المرء دائما يعتقد ان المشكلات العاطفية والانفعالية سببها اشياء خارجية وليست داخلية , فيلقي اللوم على من بجنبه وحواليه , ويصب جام غضبه عليهم .
واحيانا يرمي اللوم على نظامه الغذائي ونقص الفيتامينات والوراثة والجينات , مع انه في بعض الاحيان تكون هذه الاشياء سبب لتعاسة الانسان وخاصة من ناحية الهرمونات , ولكن ما اقصده هنا ان السبب يتعلق بالفرد ذاته فهناك اناس في اقل احوالهم ويعانون من قلة الفهم الشخصي للمبادئ الاساسية .
وهذا الشئ يجعلنا ضعفاء امام انفسنا واما التحديات التي نواجهها في حياتنا اليومية , ونكون في بعض الاحيان معزولين عن الآخرين .
فيجب علينا ان نبحث وبدقة متناهية سنجد حقائق تنويرية عجيبة عن الطبيعة البشرية والإنسانية , فهناك اخطاء جسيمة تسبب تشوهات رهيبة في فهمنا لذواتنا وللحياة بشكل عام .
فالابحاث والدراسات اغلبها تظهر ان الناس اكثرهم طبيعين , وان كان هذا صحيح فما انشأنا المراكز وطبعنا الكتب وسيكون هذا الكوكب اسعد كوكب ومخلوقاته اسعد مخلوقات , وكل من يعيش عليه يتمتع بالسعادة الداخلية والخارجية .
ينبغي ويجب علينا ان تتولد لدينا الرغبات لسمو النفس بكافة المستويات الصحية والفردية الخاصة , وان لا نستسلم للآلآم والمشكلات الغامضة فربما ليس لها وجود اي وهمية وان كان لها وجود فبالتأكيد سنجد لها حلآ ويجب ان تكون اكثر حرصآ ووعيآ بأنفسنا .
فهناك اناس يستسلمون للمشكلات والآلآم عن طريق اعتناق احساس وشعور جديد وهو مؤقت ليصرفهم عن الصراع وهذا الشئ بالطبع ليس حلآ فعليآ .
ولعلاج وحل هذه الصراعات يتطلب منا تشكيل نوع جديد من العلاقة مع ذاتنا , ونبرمج انفسنا على الايجابيات ونبتعد كامل البعد عن السلبيات .
وعلينا ان نعتبر انفسنا اطباء والطبيب النفسي الماهر عادة يتسم بالحيادية والموضوعية , فلذلك يجب ان نكون يقضيين للغاية ومن يثبت حياته الواقعية الزائفة التي تكيفت على وضع سئ معين لديه مهارة ذاتية عظيمة .
ربما ما اقوله يبدو معقدآ نوعآ ما ولكن سنبذل جهود كبيرة من خلال اعطاء تشخيص واقعي للمشكلات والصراعات .
فكلنا الآن اطباء انفسنا والطبيب الفعلي يجب ان يكون له احساس منقد بما هو خطأ وصواب ..
اذكر انني في احدى سفراتي لفرنسا كنا بمدينة ديزني لاند وهي عبارة عن ملاهي بها العاب واجواء الترفيه تملآ المدينة والناس فيها من الكبار والصغار , رأيت صبي يبلغ من العمر تقريبآ 9 سنوات وكان ممتلئ جسديآ نوعا ما كان بالقرب من احدى الادراج للوصول الى لعبة ما وكان الصغير يدخل رجليه ورأسه من احدى الفتحات لينظر إلى ذوية تحت , فوضع رأسه باحدى الفتحات وحاول ان يخرجها فلم يستطيع الفت احدى اقاربي ورآه واصبت بالخوف وقتها وكانت اسرته ينادونه بصوت عالي ويعطونه التعليمات لكي يخرج راسه ولكن في نفس الوقت الصبي كان خائف ومفزوعآ ونحن نحاول ان نخرج راسه وكان خائقآ ان ينزل راسه تحت لكي نستطيع ان نخرجها فقد كانت الفتحة من تحت واسعة , وبصعوبة بالغة استطعنا ان نقنعه الى ان اخرجنا رأسه نستنتج ان طريقة اخراج الرأس كانت بديهية جدآ ولكن الخوف الذي تولد عند الصببي منعه من الموافقة في البداية للانه خاف ان نفشل ويصيب بمكروه مع ان الخوف في الوقوع في الفشل هو الفشل نفسه ...
كانت لهذه الحادثة تاثير طويل الامد في نفسي فقد كان عقل الصبي مشغول بكم هائل من النقيض والمشاعر والافكار المتصارعة .. مثل : - (( اتمنى ان لم يراني احد وانا في هذه اللحظة )) , (( اخاف ان اموت )) .. الخ وكل هذا انشغال زائف وكاذب مع الذات ..
هذا درس صغير من دروس حياتي الكثيرة ومقارنة بالدروس التي لاتعد ولاتحصى عن قوى احباط الذات والانهزامية التي تغرقنا في الكثير من المشاكل والهموم الزائفة .. فلا يمكن في هذه الحياة ان نحكم على شئ بناء على جانب واحد دون غيره ...
×××
كل ما تحدثنا عنه سابقآ يتعلق بتحرير الذات وتحرير الذات امر بسيط للغاية , فالشجرة تسقط الاوراق الصفراء من على اغصانها للأنه لاحاجة لوجودها ..
والإنسان كذلك بإمكانه التحرر والتخلص من الآلآم والندم او الاكتئاب والقلق .. ويحتاج هذا فقط ان نتعلم كيف نتعاون مع بعض القوانين والاسس المؤثرة والمثيرة ..
ويجب علينا ان نفهم حقيقة ان الانسان لا يستطيع ان يعيش دون ضغوظ , وان الانسان يحمل اثار احباطات ماضية تراكمت عبر السنين وان الحزن والندم عليها والاعباء الشاقة لم تفعل شئ , سوى انها زادت من تعاسته بالحياة .
ويجب علينا ان نتحرر من هذه الذات البائسة التي ترى اننا يجب ان نحزن ونندم دائمآ وابدآ ..
والتحرر من الذات تعني التحرر من المشكلة للأن الذات هي نفسها المشكلات , دعم رغبتك في ان تصبح حرآ ابيآ دون قيود , اكتشف ماهو صواب وماهو خطأ في كاقة جوانب ونواحي حياتك , ونيقن ان التحرر من الذات مهمة داخلية بحته وتأكد ان التعاسة انت سببها فهي تنبع منك ولاتأتي إليك ..
وصدقني سنحقق اعظم واروع الاكتشافات , فتحرير الذات لا يقتصر على انهاء ازمة ما غير مرغوب فيها بل يتعدى هذا وسره سامي للانه يرتبط ببداية حياة جديدة , وميلاد انسان جديد , يريد العيش بسعادة وسرور على هذه الكرة الارضية .
تقدم إلى الأمام .. وتنور بذاتك .. فالتنوير معجزة تحدث بالداخل .. كن شجاعآ وامضي .. حتى لو كنت تواجه بعض المخاوف .. ولكن اعزم في تفس الوقت على مواجهتها .. فالرعديد ليس انت .. اصبح واعيآ بحالتك بدلآ من الرعب والخوف منها .. والمشكلة ليست بالخوق الظاهري بل في ردة فعلك انت .
وان اصبحت واعيآ بحالتك بدلآ من الخوف منها فهناك فرصة وامكانية كبيرة لتغيير علاقتك مع الخوف ..
(( الشئ الوحيد الذي يتعين عليك مواجهته هو ذاتك ))
نحن بشر نخطأ ونصيب , ومن يحاول ان يلم شتات ذاته ويحافظ عليها هو انسان اقترب من حافة الانهيار ومحاول فعل هذا الشئ تعتبر بمثابة مغامرة حقيقية عواقبها وخيمة للغاية , كحرب ولكن بداخلك ..
عندما ننظر ونواجه مواقف مهيبة ومخيفة ومرعبة عقولنا تضطرب ونعيش في قلق شديد لحل ,, وفي كل ثانية نضطرب اكثر واكثر وكل ثانية نفقد سيطرتنا واي شئ تخشى وتخاف السيطرة عليه هو بالفعل خارج نطاق سيطرتنا ..
وقفه :-
(( لاتكن احمق ))
( كن واعيآ )
(( انت بحاجة الى تقويم ذاتك ))
بقلم
صمت الكلام