الحقائق والوقائع تثبت براءة السلفية وتدين البنائية والقطبية والجهادية بالغدر والخيانة
الحقائق والوقائع تثبت براءة السلفية وتدين البنائية والقطبية والجهادية بالغدر والخيانة
( 1 )
ــــــــــــــــــــ
أحبتي الكرام .. .. ..
تعيش الأمة منذ عقود أحوالاً سيئة من الضعف ، والعجز ، والخور ، وأخرى مظلمة من التبعية ، والتفرق ، والتشتت ...
وما حصل هذا كله إلا بعد انحسار مد دولة الإسلام الشاملة ، وتفرقها إلى دويلات متفتتة وممالك متعددة ، ذات حدود مصطنع رسمتها أصابع ( المستعمرين ) في أوائل القرن العشرين ...
ومنذ ذلك الحين والملتزمون من المسلمين ( يحاولون ) إعادة مجدٍ ، وإصلاح أمةٍ ، وبناء عزٍ ، ولكن الضغوط التي يواجهونها أشد وأنكى من أن تسمح لهم بشيء من ذلك .
وفي ظل هذه ( البداية ) العصيبة كان لابد من أن تكون التربية التي ينشأ عليها هذا الجيل الفتي الصاعد تربية علمية منهجية عقائدية .
ولكي تكون هذه التربية ذات ثمرات إيجابية صالحة مصلحة لا بد من تعاون أهل الحق من أصحاب النهج السليم ، كل في مجال تخصصه .. .. ..
دعوةً ... وإرشاداً ... ووعظاً ... وتأليفاً ... وفتيا ... وتوجيهاً ......
بحلم يبني ، وتأن يربي ، وتراحم يحمي .
فأن يخالف أحد من هؤلاء ( المتصدرين ) هذا النهج في التربية والتوجيه سالكاً طريقا آخر ، يعتمد ( تصعيد ) اللهجة وأسلوب الخطاب ، ويسلك ( طريقة ) الاستفزاز والمواجهة ، إغتراراً بجموع مدفوعة ، وأصابع مرفوعة ، وجماهير محتشدة مجموعة !!
فليس هذا ـ بحال ـ من مصلحة المسلمين عامة ، فضلاً عن ذاك الجيل الفتي بخاصة ، بل المستفيد منه أولاً وأخيراً هم أولئك المتربصون الذين يمكرون الليل والنهار المكر الكبار لمثل هذه اللحظة التي يمكنهم فيها المسلمون أنفسهم من أنفسهم ولو بذرائع ملفقة !!! .
ولو نظرنا أحبتي الكرام .. .. .. الآن إلى العالم بقاراته لرأيت دلائل ما قلنا : آسيا ، أفريقيا ، أمريكا ، أوروبا .............
وإن شئتم أحبتي الكرام .. .. .. فصغروا دائرة النظر ، ليصل إلى نيويورك ، والبوسنة ، وطاجكستان ، وأبخاريا ، والصومال ، ومصر ، والجزائر
وأخيـــــــــــراً ... أفغانستان .. والعراق !
فهلا استفدنا من هذه التجارب التي كلفت الأمة ملايين النفوس ، ومليارات الدولارات ، فضلاً عن ضعف يضرب بأطنابه فيها .. قد حل في سهولها وبودايها .
وهلا كانت تلك الدروس ( المتكررة ) سبيلاً يوقفنا بأنفسنا على واقع أنفسنا ، وأن لا سبيل يصلح ويغير إلا ذاك السبيل النبوي الواضح المعالم ، البين الدلائل ، المبني على الاهتداء :
بالصبر واليقين ... وبهما تنال الإمامة في الدين .
( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )
ودون انفعالات حماسية ، ومن غير تأثرات عاطفية ، ومن غير تصعيدات كلامية ضبابية !!
ننصح أدعياء الجهاد أن يتدبروا الأمور ويعوا الحقائق ويزنوا الأمور بميزان الشرع لا العقل والعاطفة .
إن هؤلاء لا يمكنوا أن يقاوموا ....... ونقول ذلك لمعظم الحركات الثورية المنتشرة في العالم ، وهذا ليس رجماً بالغيب ، وإنما سبراً للتاريخ ودراسة للسنن الكونية التي أهملها القوم .
فالسلفيون يرون أن الطريق الصحيح للمقاومة والتمكين في الأرض هو إصلاح العلاقة مع رب السماء سبحانه ، وإيجاد المواطن الصالح ، والأخذ بمسببات القوة وقهر العدو .
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ :
( باسم الجهاد .... الشـــباب يسوقونهم إلى معارك لا تفيد المسلم بشيء وإنما يقدمونهم وقوداً لنيران المشركين والكافرين ، ووالله يفرحون بمثل هذه المعارك الفاسدة التافه التي لا تنكي عدواً ولا تنصر ديناً .
كم مات في أفغانستان ... كم هلك في الشيشان .. .. كم هلك في فلسطين
في جهاد من يقوده ؟ .. .. تحت أي راية ؟ نسأل الله العافية .
شباب حاصرهم الأمريكان ، والذين دفعوهم إلى هذه المعركة اندسوا في الكهوف ، واندسوا في البيوت ، وجعلوا هؤلاء يذبحون مثل الدجاج والعصافير .
لا فكوا حصارهم .. .. لا فكوا أسراهم .. ليس لهم فئة يرجعون إليها .
ذهب النساء يتيهن في الوديان .. والله إني بكيت من هؤلاء الذين زجوا بهم في معركة ما فيها أدنى شيء منها : التكافىء ، وخذلوهم هذا الخذلان ، فلم يفكر أحد منهم في فك الحصار عنهم ، وأخذوا البقية أسرى بعد أن قتلوا وذبحوا الكثير والباقي إلى غوانتنامو .
أين الدولة التي تحميهم .. .. الجهاد يحتاج قوة .
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أكثرهم ما جاهدوا ، لأنهم في حالة ضعف . أنبياء عليهم الصلاة والسلام .. .. يرد على هؤلاء بهذا القول
ما كلفهم الله بالجهاد .. لماذا ؟ نظراً للطاقة البشرية غير متكافئة مع الأعداء حتى إن نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام الذي يملأ الدنيا عدلاً ، إذا جاء ، يقول له الحق تعالى : " يَا عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يُدَانُ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، حَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ " .
هذا الشباب الغض المساكين تذهب بهم لمواجهة دبابات .. صواريخ .. طائرات ، هكذا تهلكهم !!! يا أخي عد العدة أولاً : ربهم على الإيمان والتوحيد ، ربهم على طاعة الله ، ربهم على إحترام العلماء ، ربهم على احترام العلم .
الشباب في بلاد الإسلام إذا وجد الشاب المسلح بإيمانه الصحيح والعقيدة الصحيحة والمناهج الصحيحة سيجعل الله لهم فرجاً ومخرجاً .
أما كل واحد سفيه يريد أن يقود الأمة ، ويقود بأبناءها في معارك ، يكونوا فيها " ضحايا " فقط ، ووقوداً لجحيم المعارك التي وجد فيها أعداءنا في ذلك فرصة .
هذه التصرفات تتيح فرص لأعداء الله أن يهلكوا الشباب ويسقطوا دول المسلمين ، أتيحت فرصة لروسيا لتجتاح الشيشان ... دولة ضعيفة هزيلة ما عندها شيء .. راحوا يحرشونها ويحركونها للجهاد لإسقاط روسيا والدول التي تجاورها .. .. وهي ما عندها شيء ، لا عقيدة صحيحة .. ولا مال .. .. ولا سلاح ........ قالوا الروس فرصة ذهبية .. .. جاءوا واجتاحوها !!! .
أين ذهب شبابنا ؟!! ألا ترون أن السفهاء والجهلة يقودون الناس !!!
العلماء سكتوا .. ما تكلموا ، لأن كلما تكلموا في قضية ثاروا عليهم بالحرب والإسقاط .
قضية الخليج أفتوا بجواز الإستعانة ........ أسقطوهم
الصلح المؤقت في فلسطين ............ أسقطوهم
كلما تكلموا في قضية أسقطوهم ...... وإن سكتوا قالوا : ليه سكتوا !!! ) .
الشاهد .. .. .. لا بد من احترام العلماء ، ولا بد من نفض الأيدي من هؤلاء السفهاء
جعلوا من أئمة الضلال مجددين وأئمة هدى ، وجعلوا من أئمة السنة عملاء وجواسيس !!! ، كيف يستقيم حياة المسلمين إذا كان الشباب قد أسلموا أزمتهم لأمثال هؤلاء .. ..
نقول هذا ليس شماتة .. نقول هذا تبصيراً ، لأن الشباب تورط في مشاكل عقدية ومنهجية ، جرتهم إلى ما تعرفون ، وستجرهم إذا لم يخرجوا من هذه الدوامة ، سيدخلون هم والمسلمين في دوامات لا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام ، ولن يفيد المسلمين بشيء ، وسوف لا يزيدونهم إلا هلاكاً ودماراً وذلاً وهواناً ، إذا استمرت الأمور على هذا المنوال .
فلابد أن يتدارك الشباب بنفسه ، لابد أن يدرك بنفسه ، التنبيهات كثرت ، بينت ودعت إلى احترام العلماء وإلى نبذ السفهاء وأهل البدع والضلالات ، فإن البدع شر الأمور ، ولا تقود المسلمين إلا إلى الشر في دينهم وفي دنياهم .
ومن هنا جعل العلماء ربع الإسلام حديث عائشة رضي الله عنها ، ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) ، إلى جانب ما يؤيده من النصوص النبوية والنصوص القرآنية .
|