مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-11-2006, 07:11 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي طاش ما طاش : مشكلة مجتمع يرفض أن يري صورته!


طاش ما طاش : مشكلة مجتمع يرفض أن يري صورته!
محمد منصور
06/11/2006


تابعت كغيري من المشاهدين العرب المسلسل الكوميدي (طاش ما طاش) منذ سنوات، بدافع حب الفضول أولا، والتعرف علي نمط الكوميديا الخليجية ثانيا... إلا أنني فوجئت أن هذا المسلسل السنوي الرمضاني، لا يقدم جرعة بيئية لمحبي الفضول وحسب، ولايعرف بنمط الكوميديا في السعودية ويعكس مزاج النكتة العام في الخليج فقط، وإنما يقدم ما هو أبعد من ذلك... فقد دأب منذ سنوات... علي أن يقدم صورة نقدية لمشكلات المجتمع السعودي الصغيرة والكبيرة... وأن يتناول هذه المشكلات بقدر كبير من الجرأة التي أخذت تتصاعد في السنوات الأخيرة لتتناول ما يمكن أن يعتبر من وجهة نظر بعض السعوديين (خطوطا حمراء) وهو ما بدا أكثر وضوحا وحدة في الجزء الرابع عشر منه الذي بثته قناة (إم. بي. سي) هذا العام.
وشخصيا فأنا معجب بفكرة الثنائي الكوميدي في الأعمال الكوميدية خصوصاً... لأنها باتت الحل الأمثل لأمراض (كوميديا النجم الواحد) حيث الحب المفرط في الظهور، والرغبة بالاستئثار بكل شيء... وتجيير كل مقولات العمل وأفكاره وطروحاته الجميلة، لخدمة نجم الكوميديا الذي يسوق العمل باسمه، بينما يتحول كل الممثلين من حوله، وفي نظره... إلي مجرد (سنيدة) او (كومبارس متكلم) يدور في فلك البطولة المطلقة... وهو المرض الذي بتنا نراه جلياً في سلسلة (مرايا) للكوميدي السوري ياسر العظمة مع كل أسف!
والواقع فالثنائي الكوميدي... ولعل المثال الرائد له في الوطن العربي هو الثنائي الأشهر (دريد ونهاد) حين كان دريد لحام والراحل نهاد قلعي يشكلان درة العقد الفريد في الكوميديا السورية التي خرجت تلفزيونيا ومسرحيا وأحيانا سينمائيا العديد من النجوم اللامعين... أقول إن فكرة الثنائي الكوميدي فيها الكثير من شروط وحيوية التنافس في ملعب الأداء الكوميدي... فهي تحفز كل طرف علي أن يعطي أفضل ما عنده، في وجود طرف منافس قوي، وهي تجعل كل طرف يقبل بمن حوله باعتبارهم ممثلين مشاركين، وليسوا (كومبارس) لأن من يعمل ضمن مبدأ الثنائي، لا شك سيقبل بمبدأ الجماعة، التي هي في النهاية مكسب للعمل الفني، وصمام امان ضد أمراض النجومية المتفردة وحب الاستثئار!
وضمن هذا السياق فلا شك ان عبد الله السدحان وناصر القصبي، ثنائي كوميدي ناجح بامتياز... وقد ترسخت في أذهان المشاهدين فكرة وجودهما كثنائي، مما عزز نجوميتهما معا... وانا اري من خلال توزيع الأدوار.. أن هناك قدرا من التوازن في مساحة كل منهما، وقد يغيب هذا التوازن احيانا، لضرورات فنية مرة لصالح هذا وأخري لصالح ذاك... لكن في كل الأحوال، يبقي كلاهما حاضر بقوة علي خارطة العمل... كما ان هناك قدرا من التنافس الذي أراه مشروعا، بل هو من طبيعة العمل الكوميدي الذي يخلق حالة تفاعل حسي مع الموضوع مما يتيح ارتجالات واجتهادات تحاول انتزاع مساحة أو حضور أكبر. والأمر الآخر الذي أراه جديرا بالاهتمام في تجربة (طاش ما طاش) هي اللغة الإخراجية الكوميدية التي تطورت في الأجزاء الأخيرة، تطورا كبيرا لدي مخرج السلسلة عبد الخالق الغانم... الذي يقدم حلولا كوميدية لماحة، ومتطورة تقنياً، وغالبا ما تأتي أمينة لروح العمل ونوعه وبيئته... وهو امر ليس متوفرا دائما في كثير من الأعمال الكوميدية العربية، التي تعاني غياب الإخراج الكوميدي.. وتحول الإخراج إلي عمل روتيني لا يراعي خصوصية النوع!
وقد قيض لي هذا العام، أن أتابع حلقات (طاش ما طاش) من داخل المجتمع السعودي، حيث تصادف وجودي في السعودية أثناء عرض العمل في رمضان، وتابعت السجالات الاجتماعية الشعبية في المجالس حول العمل، وفي الصحافة أيضا... حيث حظي بمساحة وافرة من النقد ومقالات الرأي والاستطلاعات... فغدا موضوعا أساسيا من موضوعات الصحافة السعودية في الفترة الأخيرة.
وقد تعرض العمل لهجوم واسع فمنهم من رأي فيه ـ حسب الصحافة السعودية ـ بأنه (تشويه صورة شعب) ومنهم من طرح تساؤلا عريضا حوله مفاده: (طاش ما طاش... جرأة النقد أم نسف للتدين؟) ومنهم من وصفه علي منابر الجوامع دون أن يسميه ب (العمل الإجرامي الذي يدعو إلي الضلال) ومن الأئمة من دعا صراحة علي صناع طاش بقوله: (أطاش الله عقولهم) ناهيك عن الدعوي التي رفعها أحد المحامين السعوديين، للمطالبة بإيقاف حلقات العمل أثناء عرضه، ومحاكمة صناعه... كما أطلق حملة شعبية بعنوان (نو طاش) وأخذ يرسل الرسائل القصيرة عبر الموبايل، لمن يريد أن يوكل ذلك المحامي شخصيا، للانضمام لحملة الادعاء علي المسلسل قضائيا!
وللأمانة فثمة العديد من المثقفين السعوديين، من رفض هذه الحملة، بل وشجع المسلسل علي الروح النقدية العالية التي يتحلي بها اليوم، وعلي كشف مشكلات المجتمع السعودي، دون خوف أو تردد، لأنه امر بات مطلوبا وملحا
تأملت في حال (طاش ما طاش) وفي محاولة بعضهم للنيل منه موضوعيا وفنيا... عبر الزعم بأن هناك اعمالا كوميدية اخري طغت عليه، وسحبت البساط من تحت أقدامه، وهي تهدد في إيقافه... وهي أعمال تهريجية ومتواضعة فنيا حقيقة... فوجدت فيما يتعرض له هذا المسلسل، تعبيرا عن حالة شعب، يرفض قسم كبير منه، أن يري صورته الحقيقية علي الشاشة...
فهوس المعاكسة في الجوال، والمراهقة المتأخرة، واهتمامات الشباب السعودي الهامشية في حياة يومية مترفة وغارقة بالاستهلاك التنكولوجي الترفيهي، وسعار الأسهم الذي يلبي الرغبة الكسولة في المرابح الخيالية من دون عمل سوي متابعة شاشات الأسهم... وحتي قضايا التطرف لدي شريحة ما من شرائح المجتمع... كل هذه المسائل هي موجودة وحاضرة في حياة السعوديين... ويلمسها الغريب المقيم هناك... مثلما يلمسها المثقفون السعوديون المتنورون الذين يمارسون نقدهم علي صفحات بعض الصحف من خلال الزوايا والأعمدة ومقالات الرأي. فلماذا حين قدمت علي شاشة التلفزيون، وبأسلوب فني ظريف وفكه، وفيه مصداقية كبيرة في تمثل مفردات البيئة، بدا كل هذا تشويها وافتراءً... وسخرية جارحة من مجتمع بريء مما يصفون؟!
تحية لـ (طاش ما طاش) وصناعه... فهم يضعون الآن مجتمعاتهم علي مشرحة النقد بكل جرأة ووعي... وهذه مهمة تنويرية ضرورية اليوم، وليست فضائحية تشهيرية كما يراها بعضهم... تحية لهم وهم يبلغون سن النضج رغم حداثة التجربة الدرامية الخليجية عموما... والسعودية خصوصا!
ناقد فني من سورية

الأخوة سكان بلاد الحرمين ما رأيكم أفيدونا .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م