السبب السابع عشر:
حفظ السور التي وردت أحاديث في فضيلتها
إن النفس إذا عرفت عظم الأجر و المثوبة في أمرٍ كان ذلك حافزا لها على فعل هذا الأمر وإن الله عز وجل في القرآن و كذلك في السنة يقرن لنا العمل بثوابه حثا للنفوس على فعله والإقبال عليه و التفاني فيه فسبحان من خلق الأنفس و علم ما يصلحها و ما يدفعها إلى طريق النجاة
فإذا عرفنا حديثا في فضل سوره من السور فلنبدأ بحفظها راجين الثواب ، فيسهل حفظها ويسهل الصبر على ذلك لمعرفه عظيم المثوبة
و مثال لذلك :- ( قوله صلى الله عليه وسلم :- ( إقرأوا الزهراوان البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأن غيايتان أو كأنهما فرقان طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ) .
ثم قال :- ( إقرأوا البقرة فإن أخذها بركه و تركها حسره و لا تستطيعها البطلة ) صحيح مسلم
السبب الثامن عشر : الجهر بالقراءة
يقول الغزالي : إن الظاهر أن الإسرار أبعد عن الرياء و التصنع فهو أفضل في حق من يخاف ذلك على نفسه فإن لم يخف و لم يكن في الجهر ما يشوش على مصلى آخر فالجهر أفضل وذلك للأسباب ألتاليه :
لأن العمل فيه أكثر
لأن فائدته أيضا تتعلق بغيره فالخير المتعدى أفضل من اللازم
لأنه يوقظ قلب القارئ و يجمع همه إلى الفكر فيه و يصرف إليه سمعه
لأنه يطرد النوم في رفع الصوت
لأنه يزيد من نشاط القارئ و يقلل من كسله
لأنه يرجو بجهره تيقظ نائم فيكون هو سبب إحيائه
لأنه قد يسمعه بطال غافل فينشط بسبب نشاطه و يشتاق إلى القراءة
( فمتى حضرت شيء من هذه النيات فالجهر أفضل و إن اجتمعت هذه النيات تضاعف الأجر و بكثرة النيات تزكو أعمال الأبرار و تتضاعف أجورهم فإن كان في العمل الواحد عشر نيات كان فيه عشر أجور ) من كتاب أحياء علوم الدين
و في حديث عبد الله بن أبى قيس قال سألت عائشة رضي الله عنها فقلت كيف كانت قراءته صلى الله عليه وسلم أكان يسر بالقراءة أم يجهر ؟ قالت كل ذلك كان يفعل قد كان ربما أسر و ربما جهر قال الحمد لله الذي جعل في الأمر سعه ) صحيح مسلم و الترمذي
وفي جهر من يحفظ القرآن بالقراءة عند حفظه و استذكاره فوائد غير ما ذكرها الإمام الغزالي منها :-
تمرين اللسان على القراءة مما يسهل عليه النطق بعد ذلك
سماع الأذن القرآن حتى تألفه و في ذلك عون له على الحفظ
تصحيح السامعين قراءه الجاهر بالقرآن إذا أخطأ فيستفيد فضلا عما يحصل لهم من نفع بسبب السماع
.. يتبع ..