لا ثالث
|
|
|
|
ولما يعود إلى ثكنة الجيش بعد القتال
ويأتي من الصف صف الحداد
ويبكي على من تولى وقد بعثرته القنابل
تذكر أن له أسرة في بلاد تفاخر راياتها بالنجوم
وأن بها "مهد كل الحضارات كل العلوم"
وبسمته في احتفال الرفاق
وياسمينتيه ابنتيه وقد بادلوه العناق
فسحّ الدموع على البندقيه
وألقى بخوذته المعدنيه
ليفتح من بعدها باب ما قد تبقى من الذكريات ..
لقد كان في أرضه في احتفال الكريسماس كالطفل يلهو،
وزوجته تعطيه شيئًا لكي يرفعه
فترفع عن رأسه القبعه
يعانقها ثم يحكي لها شكلك الآن بحلو وما أروعه!
"ولست الوحيد إذا ألبس الخوذة المعدنيه ،
بل الموت يلبسنا الأربعه"
وساءل أدمعه الحائرات ، فماذا تبقى من السابقين ..
حذاء ممزق
وصورة شاب وسيم معوق
عليه دموع بحجم النجوم التي في العلم
وجرح كموقعنا بالخريطه
لقد قيدوني بدبابة حمولتها عمري المستحق
تدوس سلالها فوق حلمي
وطلقاتها تستحل الطيور التي في سمائي
لماذا أتيت ؟ ففي كل يوم تمر القبور على بابنا
وتخرق شرفاتنا ،
وحتى وسادات أحلامنا
أيا طفلتيّ أيا زوجتي ملزم أن أعود ،
ولكن من حولنا الطير يشدو بصوت الرعود
وإن الوحوش لها مكمن في عيون العمود
وإن العدو عفاريت تجتاز كل الحدود
أيا طفلتيّ أيا زوجتي ملزم أن أعود ،
ولكن سأحتاج في كل شبر لدبابة
سأحتاج في كل شب لليل طويل بحجم البلاد التي جئت منها ،
ليعمي أبصار من لاحقونا
سآتي إليكم ولو بعد حين
ولما تهاوى ضياء القمر
رأى الليل قنطرة للمفر ّ
وفي جيبه صورة الأهل والأصدقاء
***
أيأتي أبي سالمًا هل يعود ؟
فتل الك البلاد التي يسكنوها
بها الماهرون لهم خبرة يقتفون الأثر
وأيقظها من خيال رنين ،
وصوت بأن أباك غدًا عائد
فتختال فرحًا ولا تستقر
"أبي عائد في الغد المنتظر ؟!"
ومزق كالسيف صوت المذيع أساريرها
بأن لنا دفعة عادئه
فبعضم قادم فلي نعوش ،
وبعضهم لازم مقعده
* |
|
|
|
|
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال
آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 24-05-2007 الساعة 01:16 PM.
|