العمود
تخبط كيف شئت على الحدود
ففوق الأرض قد مات العمود
وقد وقف الحداد َ له جبال
وصارت لا حدود إلى حدود
وغربان تنوح بكل شبر
على ما كان من ضوء يجود
وحيدًا كان يحرس في الليالي
وما خاف السيول ولا الجليد
إذا ما حل للآنام خطب
وضوء النجم مسترخ بعيد :
أشع ولم يطالبهم بيوم
يكون له من الأيام عيد
وتحت ظلاله سارت صحاب
وضحكت أعين ووجوه غيد
وحيدًا يملأ الدنيا وفاءً
ويبكي الراحلين من الجدود
وعبر حدود بلدان تهاوت
بها الأنام والدنيا تبيد :
يمر شعاعه من غير خوف
ويكسر كل أغلال القيود
وقد غاظ الأعادي منه بأس
وأن فؤاده صلب حديد
تضاء به دروب وهو أعمى
حزين ، من يلاذ به سعيد
وحيدًا عاتب الآنام أني
جزائي منهم بخس زهيد
وما غرسوا جواري بعض ورد ٍ
وما حنوا على دمعي السهيد
ولا ، ما راعهم مني انحناء
لظهري واهن وهناً شديد
وما منوا على بنظم شعر
ولو شطر يتيم من قصيد
وتجلدني الرياح بألف سوط
وما أحد يدافع أو يذود
وفي (الأفراح) يربط فيّ حبل ٌ
لتوضع زينة (الحفل السعيد)
وما آنسن ِ من شيء لعمري
وعشت مؤانس الدرب المديد
***
على تلك الحدود هوى رصاص ٌ
فأرخى بعد قوته الوريد
ويرحل واقفًا رغم الرزايا
وحول ترابه نمل ودود
أذاك الدرب تكمله مسيرًا
وبعد رحيله الأيام سود ؟
وأنى النار تمددنا بدفء ٍ
إذا يفنى من الأرض الوقود ؟
أذاك الدرب مكمله مسيرًا
ولست بمبصر بعد السدود ؟
وحولك ألف ذئب ألف كلب
بجنح ظلامها غدرًا يصيد
تنازل عن مسيرك سح دمعًا
فإنك إن ذهبت .. فلن تعود
***[
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 01-05-2007 الساعة 01:38 PM.
|