بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
السلام على من اتبع الهدى،
إن ملخص كلام موسى بن غسان في لفظة "كل" حاصله أنها تفيد العموم إذا دخلت على نكرة مطلقاً من غير تخصيص، وضرب لذلك أمثلة، ولكننا نقول له ليس كل ما دخلت عليه "كل" من النكرات يفيد استغراقها لعموم جزئياته، والدليل على كلامنا واضح، وإليك الدليل (وهو تكرار لما سبق ولكن يبدو أن هذه النقطة ما زال يحيط بها شىء من اللبس):
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل عين زانية" لا يعني أن كل عين خلقها الله زانية لأن عيون الأنبياء معصومة عن مثل هذا، لفظة "عين" نكرة ولكن "كل" هنا لم تستغرق كل جزئيات النكرة التي تلتها، وهذا المثال واضح لا يحتاج لفاً ولا دوراناً.
وقول ربنا: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" يدل على أن كل ليست تنطبق هنا على كل الزناة لأن الزاني المحصن يرجم ولا يجلد.
ثم نقول من من العلماء فهم ما فهمته أن "كل" في الحديث تفيد الاستغراق الشامل رغم إجابة كثير من العلماء أن "كل" في حديث "كل بدعة" لا تفيد العموم بل هي من العام الخاص، ونذكر مثالاً الإمام النووي حيث قال عنها أنها من العام الخاص ودلل على كلامه بقوله تعالى عن الريح: "تدمر كل شىء" وهي لم تدمر الجبال والوديان.
فأرجو أن يكون الكلام واضحا منا ومنك وأن يسعنا ما وسع العلماء من قبلنا في إثباتهم لوجود البدعة الحسنة معتمدين على كتاب الله وسنة رسوله، نعيد ذكر بعضهم كالشافعي، والعز، والسيوطي، وابن حجر، والنووي، وغيرهم، ونسأل موسى بن غسان: هل لديك مثلهم من قال بخلاف قولهم؟ ونذكرك بإجماع السيوطي الذي نقله على وجود البدعة الحسنة.
والله من وراء القصد.
|