بسم الله الرحمن الرحيم
من حمد السلفي إلى من يراه من المسلمين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأولاً : من شروط الخيمة أن لا يسب العلماء فلماذا يُسمح للخالدي –هداه الله- أن يسب الألباني –رحمه الله – أرجو أن يتنبه الأخ الفاروق لذلك ؟
ثانياً : إن أقوى ما يتمسك به الأشعري –هدانا الله وإياه للصواب - في نفي العلو الحقيقي لله سبحانه هو : أنه يلزم من إثباته أن يكون الله حالاً في المخلوقات ، وأن العلو والفوقية من صفات المخلوقات .
والجواب : لابد أن يُعلم أن جميع من يثبت الفوقية لله سبحانه لا يخطر بباله أبداً أن تكون هذه الفوقية أو العلو أو الاستواء مشابهة لاستواء المخلوق أو علوه أو فوقيته ، بل لكل واحد منهما ما يليق به ، فكما أن الأشعري نفسه يثبت لله إرادة وعلماً وسمعاً وبصراً وحياة وكلاماً وقدرة وذاتاً لا تشبه إرادة وعلم وسمع وبصر وحياة وكلام وقدرة وذات المخلوق ، فالسلفي كذلك بالنسبة لصفة الفوقية أو العلو أو الاستواء .
ثم إن ما تمسك به الأشعري لنفي علو الله سبحانه غير لازم للمثبت ، إذ إن المثبت كما سبق ينزه الله عن مشابهة المخلوقات ، ويثبت لله في الوقت نفسه الفوقية والاستواء والعلو الحقيقي ، ولا يلزم من ذلك أن يكون الله داخلاً في المخلوق وذلك أن لكل مخلوقٍ بداية ونهاية ، والله ولاشك ليس في داخل هذا العالم المخلوق ، فالأرض فوقها السماء والسماء فوقها العرش ثم ينتهي بذلك المكان المخلوق ، والله فوق ذلك كله ، فمن قال إن إثبات العلو لله يلزم منه أن يكون الله داخل المخلوق أو محتاجاً إليه فهو إما جاهل أو متقول .
وقولنا إن الله في السماء يعني أن الله على السماء ، وليس المعنى أن الله داخل السماء ،وذلك كقول الله : " سيروا في الأرض " ليس المعنى سيروا داخل الأرض ، بل سيروا على الأرض ، وكقولنا : فلان في السطح ، أي : على السطح .
ثم إني أوجه هذا السؤال إلى الأشعري : إن كان الله موجوداً فأين هو سبحانه ؟
ولا ينبغي للأشعري ولا لغيره أن يستدل بأدلة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه حتى يبين صحتها ، لأن كل واحد من الناس يستطيع أن يأتي بمثل ما أتى به ، أما الاكتفاء بالعزو إلى المصادر فهذا مما يروج على العامة دون أهل العلم وطلبته ……………..والسلام.
|