حيّا الله المجاهدين في سبيل الله ..
لقد تلفت المسلمون حين جد الجد .. وتحرج الامر .. ولم يعد الجهاد هتافا وتصفيقا ..
بل عملاُ وتضحيه .. ولم يعد الكفاح دعاية وتهريجا .. بل فداءا واستشهادا .
لقد تلفّت المسلمون .. لقد تلفتوا فلم يجدوا الا المجاهدين في سبيل الله ..
حاضرين للعمل .. مهيئين للبذل .. مستعدّين للفداء .. مدربين للكفاح .. معتزمين الإستشهاد .
لقد تركوا غيروا يخطبون ويكتبون .. اما هم .. فذهبوا فعلا الى ساحات الجهاد .
لقد تركوا غيرهم يجتمعون وينفضّون .. أما هم فقد حملوا سلاحهم ومضوا صامتين .
غيرهم يحاول أن يأخذ طريقه الى العمل ويحاول أن يبدأ بالفعل في التدريب ..
أما هم فكانوا وحدهم عدة الإسلام العظيم .. وذخيرته المخبأه .. ووقوده الذي يعتمد عليه .
لقد اعدوا أنفسهم للجهاد .. فلبوا منذ اليوم الاول داعي الجهاد .
إن الصغار المهزولين لا يدركون روح الإسلام التي يسير على هديها المجاهدون ..
إن أرواحهم الهزيلة الضئيله المدغوله .. لايمكن ان ترتفع وتتسع لتشرف على تلك الآفاق العاليه .
انهم لايؤمنون بأن لا كفاح بلا عقيده .. وأن أصحاب العقيده هم الذين يكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع .. ان الواقع العملي يؤيد هذه الحقيقه .. وأن المجاهدين هم وحدهم اليوم في الميدان ..
لانهم هم وحدهم أصحاب أضخم عقيدة تدفع بالمؤمنين دفعا الى الميدان .
( سيـد قـطب ) رحـمه الله ..