ما دوري .. ودوك في هذا الخظم ؟

[أبو عاصم]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لا شك أن الدعوة إلى الله أمر عظيم اضطلع به الرسل والأنبياء والصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان وأئمة الهدى إلى يومنا هذا ..
وإذا كان الشريط والكتاب الإسلامي وسيلتين عظيمتين من وسائل الاتصال في الدعوة إلى الله، فقد كان لهما الأثر البالغ في هذا المجال … ولا يزال هذا الدور حتى اليوم … فقد تم استغلالهما على الوجه المطلوب، وإن كُنَّا نأمل أن يستغل غيرهما من وسائل الاتصال الأخرى في الدعوة إلى الله كالرسائل القصيرة عبر أجهزة الجوال، والاتصال عبر شبكة الإنترنت كالبريد الإلكتروني ، والمسنجر وبرامج البالتك وغيرها… فالحكمة ضالة المؤمن يأخذها آن وجدها… خصوصاً إذا علمنا أنه قبل خمس وعشرين سنة –تقريباً- لم يكن أحد يتصور أن يكون لأجهزة التسجيل والأشرطة هذه المزية في الدعوة، وهذا الأثر! بل كانت آنذاك مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بمزامير الشيطان الأغاني! لذلك لا غرو أن نطالب الآن بوجوب استغلال وسائل الاتصال الأخرى في الدعوة إلى الله..
نعم نجد عامة المسلمين لا يحسنون التعامل مع هذه الوسائل الحديثة لذلك فللشريط والكتاب أهمية بالغة في نقل الثقافة والمعلومة لهم.. إلا أنَّ ذلك يؤكد أنَّ من واجبنا تسخير تلك الوسائل الحديثة لهم لتكون في متناول الشريحة العظمى منهم…
فالرسالة عموماً لها وقع فعَّال في نفس المرسل إليه فجده يحتفظ بها مدة طويلة، ويراجعها كثيراً، ويتأملها بين الحين والآخر… لكنها بالطرق التقليدية مكلفة جداً .. بل وبطيئة في الوصول إلى الهدف – إن وصلت – لكنها عبر وسائل الاتصال الحديثة (شبكة الإنترنت ، والرسائل القصيرة ) تصل في لحظات، ووصولها مضمون بإذن الله، وبأسعار زهيدة جداً..
لذلك فإنني أناشد الجميع من منبر الدعوة وأقول : حبذا لو استغل المسلم هذه الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله، في وقت استغلها الأعداء في الحرب لهذا الدين ، والله نسأل أن يأخذ بأيدينا للعلم النافع والعمل الصالح، كما نسأله أن يسلك بنا الصراط المستقيم، وأن يثبتنا وإياكم على الحق إلى يوم نلقاه إنه سميع قريب مجيب الدعاء. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وسلم.

أخوكم/ أبو عاصم