إبتهالات وأدعية ومناجات

[المؤيد الأشعري]

كل الكلام الذي قلته من قبل بأن الإستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم شرك صريح، فهذا كلامٌ مردود عليك غير صحيح .

أما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الغيب، فإن الذي يعلم الغيب هو الله وحده ولكن يطلع على غيبه لمن ارتضى من رسول كما اخبر جل وعلا، (فيجوز أن يطلع الله على غيبه من رسله من شاء ومفاتح الغيب الخمسة المذكورة في القرآن الكريم وهي علم الساعة ونزول الغيث وما تحمل الأنثى ولا يعلم ما تكسب النفس غدا والموت متى يحين وقته لا يعلمها إلا الله - الفاروق) .

فما عدى هذه الأمور فيجوز أن يطلع الله بعض عباده على ما شاء منها، فقد أخبر عن حوادث وأهوال وآيات جسام عظام وهاهي أخذت تقع في أيامنا هذه ورأيناها .

فما الداعي إلى رمي كل من يتوسل أو يستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم بالشرك، وأحذر كل مسلم من هذه الأمور وقانا الله إيانا وإياكم منها، وأما أنه صلى الله عليه وسلم مفرج الهموم والكروب، إي والله إنه لكذلك لأن الله معه مؤيدا وناصرا، يده الشريفة شفاء العلل، لعابه الذي يخرج من فمه الشريف شفاء للعيون .

فالرسول عليه والصلاة والسلام لا يفعل هذه الأمور من تلقاء نفسه فمن يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يرزق ويفرج الكروب ويغيث من تلقاء نفسه هنا قد وقع في المحظور، لأنه عليه الصلاة والسلام لا يفعل هذا من تلقاء نفسه بل يفعله بتوفيق من الله عز وجل، لأن الله تعالى يتتبع مواقع ومواطن التي ترضي حبيبه المصطفى ويحققها له .

فأرجوا ان تتوقفوا من هذه الأمور، فاعرفوا رسولكم قدره وشرفه فهو طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها .