مشكلة الختم الإسرائيلي

[عربي سعودي]

فهد عامر الأحمدي
قبل سبع سنوات تقريبا التقيت في روما بصحافية أمريكية طلبت مني تعليمها كيفية كتابة اسمها باللغة العربية.. وأذكر أنها نجحت في ذلك من أول مرة تقريبا الأمر الذي جعلني أتساءل عن السبب؛ وحينها أخبرتني أنها مهتمة باللغات الشرقية عموما واقترحت تعليمي كيفية كتابة اسمي باللغة العبرية (الأمر الذي لم أنجح فيه إلا في خامس مرة).. كما أخبرتني عن عزمها زيارة إسرائيل ثم الأردن وسوريا ودول الخليج للتعرف على شعوب المنطقة (حسب تعبيرها). وحين طلبت نصيحتي بخصوص زيارة السعودية أجبتها صراحة "أخشى أن لا يُسمح لك بذلك"... ورغم أنني عنيت وجود إجراءات كثيرة (قد تمنع دخولها بدون دعوة رسمية أو ضمن مجموعة سياحية) إلا أنها فهمت شيئا مختلفا.. فهمت أنه لن يُسمح لها بدخول السعودية بسبب زيارتها المسبقة لإسرائيل ووجود ختم الدخول الإسرائيلي على جوازها.. ولأنني لم أشأ التقليل من هذا الجانب وافقتها الرأي فقالت بإبتسامة خبيثة: اطمئن من هذه الناحية فأنا أحمل جوازين متشابهين كلاهما أمريكي!!!

.. كانت هذه أول امرة أسمع فيها بإمكانية حمل جوازين متشابهين من نفس البلد (وهذا أمر يختلف عن حمل جوازين من بلدين مختلفين مثل: أمريكي إسرائيلي، أو تركي قبرصي، أو برازيلي برتغالي).. ورغم أن هذا الإجراء ليس شائعا في أمريكا إلا أن المواطن هناك يمكنه (في حال قدم أسبابا مقنعه) إصدار جوازين متشابهين لتلافي التعقيدات السياسية في بعض المناطق الساخنة.. ولأن هذه المشكلة تبدو واضحة في منطقة الشرق الأوسط يحرص المسافرون إليها على "توأمة جواز السفر" لتحاشي التعقيدات عند الحدود. ويكاد معظم الصحفيين والمراسلين الكبار يحملون جوازين متشابهين كون طبيعة عملهم تحتم عليهم التنقل بين بلدين متخاصمين (مثل سوريا وإسرائيل) أو دخول بلدان ترفض وجود أختام مسبقة لدول معينة (كأفغانستان والعراق وكوريا الشمالية).. وفي هذه الحالة ليس أفضل من إرضاء الطرفين وتقديم جواز "نظيف" لكل جهة - وهذا سر ثقة الصحفية الأمريكية في دخول أي بلد تشاء!!

... وما ذكرني اليوم بهذا الموضوع شرائي لطبعة جديدة من كتاب "الشرق الأوسط" الصادر ضمن سلسلة سياحية مشهورة تدعى ( Planet Lonely).. وهذه السلسلة تشمل معظم دول العالم وتعد بمثابة مرشد سياحي يتمتع بمصداقية كبيرة - أحرص شخصيا على قراءتها قبل زيارة أي بلد.. وفي بداية الطبعة الجديدة اكتشف نصيحة "طازة" تحذر السائح من وضع الختم الإسرائيلي على جواز سفره (قبل زيارته) لبقية دول المنطقة.. ومن الفقرات المهمة التي جاءت فيها (باختصار وتصرف) مايلي:-

......... نجاحك في زيارة دول المنطقة يعتمد على نجاحك في دخول ومغادرة إسرائيل بدون ترك أي تأشيرة أو ختم على جوازك... ففي منطقة الشرق الأوسط لا تعترف بإسرائيل غير مصر والأردن وتركيا - وبالتالي قد تمنع من دخول بقية الدول إن اتضح من جوازك زيارتك لإسرائيل أولا... وهناك "خدع" كثيرة لتلافي هذه المشكلة أهمها الطلب من موظف الجوازات - عند وصولك الى إسرائيل - عدم ختم جوازك الأصلي والاكتفاء بختم ورقة خارجية (مهيأة لهذا الغرض)... ومن إسرائيل يمكنك دخول الأردن والطلب من الأردنيين عدم ذكر "جهة القدوم" على جواز سفرك. ومن الأردن يمكنك دخول سوريا - رغم أن الموظفين السوريين قد يمنعون دخولك إن لم يجدوا جهة القدوم (الى الأردن) مذكورا على جوازك الأصلي!!!

..... والأفضل من هذه الطريقة هي دخول إسرائيل والخروج منها عبر الأردن أو مصر دون أن يختم جوازك - وبهذا تبدو وكأنك قضيت كامل الفترة السابقة في الأردن أو مصر... أما في حال أصر الأردنيون أو المصريون على ختم جوازك فعندها يمكنك (بعد العودة من إسرائيل) إضاعة جوازك في عمان أو القاهرة والطلب من سفارة بلادك إصدار جواز سفر جديد... ولكن لاحظ أن إصدار جواز سفر جديد من الأردن ومصر أصبح هذه الأيام يثير شكوك السلطات في ايران وسوريا واليمن وبالتالي قد يرفضون دخولك - فقط - لهذا السبب...

الطريقة المؤكدة للخروج من هذه الأحجية هي تأجيل زيارتك لإسرائيل حتى تنتهي من زيارة كافة دول المنطقة أو الحصول على جوازين متشابهين دون ترك فجوة تثير الشكوك!!!

(نصيحة مشكوووورة أهديها بدوري لرجال الجوازات لدينا)!

Fahmadi@alriyadh.com

المصدر: صحيفة الرياض