اخر اخبار اخوننا المجاهدين في الشيشان ...منقوله من موقع صوة القوق
أعاد بوتين خطاب لينين
قامت الحكومة الروسية يوم الأربعاء الموافق 30/12/1420هـ في تمام الساعة الواحدة ظهراً ، بإعادة كذبة لينين من جديد على الشعب الشيشاني ، وذلك بإلقاء المنشورات من الطائرات العمودية ، على المدنيين في القرى الجبلية و المدن في فيدنو و دوبريوت و شاتوي وأرغون .
والكذب الذي جاء في المنشور هذا نصه كاملاً :- (صورة المنشور)
إن الشعب الشيشاني بحاجة إلى النظام والاستقلال ، ولن يكون هذا إلا عن طريق الحكومة الروسية والقانون الروسي ، والشيشان جزء من روسيا ، أما المجرمين و الوهابيين وعلى رأسهم ( شامل وخطاب وقلاييف ) ومن حولهم فهم يسعون فقط وراء السلطة ووراء ملذاتهم ، وأن هؤلاء هم سبب الدمار الذي حدث للمدن والقرى الشيشانية ، ووراء الدماء التي سالت ، وأن الحكومة الروسية تتعهد للشعب الشيشاني بتوفير الأعمال ودفع الرواتب ودفع أجور التقاعد وتوفير المجال الصحي والدواء وإعمار الشيشان ، وتتعهد أنه لن يتكرر ما حدث في عام 1944م من تهجير ، وعلى الشعب الشيشاني ألا يقف مع هؤلاء المجرمين والوهابيين الذين هم السبب في هذه الأحداث .
القيادة الموحدة للجيش الروسي
نعلم أن الذي يقرأ مثل هذا المنشور سيصاب بالغثيان ، وربما الحكومة الروسية أرادت من إلقاء هذا المنشور أن تصيب الشعب الشيشاني بالغثيان والصداع ، نعم لا تستغربوا من هذا التفكير لأن الحكومة الروسية هي أول الذين يعلمون دجل مثل هذا المنشور ، وأنها لا تستطيع أن توفر ولا بنداً واحداً مما جاء فيه ، ولكن الحكومة الروسية تسير على بروتوكول سنه لها الزعيم الشيوعي الأول لينين ، فالبروتكول المعمول به هو أن أي رئيس يستلم زمام السلطة في روسيا لا بد أن يفتتح رئاسته بكذبة كبيرة جداً ، وما يستغربه الشعب الروسي من هذا المنشور أنه موافق لشهر ( إبريل ) حيث يوافق ذلك عادة عند النصارى بأن هذا الشهر هو شهر الكذبة الكبرى ، فلعل بوتين أراد بذلك إرضاء النصارى و إرضاء الشيوعيين بهذه الكذبة الكبرى لأنه أصاب المناسبتين .
ونعود إلى منشور ( الإنقاذ ) فنقول إن الشعب الشيشان خاصة و شعب القوقاز عامة لا يخفى عليه هذا الكذب وهذا التحايل ، فقد عرف شعب القوقاز ذلك من رأس الكفر لينين الذي قال في أول خطاب له بعد استلامه السلطة عام 1917م " ياشعب القوقاز وياشعب الجبال إن لكم حقاً في دينكم ونحن نستنكر كل القمع الذي لحق بكم خلال حكم القياصرة ، واعلموا أننا سنعطيكم الحرية في دينكم وسنعيش معكم كشعب واحد ونحترم حقوقكم ونتعاون معاً على بناء هذه الدولة " ، وما إن مر أقل من عام على هذه الكذبة الكبيرة ، حتى دخلت جيوشه أرض الشيشان فعاثت في الأرض فساداً ، وأهلكت الحرث والنسل وهدمت المساجد وحولتها بعضها إلى حانات ومراقص ، وفرضت الشيوعية وأذلت شعوب القوقاز التي حضيت بالوعد الخاص ، وكذلك فعل خلفه ستالين عندما هجرهم عام 1944م ومات منهم ما يقرب من مليون ونصف المليون من المسلمين ، إن الشعب الشيشاني لن ينسى الوعود التي مضت ولن يصدق الوعود اللاحقة ، إن مثل هذه المنشورات عند الشعب الشيشاني لا تساوي الأوراق التي طبعت عليها ، وكل ما فيها ممجوج مرفوض ، وعندما تقرر الحكومة الروسية أن الشيشان بحاجة إلى الاستقلال والنظام هي في الحقيقة لم تأت بجديد ، فما قام الشعب الشيشاني المسلم إلا ليستقل بدينه وذلك منذ أربعة قرون ، ولكن ما تحاول الحكومة الروسية أن تفرضه على الشعب المسلم بالقوة منذ قرون هو أن هذا الاستقلال لن يتم إلا عن طريق الحكومة الروسية والقانون الروسي ، والشعب الشيشاني وقبله الشعب الروسي يعلم أن الذي يحكم روسيا ليست حكومة نظامية ، بل عصابات تعيش على الفساد ، والرؤساء الروس تعتبر سيرهم من أسوء السير للحكام في العالم ، فما هي الحكومة التي تدعي الحكومة الروسية أن الشعب الشيشاني المسلم صاحب المبدأ والدين يحتاج لها في تصريف شؤونه ، و تريد أن تربط الحكومة الروسية شعب الشيشان بنظامها الذي يتغير بين الفترة والأخرى ، فأين النظام الذي تتحدث عنه الحكومة الروسية وما هي مبادئه ؟ ، لو كان هذا النظام سينفع أحداً لنفع الروس أنفسهم ، فحكوماتهم تتغير مع تغير فصول السنة ، ولا يوجد استخفاف بعقول الشعوب مثل ما يجري في روسيا ، وذلك بقرار واحد من رئيس ثمل تقلب الحكومة رأساً على عقب ، فأين النظام الذي ممكن أن يُسير الشعب الشيشاني وهو لم يستطع أن يبقي الحكومة أكثر من فصل ؟ ، إن النظام المرن الذي يسيره عربيد الكرملن هو الذي جعل روسيا بهذا الحد من البؤس والدمار ، فيكفي الشعوب القوقازية ما لحق بها من جراء ( فوتكا الرؤساء ) ، ثم تدعي الحكومة الروسية في هذا المنشور أن الشيشان جزء من روسيا ، وهذا الإدعاء ما جعل الشعب الشيشاني يقاتل منذ القدم ليصحّح مفهوم الروس تجاهه ، وهو أن أرض القوقاز أرض إسلامية مستقلة اغتصبها الروس بالقوة ولا بد من تحريرها طال الزمان أو قصر ، ونعتت الحكومة الروسية أبطال الشيشان الذين لقنوها درساً قاسياً نعتتهم بالمجرمين والوهابيين ، ولا نظن أن هناك أجراماً أعظم من قتل أكثر من عشرة ملايين مسلم في كل أنحاء روسيا منذ عهد الشيوعية ، والعالم كله يعلم أن الحكومة الروسية متخصصة بالقتل الجماعي ، ولم يدن أحد منهم أي حكومة لروسيا بالإرهاب ، لا سيما الرئيس ( يلتسن ) ربيب أمريكا الذي قتل في طاجكستان وأذربيجان و أزبكستان والشيشان أكثر من نصف مليون وشرد مليوني مسلم ، ورغم ذلك عندما ترك منصبه ، قوبل بالثناء العطر والدعوات الحارة من دول الكفر الراعية والمدافعة عن حقوق الإنسان كما تزعم ، فمن المجرم يا حكومة الإجرام والزيف ؟ ، ثم تتهم الحكومة الروسية الأبطال بأنهم يسعون وراء السلطة وملذاتهم ، وهي تعلم أنها لو أرادت أن تسوق دليلاً واحداً على ذلك الإدعاء فإنها لن تجد ، بل إنها ستجد خلاف ما ادعته ، ستجد أن هؤلاء تولوا مناصباً وتركوها من أجل الدفاع عن أراضي المسلمين ، وستجد أنهم ومن معهم ربما يعتبرون من فقراء الشيشان ، والشعب الشيشاني أول العارفين بأن هؤلاء ما دفعهم لما قاموا به إلا أمر الله ، ويعلم الشعب الشيشاني أن الذي هدم البيوت وقتل الأبرياء هي القوات الروسية وحدها ، والأعجب من ذلك أن الحكومة الروسية تدعي خلاف ذلك ، في حين أنه يوجد عدد من أعضاء البرلمان يقرون بأن الدمار الذي ألحقته الآلة العسكرية في الشيشان يحتاج إلى خمسين سنة لإصلاحه ، ثم ختمت الحكومة الروسية منشورها بأكبر كذبة عرفها ( شهر إبريل على تقليدهم ) ، وهذه الكذبة هي أن الحكومة الروسية ( تتعهد!! ) ، وهذا ما يبيّن حجم الكذبة ، فكيف يصدّق عاقل أن الحكومة الروسية ممكن أن تفي بأي عهد ، إن الذي يريد أن يصف أمراً مستحيل الحصول للمجتمع الروسي فما عليه إلا أن يقول هذا تعهدت به الحكومة ، وبعد التعهد المذهل ، تسوق ما هو أغرب منه ، وهو أنها سوف توفر الأعمال للشيشانيين في حين أن نصف الشباب الروسي عاطل عن العمل ويحترف الإجرام ، كما تتعهد بدفع الرواتب وهي لم تدفع رواتب الوزراء المتأخرة ، وتتعهد برفع أجور التقاعد وهذا أبعد من الخيال ، وتوفير المجال الصحي والدواء ، وروسيا فيها أعلى نسبة للأمراض ولا سيما الأمراض الناتجة عن إدمان المخدرات ، كما تعهدت بإعمار الشيشان وحينما نعلم كم المبلغ الذي رصدته من الميزانية لإعمار الشيشان نعرف أن ما تعهدت به لم يكن إلا زيف مركب ، فقد رصدت ( 250 ) مليون روبل لإعمار الشيشان ، وهذا المبلغ لا يكفي ولا لإزالة أنقاض الدمار من مدينة جروزني ، وتعهدت بأنه لن يتكرر ما حدث عام 1944م من تهجير قسري للشعب الشيشاني ، ربما هذا التعهد الذي ستفي به ، ولكن بطريقة أخرى ، نعم هي تتعهد بأنها لن تهجر أحداً لأنها قررت ألا تبقي في الشيشان مسلم واحد ، وإذا لم يبق فيها مسلم فمن تهجر؟! ، إنها لن تضطر لتهجير أحد بعد إبادة المسلمين في الشيشان ، وأخيراً تكرر الحكومة النداء للشعب الشيشاني بالا يقفوا مع من يريد لهم العزة والكرامة ورفع الذل عنهم ، وتريدهم أن يبقوا تحت مطرقة الروس ، والشعب الشيشاني يعلم أنه سيصبح أغنى شعب في القوقاز ولكن إذا تحرر من الإنفاق على بطالة موسكو ، وضخ النفط في جيوب رجال الكرملن .
وبعد الوقفات التي وقفناها مع ما جاء في منشور ( الإنقاذ ) ، نشير إشارة بسيطة لدلالات هذا المنشور ، إن هذا المنشور يعتبر دليلاً قوياً ، أوضحت فيه الحكومة الروسية عجزها عن الدفاع عن نفسها ، أو ضرب المجاهدين ، أو السيطرة على المناطق التي تدعي أنها احتلتها ، لأن الحكومة الروسية عندما لجأت بهذا الأسلوب إلى الشعب الشيشاني وأعطته التنازلات والميزات الكثيرة ، لا يدل ذلك إلا على ضعفها وحاجتها للمساعدة الشعبية ، وكذلك يدل حجم التنازلات المقدمة على أن الحكومة الروسية تواجه وضعاً حرجاً في الشيشان لأن ضخامة المِنح للشعب الشيشاني تدل على ضخامة المقابل الذي عجزت عن نيله ، رغم أنها تدعي أن الشعب الشيشاني في هذه الحملة العسكرية قد أيدها بنسبة 85% ، فإذا كان الشعب مؤيداً بهذه النسبة فما فائدة إعطائه هذه الميزات وربطها بتأييده ؟ ، دل ذلك أنها تفتقد التأييد ، ويدل المنشور أيضاً على أن الحكومة الروسية لا تستطيع الدخول إلى المناطق التي وزعت فيها المنشور ، لأنها لو كانت كما تدعي تسيطر على هذه المناطق لما كان هناك حاجة لمثل هذا النداء ، وهذا المنشور هو رد عليهم وإبطال لدعواهم بأنهم يسيطرون على كل الأراضي الشيشانية وأن عملياتهم تتركز على تنظيف بعض مناطق تواجد المقاتلين ، فما خرج هذا المنشور إلا بعد ضعف واضح شعرت به الحكومة الروسية .
والشعب الشيشاني ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تعلن فيه روسيا خروجها من الشيشان ذليلة صاغرة ، ونسأل الله أن يحقق لنا ولهم النصر والاستقلال عاجلاً غير آجل إنه على ذلك قدير .
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
|