مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #24  
قديم 27-08-2006, 05:39 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الصنعة الجيدة في الحبكة النظرية والشيوعية :

في مسائل الجمادات و الأرقام ، تفلح القوانين و النظريات في صياغة ما تدور فيه العمليات الحسابية و الهندسية لحل مسألة .. وقد بات ذلك تراثا عالميا لا يستطيع أحد تجاوزه ، فلا اعتراض على حصيلة ضرب عشرة في سبعة مثلا ، فلن تكون هناك مزايدات على الرقم الناتج (سبعين ) فيقول أحدهم علي بخمس وسبعين ، أو ينقص أحدهم الرقم ليصبح ستين مثلا ..

أما في المسائل الإنسانية ، فإن إخضاع حركة الناس لقوانين مادية ثابتة ، يصبح ضربا من الخيال ، إذ تكون هناك دعوة لصهر الناس و إعادة إنتاجهم كنسخ متماثلة . وهي كمن يقوم بتشخيص أمراض مراجعين لعيادة طبية ، بالجملة ، ويعطيهم كلهم نفس العلاج ..

لقد بالغت الشيوعية في تشخيص أمراض المجتمعات ، كما بالغت في وصف الحلول ، فعندما أرجعت مشاكل العالم للدين و الدولة والقومية ، وتفرعت نظرياتها لمناقشة تلك المحاور ، لتعيد صياغة الحلول بنفي منابع تلك المشاكل بتلخيص ( لا للدين .. لا للدولة .. لا للقومية ) ..

وما أن وضع لينين قدمه على درجة القطار بعد انتصار الثورة البلشفية ، حتى دار في ذهنه ، إذا تركنا البلاد بلا دولة ، فمن يضمن أن لا يأتي مجموعة من المغامرين لينقضوا على البلاد ويؤسسوا دولتهم ؟ .. فكان الجواب أن تقوم دولة قوية ، وإن كانت تراعي في اسمها المنطلقات النظرية للشيوعية ، فأضيف لها كلمة (سوفييت ) ، وهي لهجة تصالحية تدلل على حكم الشعب ضمن سوفييتات ، تتحد في النهاية بدولة قوية هي الاتحاد السوفييتي ، وهذه أول ارتكاسة مبكرة للمنطلقات النظرية ..

أما في موضوع القومية ، فقد ظهر ذلك مبكرا ، عندما اشتكت لجان الأحزاب الشيوعية من تسلط وهيمنة الروس على القوميات الأخرى ، خصوصا تلك التي في (القوقاز) .. فكتب (لينين ) مجموعة مقالات عام 1921 ، كان الطابع العام لمفرداتها الإهابة بالابتعاد عن العنعنة القومية .. لكن لم يكن للنشاط النظري أي دور في منع أبناء القوميات غير الروسية من التعاون مع الغزاة الألمان (في الحرب العالمية الثانية ) .. وهي قصة نراها تتكرر في العراق و غيره عندما يتعاون الشيوعيون من أبناء القوميات الأخرى مع المحتل ، الذي وصفوه بأسوأ الأوصاف في أدبياتهم ..

أما معاداة الدين ، فلم تستطع لا الحكومة المركزية القوية في الاتحاد السوفييتي أن تنسي الأجيال اللاحقة ، مسألة التمسك بالدين ، سواء للأقلية المسلمة ، أو للأكثرية الأرثوذكسية التي سارعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ، الى إعادة اسم (بطرس بورغ ) ليحل محل (لينينغراد ) .. وهذا رأيناه في ألبانيا حيث لم يستطع عهد (أنور خوجا .. و رامز عاليا ) من جعل الألبان يتركون دينهم .. كما لم يستطع الحكيم ( تيتو) من الحفاظ على تآخي قوميات وديانات الاتحاد اليوغسلافي .. فعاد الاقتتال الديني والعرقي للسطح بمجرد زوال المانع . وهذا ينسحب أيضا على ما حدث في فلسطين من قبل الصهاينة ، فلم يستطيعوا تنسية العرب المسلمين لدينهم .

وإذا تناولنا مواضيع فرعية أخرى ك ( ديكتاتورية البروليتاريا ) وكيف أن الأحزاب الشيوعية الأوروبية نسختها تباعا ، حتى لم يعد لها أي ذكر واضح ، في مواضعة التحليلات الماركسية عموما ..

أما الاقتصاد ، فالصين وتكييفها للماوية ( وهي شيوعية أيضا) ، واقترابها من موضوع الاقتصاد الحر ( الماركيتلي) .. مع إبقاء صيغة مركزية ، أكبر دليل على عدم التسليم بالمحاور النظرية الثابتة في الفكر الشيوعي ..

هذا إيجاز شديد لما آلت إليه التحولات في مواطن الشيوعية العالمية .. أما في بلادنا العربية ، فإنه من السهل على المطلع أن يجد عشرات الأصناف من الشيوعيين ، تحت مسميات مختلفة ، في القطر الواحد يتقاسمون مئات من المنتسبين لتلك المدرسة ، تحول نشاطهم الى ما يشبه المنتديات الثقافية المتخصصة في فهرست مشاكل ما حولهم إلا أنفسهم ..
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م