(وهم أبي صالح وشيخه المحدث في نقل تصحيح ابي زرعة والطبراني لقصة التوسل
بسم الله الرحمن الرحيم
كم يفرح المسلم إذا رأى أخاً له عارفاً بفن من فنون العلم كمصطلح الحديث مثلاً ، وفي المقابل كم يحزن ويتألم إذا رأى من يخوض في العلم خوض الخاطئين ، وهو يظن نفسه يخوض خوض العارفين . وللأسف -يا إخواني - هذا وقع للأخوين أبي صالح وعلاء الجواهري – أرشدنا الله وإياهم إلى الهدى المستبين – فإليك البرهان والتدليل على ذلك ، إذ اقتصرت على ذكر ستة أوهام لهما وهي ما يلي :
1) زعم أبو صالح أن الإمام أبا زرعة صحح ذكر قصة الرجل مع عثمان بن عفان وعزا ذلك إلى تهذيب الكمال ( 19 / 359) وبالرجوع إلى تهذيب الكمال لم أجد تصحيح أبي زرعة ، فلا أدري كيف وقعت منه هذه الغفلة ؟، وإنما وجدت هناك متن الحديث بإسناد آخر غير الإسناد الذي ذكره ، وزعم أن أبا زرعة صححه هناك ، فتنبه ولا تغفل .
2) زعم أن أبا إسحاق صححه - نقلاً عن ابن ماجه - ، والذي صححه أبو إسحاق ليس هذا الحديث بهذا الإسناد
3) زعمه أن الطبراني صححه ، والذي صححه الطبراني - في الصغير – هو من طريق شعبة عن أبي جعفر ، لا هذا الحديث الذي صدره أبو صالح - هداه الله - .
4) زعم الأخ / أبو صالح أن الطبراني في المعجم الصغير صحح الحديث بالقصة المذكورة ألا وهي قصة عثمان بن عفان ، وهذا خطأ ظاهر ، إذ الذي صححه الطبراني الحديث بدون ذكر القصة من طريق شعبة عن أبي جعفر وذلك أنه قال : وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة والحديث صحيح …ا.هـ
5) أخطأ الجواهري لما أيد أبا صالح في تصحيح الطبراني للحديث مع ذكر القصة مستشهداً بتصحيح الحاكم لرواية شبيب بن سعيد من أوجه : الأول / أن الحديث الذي صححه الحاكم من طريق شبيب بن سعيد ليس فيه ذكر القصة كما رواه الحاكم عقب كلامه . الثاني / أنني في تعجب واستغراب للغاية القصوى كيف جعل كلام الطبراني تصحيحاً للقصة لأجل أن الحاكم – في نظره وظنه – يصحح ذكر القصة . الثالث / أن الحاكم معروف بالتساهل عند أهل العلم بهذا الفن في كتابه المستدرك ، فمن ثم لا يعتمد على تصحيحه – رحمه الله - .وسياتي تحقيق ذلك بالاسانيد للمرتاب والله العادي الى الصواب
|