وكيف تلومونهم على الشرك وأنتم أشد إغراقاً فيه منهم ، وكيف تلومونهم على الكذب على الله وتحريف دينه وآياته وأنتم قد برزتم عليهم في هذا الميدان تبريزاً لا يمكن أن يلحقوكم فيه .
وطامة الطوام ما جاء به الكليني الذي يقول في الكافي (2/634) :
"علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله – رحمه الله- قال : إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد سبعة عشر ألف آية " .
ومؤدى هذه الرواية أن أصحاب محمد قد أسقطوا عشرة آلاف وثلاثمائة وأربع وثلاثين آية , إذ المشهور أن عدد آيات القرآن ستة آلاف وستمائة وستة وستين أي أنهم أسقطوا أكثر القرآن ، لماذا هذا كله لأجل العداوة لأهل البيت .
وكذب الروافض الباطنيون وما أكثر وأعظم كذبهم على الله وعلى رسوله وعلى أصحاب محمد .
وقد وثَّق شيخهم المجلسي هذه الرواية فقال في كتابه " مرآة العقول " ( 12/525)، فقال : " والحديث موثق ثم قال : فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة المعنى " هذا بواسطة كتاب من (عقائد الشيعة) لعبد الله بن محمد السلفي (ص20) .
وأقول :
نسأل هذا المجلسي كيف تدعي التواتر على أن القرآن الذي جاء به جبريل سبعة عشر ألف آية ، فإذا كان القائل واحد والرواة عنه أفاكون فهل تصح هذه الدعوى حتى عند الكفار فضلاً عن المسلمين ؟
ثم نسأله أنتم تزعمون أن المصحف الكامل إنما هو عند أهل البيت , فإذا كان الله أرسل محمداً للعالمين فلماذا يكتمه أهل البيت بمجرد منذ وفاة النبي إلى يومنا هذا ؟ فأي كتمان يفوق هذا الكتمان والله يقول في كتابه: ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) .
|