مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-09-2000, 02:55 PM
احمدالخزاعي احمدالخزاعي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 37
Arrow محاضرة كل بدعة ضلالة للشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى

أبـو حمزة العنزي

مــــلازم أول
عدد المواضيع : 43
من :
تاريخ التسجيل : Sep 2000
حرر بتاريخ : 14-09-2000 وفي : 07:43 AM


--------------------------------------------------------------------------------
أبوناصرالدوسري
ضيف جديد
عدد مواضيعه: 6 كتب الموضوع 24 مارس 2000 01:27 PM
--------------------------------------------------------------------------------
المحاضرة الثانية " كل بدعة ضلالة " للعلامة محمد ناصر الدين الألباني
شريط رقم 35 وجه أ
إن الحمد لله نحمده ونستعينة ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامر محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فمما لا خلاف فيه بين علماء المسلمين قاطبة أن الإسلام قام على أصلين عظيمين وقاعدتين كبيرتين ألا وهما توحيد الله تبارك وتعالى بالعبادة وإفراد النبي صلى الله عليه وسلم بالإتباع والقدوة أما توحيد الله تبارك وتعالى بالعبادة فالبحث فيه من باب ما يقال كنا قل تمر إلى هجر، فأنتم إن شاء الله جميعا في غني عن الخوض في هذا البحث العظيم والذي أريد البحث فيه إنما هو في الأصل آنفا أنه لا يتم إيمان امرئ مسلم إلا بالإيمان بأن محمداً رسول الله وأن إنسانا ما على وجه الأرض لو شهد لله عز وجل بالوحدانية بمعانيها الثلاثة فلا يكون مؤمنا إلا إذا ضم إلى ذلك إيمانه بأن محمداً عبده ورسوله وإذا الأمر كذلك فكما ينبغي لكل مسلم أن يتعلم معنى الكلمة الطيبة { فاعلم أنه لا إله إلا الله} ويجب عليه بعد أن يتعلمها وأن يتعرف على حقيقة معناها أمران اثنان الإيمان بها أولاً ثم تحقيقها في نفسه وفي عبادته وفي عقيدته بالله ثانيا كما أشرت إليه آنفا أنكم لستم إن شاء الله بحاجة إلى الخوض في تفاصيل ذلك كذلك يجب على كل مسلم أن يعرف معنى أن محمداً عبده ورسوله هذه الشهادة المتممة للشهادة الأولى ولذلك فأدندن الآن حول هذه الشهادة الثانية وأبين أنها لا تتم إلا إذا آمن المسلم بهذه الشهادة عن معرفة وإيمان واعتقاد جازم أولاً ثم طبق ذلك في منطلقه في حياته ثانيا فقولنا أشهد أن محمداً عبده ورسوله يستلزم في جملة ما يستلزم الإيمان بأن محمداً صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة بتمامها وكمالها بحيث أنه لم يدع لمن بعده مهما سما وعلا أن يستدرك عليه شيئاً ما كما أشار ربنا عز وجل إلى هذه الحقيقة بقوله تبارك وتعالى،{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} من أجل ذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متعدده أنه قال ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله ويبعدكم عن النار إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئا يقريكم إلى النار ويبعدكم عن الله إلا ونهيتكم عنه ) لم يبق ثمة مجال لإستدراك ما مهما كان هذا الأمر المستدرك سهلاً أو قليلاً من أجل ذلك جاء عن إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله أنه قال ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة إقرأوا قول الله تبارك وتعالي { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } قال مالك رحمه الله ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا هذا من فقه الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة حيث صرح بلسان عربي مبين أن من ابتدع في الإسلام بدعة واحدة وزعم أنها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ومن زعم هذا الزعم فلم يؤمن بأن محمداً عبده ورسوله كما هو واضح جداً من كلام هذا الإمام الجليل "من ابتدع في الإسلام بدعة- أي واحدة- يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة اقرأوا قول الله تبارك وتعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ولا يصلح آخر هذه الأمة- هذا من تمام كلام مالك- ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً { اليوم أكملت لكم} فليس على المسلم إلا أن يحقق إتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون صادقاً بأن محمداً رسول الله عبده ورسوله وأنه جاءنا برسالة كاملة وافية لا شطط فيها ولا وقص، إذا كان الأمر كذلك فينبغي علي كل مسلم أن يعرف قدره وأن يقف عند ما حده له نبيه صلى الله عليه وسلم من العبادات والطاعات فقد جف القلم بما سبق من الشرع ولم يبق هناك مجال لاستحسان عبادة لم تكن فيما مضى من الزمن الأول، على ذلك جرى سلفنا الصالح رضي الله عنهم عارفين بقدر النبي صلى الله عليه وسلم من حيث أنه أولاً أدى الرسالة ويلغ الأمانة كما عرفتم وأنه أعبد عباد الله وأشدهم وأخشاهم لله عز وجل فلا مجال للاستدراك عليه أولاً من الناحية التشريعية كما سمعتم في الآية وفي تعليق الإمام مالك عليها وثانياً من حيث إدعاء أن هناك من هو أعبدُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أمر يستحيل فمن عرف هاتين الحقيقتين المتعلقتين بإيمانه بأن محمداً عبده ورسوله أقتصر في عبادته لله تبارك وتعالى علي ما جاءه من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يضع بين يديه قدوة سوى النبي صلى الله عليه وسلم وفي تأييد هذه الناحية الثانية أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يسبق إلى ذهن مؤمن أنه أتقى لله وأخشى لله وأعبد لله منه هذا أمر مستحيل نذكر الآن لدعم هذا ما جاء في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم بالسند الصحيح يقينا عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رهطا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا نساءه حيث لم يجدوه هو نفسه عليه السلام سألوهن عن عبادته عن قيامه في الليل وعن صيامه في النهار وعن إتيانه للنساء فذكرن لهم ما يعلمن ذلك من هديه عليه السلام والهدي هذا خير هدى على وجه الأرض كما تسمعون منا ومن غيرنا في إفتتاح خطبنا "وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم " ذكرن لهم أنه عليه الصلاة والسلام كان يصوم ويفطر وكان يقوم الليل وينام وكان يتزوج النساء، قال أنس لما سمعوا ذلك من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقالوها- أي وجدوا عبادته صلى الله عليه وسلم قليلة تقالوها بناءاً على ما كان قد قام في أذهانهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا بُد أن يقوم الليل كله وأن يصوم الدهر كله وأن يكون راهبا لا يقرب نساءه ففوجئوا بما لم يكن في خاطرهم فعللوا ذلك بعد أن تقالوا عبادته عليه السلام عادوا إلى أنفسهم فعللوا تلك القلة التي زعموها خطأ منهم ولاشك فقالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكأنهم يقولون عفا الله عن قولهم وعن خطأئهم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اقتصر علي هذه العبادة التي تقالوها لأن الله قد غفر له فلم يبق لديه وازع يحمله علي أن يكثر من عبادة ربه عز وجل، هذا خطأ منهم ولاشك لأنهم لم يعلموا أن تلك العبادة التي تقالوها كانت عبادة لا يستطيعها أعبد البشر حتى ولو كان داود عليه الصلاة والسلام الذي صح في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "كان داود أعبد البشر" لم يعلم هؤلاء الرهط أن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك العبادة كان أعبد الناس وكانت عبادته لا يستطيعها أعبد الناس كما ذكرت آنفاً وذلك مما استدعى أنه سئل وقيل له عليه الصلاة والسلام لما وجدوه وجده العارفون بعادته وليس أولئك الرهط الجاهلون بعادته، العارفون بعبادته عليه الصلاة والسلام أشفقوا عليه لأنهم رأوه قد قام حتى تفطرت قدماه فقالوا له يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر- أي يعنون أشفق يا رسول الله بنفسك ارفق بها فقد تعبت وتشققت قدماك فكان جوابه عليه السلام- أفلا أكون عبداً شكوراً؟ هذا رد للتعليل الفاسد الذي صدر من أولئك الرهط حيث عللوا قلة عبادته صلى الله عليه وسلم بأن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لم يعلموا أن النبي قد قام حتى تشققت قدماه فلما قيل له ما سبق قال أفلا أكون عبداً شكوراً، بناء على
ما توهموا من قلة عبادة النبي صلى الله عليه وسلم وما علموا من أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قام في نفس كل واحد من أولئك الرهط أنه يجب على كل واحد منهم أن يبالغ في العبادة وأن يزيد علي ما سمع من عبادة النبي صلى الله عليه وسلم من صيامه وقيامه وقربانه لنسائه فتعاهدوا بينهم علي ما يأتي أما أحدهم فقال "إني أقوم الليل ولا أنام، وقال الثاني أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، أما الثالث فقال إني لا أتزوج النساء" لماذا؟ لأنهم ظنوا أن التزوج بالنساء مشغلة وصارف عن تمام العبادة لله عز وجل ولم يعلموا ويبدو لي والله أعلم أن هذا الرهط كان حديث عهد بالإسلام لم يتفقهوا بعد في شرائع الإسلام وأحكامه لم يعلموا مثلاً أن الزواج عبادة كما جاء يعلموا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث كمثل قوله عليه السلام في الحديث المعروف "لما جاءه الفقراء وقالوا له يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأموال والأجور، يصلون كما يصلي ويصومون كما نصوم ويحجون كما نحج ويتصدقون ولا نتصدق فقال لهم عليه الصلاة والسلام مواسياً أفلا أدلكم على شئ إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم من بعدكم إلا من فعل مثلكم فعاد رسول الفقراء إلى أصحابه الفقراء فبشرهم بهذه البشارة التي صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم ففرحوا بها كثيراً ولكنهم لم يلبثوا إلا قليلاً حتى عاد رسولهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول له عليه الصلاة والسلام يا رسول الله لقد بلغ الأغنياء ما قلت لنا ففعلوا مثل ما فعلنا فقال عليه الصلاة والسلام (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) هذه رواية الإمام مسلم في صحيحه وفي رواية أخرى في حديث آخر (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم إن لكم بكل تسبيحه صدقة ويكل تحميده صدقة وبكل تكبيرة صدقة وبكل تهليله صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة،- ومازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد كثيراً من مكارم الأخلاق ثم قال في ختام الحديث- وفي بضع أحدكم صدقة،- قالوا مستغربين- يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه فيها وزر قالوا نعم قال فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر" فخفى مثل هذا الحديث وغيره مما جاء في باب الحض على التزاوج وبخاصة على الصبر على الأولاد والنسل كما جاء في الحديث الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام "تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة" فالذي يتزوج ويحصن نفسه ويحصن زوجه فله على ذلك أجر جهل هذا أولئك الرهط فكان من أحدهم أن نذر على نفسه ما سبق ذكره قال أما أنا فلا أتزوج النساء وانطلقوا ثم لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت له ما سمعت من أولئك الرهط مما تعاهدوا بينهم خطب الرسول عليه السلام في مسجده فقال "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا- يعيد عليه الصلاة والسلام على مسامع الحاضرين ما قاله كل فرد منهم هذا الأخير لا يتزوج النساء والثاني قال أنا أصوم الدهر ولا أفطر وذاك قال أقوم الليل ولا أنام لكنه عليه الصلاة والسلام كان من أدبه في موعظته للناس ومن تأديبه للناس وتعليمه للناس أن يستر على الخاطئين أو المخطئين فلا يفضحهم فيقول كما سمعتم، ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا، لأنه لا فائدة من ذكر المخطئ إلا إذا كان خطأه على ملإ من الناس وهو حاضر فإذا انصرف الناس وانصرف هو فات تذكير الناس بخطئه فهو في هذه الحالة لابد من التذكير علناً وليس كما يتوهم ولو أنني استطردت شيئا قليلاً ليس كما يتوهم بعض الناس من الذين يعرفون الحكمة والرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكنهم قد فاتهم أن الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينافي المصارحة بانتقاد المخطئ إذا كان خطأه على ملإ من الناس، وسيرة سلفنا الصالح ممتلئة والحمد لله بكثير من الشواهد وحسبي أن أذكركم بما رواه الشيخان في صحيحهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب كان يخطب يوم جمعة طبعا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية أنه عثمان بن عفان فقطع عمر خطبته وتوجه إلى هذا المتأخر عن التبكير للحضور لسماع الذكر وسماع خطبة يوم الجمعة فأجاب بأنه يا أمير المؤمنين لم يكن منى إلا أن سمعت الأذان فتوضأت وجئت إلى المسجد فقال له منكراً بالاستفهام الاستنكاري الوضوء أيضا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أتى منكم الجمعة فليغتسل، الشاهد من هذا إنه أنكر على عثمان بن عفان علنا على رؤوس الأشهاد لأنه تأخر عن الحضور إلى صلاة الجمعة وخطبة الجمعة، نعود إلى ما كنا في صدده إن قاعدة التعليم والتذكير قائمة على أساس الستر على الناس إلا إذا اقتضت المصلحة ذلك، وعلى هذه القاعدة جرى الرسول صلى الله عليه وسلم حينما خطب فيما يتعلق بالرهط قال وقد كنى عنهم ولم يسمى أحداً منهم "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا " الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أما إني " هذا رد في صميم ما قولوا معللين قلة عبادته عليه السلام أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر أي لا أصوم الدهر وأقوم الليل وأنام أي لا أحي الليل كله كما يفعل بعض الغلاة المتعبدين الزائدين المستدركين على عبادة الرسول عليه الصلاة والسلام يحيون الليل كله بالصلاة والعبادة وتلاوة القرآن هذا خلاف هدى الرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك قالت السيدة عائشة كما في صحيح مسلم "وما أحيا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة بتمامها" فقال صلى الله عليه وسلم مذكراً بأن الشرع وسط والعبادة وسط لا إفراط ولا تفريط "أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر وأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى) إذاً سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاءنا من الإسلام هو الذي يجب على كل المسلمين أن يلتزمها وأنا ضامن على أن داود عليه الصلاة والسلام الذي سمعتم آنفة شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بحقه أنه كان أعبد البشر لو كان بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الإسلام الكامل التام لم يستطع أن يحيط عملاً بكل عبادات الرسول أي بكل العبادات التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله أو بفعله أو تقريره من أجل ذلك لم يبق هناك مجال لأحد من المسلمين أن يستدرك عبادة بعد أن أكمل الله عز وجل دينه بإرساله للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإسلام كاملاً وبعد أن عرفنا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعبد الناس وأتقاهم وأخشاهم فليس هناك إلا إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن على يقين أننا لن نستطيع أن ندندن حول عبادة النبي صلى الله عليه وسلم إلا لماما وإلآ وقتاً يسيراً ولا فنحن عاجزون تماماً عن أن نتأثر وأن نتتبع خطوات الرسول في عبادته هذا أمر مستحيل بالنسبة لكل أفراد البشر من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فلم يبق أمامنا إلا أن نحرص كل الحرص على شيئين اثنين الشيء الأول أن نتعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاءنا من الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك والأخلاق ولن نستطيع كما قلت لكم إلا أن نتشبه به عليه الصلاة والسلام وكما قيل:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
ليس لنا أن نتشبه بأحد من البشر إلا به صلى الله عليه وسلم لأنه أكمل البشر اتفاقاً وكل من تشبه به بعده فهو إنما يغترف من بحر عبادته صلى الله عليه وسلم هذا هو الأمر الأول أن نتعلم سنة الرسول عليه السلام بالمعنى الواسع وهنا لابد من جملة معترضة سمعتم آنفاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس حول الرهط "فمن رغب عن سنتي فليس منى" لا يعني رسولنا صلوات الله وسلامه عليه بهذه الجملة من هذا الحديث العام فمن رغب عن سنتي أي من ترك السنن الرواتب مثلاً فهو ليس مني ليس هذا هو معنى الحديث وإنما معنى الحديث من رغب عن سنتي أي عن طريقي وعن سلوكي وعن منهجي في كل حياتي الدينية فهذا هو الذي ليس منه عليه السلام وذلك يختلف بنسبة ابتعاده عن الإقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم فالسنة لها معنيان أحدهما لغة عربية شرعية وهو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ومن سار بسيرته والمعنى الثاني ما جرى عليه عرف الفقهاء من تقسيم العبادات إلى فرض وسنة وتعلمون تعريف الفرض وتعلمون تعريف السنة والسنة في تعريفهم ما يثاب فاعلة ولا يعاقب تاركه أما الذي يترك سنة الرسول بالمعنى الأول أي طريقته ومنهجه فهذا يكون في ضلال وضلاله يكون كثيراً أو قليلاً كما قلنا آنفا على نسبة بعده عن إقتدائه بسنته عليه السلام وقربه سنجد أنفسنا أننا لسنا بحاجة إلى أن نستدرك أو أن نسن بدعة حسنة في الإسلام بزعم أن هذه البدعة لا شئ فيها لأننا سنجد كما قلنا أنفسنا قاصرين وعاجزين عن الإقتداء بالنبي الكريم في كل ما جاءنا من العبادات سواء ما كان منها متعلقا بالأدعية أو الأذكار أو الصلوات فحسبنا أن نقتدي به عليه الصلاة والسلام بقدر إستطاعتنا وهنا يروق لي أن أذكركم بما أخرجه البخاري في صحيحه لتعرفوا قيمة تلك الآية التي ذكرناها آنفا { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} روى البخاري أن حبراً من أحبار اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب في خلافته فقال له "يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيداً قال رضي الله عنه ما هذه الآية فذكر هذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم } إلى آخرها فقال عمر "لقد نزلت في يوم العيد في يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفات أي في حجة الوداع فقد نزلت هذه الآية في يوع عظيم جداً اجتمع فيه فضيلتان وعيدان عيد الجمعة وعيد عرفة كأنه يقول لذلك الحبر أبشر فقد نزلت هذه الآية في يوم عيد، عيد الجمعة وعيد عرفة، لماذا قال هذا اليهودي لو أن هذه الآية نزلت علينا لأتخذنا يوم نزولها عيدا لأنه عرف عظمة هذه النعمة التي امتن الله تبارك وتعالى بها على عباده أما نحن المسلمين اليوم فإننا مع الأسف الشديد لم نقدر هذه النعمة حق قدرها ولذلك تجد كثيراً من الناس قديما في العصور المتأخرة قد شغلوا المسلمين بكثير من الصلوات والأذكار والأوراد لم يأت بها النبي صلى الله عليه وسلم وفيما جاء به عليه السلام كما أشرنا كفاية وغنية بل وزيادة على طاقتنا نحن البشر وإنما كل منا يأخذ من هذه العبادة ما يستطيع وما يناسب قدرته وطاقته إذا عرفنا هذه الحقيقة فهناك بعض الشبهات تقوم حجر عثرة في طريق البقاء على هذا الإفراد الذي أشرت إليه في مطلع كلمتي هذه وهي كما نوحد الله في عبادته فعلينا أن نفرد الرسول عليه السلام في الإقتداء به وقف أمام تحقيق هذا الإقتداء بعض الشبهات ففتح بعض الناس على المسلمين الإقتداء أيضا
بغير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى ذلك فتحوا باب الإشراك مع الرسول في إتباعه وفي الإقتداء به وهذا إخلال بالشهادة الثانية وأشهد أن محمداً عبده ورسوله تمسكوا ببعض الشبهات فأذكر الآن شبهة واحدة أجيب عليها ليقاس على غيرها ما قد تسمعون من شبهات أخرى لا تقلقل هذا الركن الثاني من الشهادتين وأن محمداً عبده ورسوله ذلك الدليل أو الشبهة التي استندوا عليها من الحديث ما جاء في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد وغيرهما من كتب السنة من حديث جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شئ.. الخ " فالذي أريد بيانه الآن في هذه الساعة المباركة إن شاء الله أن أقول ليس معنى الحديث كما يزعمون ليس معنى الحديث من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة وإنما معنى الحديث من فتح طريقاً إلى سنة حسنة مشروعة معروفة في الإسلام وليست محدثة كما يزعمون فله أجر إحيائه لهذه السنة وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شئ والدليل على هذا الذي نقول أمور أولها سبب ورد الحديث وقد تعلمنا من علمائنا علماء التفسير خاصة أن من عرف سبب نزول الآية فقد عرف نصف معناها فعليه أن يتعرف على النصف الآخر من اللغة العربية وأدبها فاقتبست من قولهم هذا أن من عرف سبب ورود هذا الحديث لتتأكدوا معي أن تفسيرهم للحديث بما حكيناه آنفاً من أبطل الباطل لا يليق برجل أعجمي أن يفسر ذلك التفسير فضلا عن رجل عريي فضلاً عن أن ينسب ذلك المعنى إلى أفصح من نطق بالضاد صلى الله عليه وسلم .

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م