم
منصورةٌ, فـ " اللهُ أكبرُ " رايَتي
أينَ العُـروبةُ تمسحُ الدَّمعَ الّذي
في العَينِ مَحبوسٌ بكلِّ شَـهامةِ
تلكَ الدُّموعُ ترقرقتْ فـي مُقلةٍ
والكحلُ فيها منْ رئيـسِ وِزارةِ
اليـومَ ذي بيـروتُ أعلى قمّةٍ
واليـومَ بنتُ جُبيلَ أشرفُ غـادةِِ