خطر مجموعة G8
خطر داهم يهدد الأمة ، وحكامنا لاهون بتنفيذ أوامر الأسياد بحرب الأسلام وشبابه الذين صحو من غفلتهم .
إن مجموعة ال G8 التي بدأت في العام 1975 بمجموعة السبع ( أمريكا , بريطانيا , فرنسا ,المانيا , أيطاليا , اليابان , كندا ) ثم أنضمت إليهم في العام 2002 روسيا .
فبعد العام 1990م حيث تفردت بالهيمنة العالمية ، غير أنها في الحقيقة لم تكن في جميع أطوارها تحمـل سوى غاية واحـدة ، هي الوصول إلى النهايات الخمس :
،
الأولى: نهاية التاريخ بسيطرة النموذج الرأسمالي ( أي شركاتها الجشعة التابعة للـ G8) على لقمة عيش العالم كلّه .
،
الثانية : نهاية الجغرافيا ، بهيمنة شركات ألـ G8 ، على أسواق العالم ، متجاوزة كلّ الحدود الجغرافية .
،
الثالثة : نهاية الدولة ، حيث تلغي ألـ G8 ، سيادة الدول ، لحساب أطماعها ، وتخضع الدول في ازداوجية معايير مفضوحة .
،
الرابعة : نهاية الهويّة ، حيث تتحرك دائما لوأد هويّات وخصوصيات غيرها من الثقافات لصالح ثقافتها ، وهويّتها ، التي هي في الحقيقة بلا هويـّة !
،
الخامسة : نهاية الدين ، وإحلال عبادة الثالوث : المادة ، اللذّة ، المنفعة ، محل عبادة الله تعالى ، والإيمان بالرسل ، واليوم الآخـر .
ولـم يغـب عن تخطيطه بلا ريب ، أنَّ أوّل أهدافه هو العالم الإسلامي .
،
يتصـوّر المكرة العالميون ، أنّ النظام العالمي الجديد ، سيتشكّل لامحالة : إمّا إلى خماسيّ الأقطاب ،
،
وإماإلىأحاديّ القطب ـ كما يتمنى الغرب بقيادة أمريكـا ـ وتدور حوله مجموعة قوى كبرى.
،
ثـمّ القوى المتوقعـة أن تكون قوى قطبيّة، هي :
،
، أمريكا ، أوروبا الموحدة ، كما عّبر نكسون : عملاق يتوحـد ، والصين كما سماها عملاق يستيقظ , واليابان: عملاق رغم انفه، ثم روسيا بعد أن تتعافى من كبوتها.
،
ثم إنّ هذا العالم العربي والإسلامي ، يقع بين هذه القوى ، وتحتـه مفاتيح السيطرة : مكامـن الطاقـة ،
،
ومن يكون فيه مسيطرا عليه ، سيحكم قبضته على كلّ إحتياطي النفط في العالم .
،
وتعني هذه السيطرة ، أن تكون مقاليد الإحتكارات الست ، بيد المسيطر وحـده ، وهـي احتكار مصادر الطاقة الأساسية ، وإحتكار التكنولوجيا ، واحتكار المؤسسات المالية ، واحتكار وسائل الإعلام ، و احتكار القرار الدولـي ، واحتكار الوسائل العسكرية ، ونعني هنا أنـّه يكون القطـب الأكبر المهيمن ، وليس الإحتكار الشامل بمعناه الحرفي.
ثـم ماذا سيحدث ؟! سيحـلّ الخـراب والدمار ، لأنّـّه وبوضوح تام ، يعني سيطرة هؤلاء على العالم ، سيطرة رعاة ، وحماة ، أنظمة الطغيان البشـع في العالم ، وعلى رأسهـا النظام الصهيوني العنصري الذي حول الشعب الفلسطيني إلى أشد شعوب العالم بؤسا في التاريخ ـ أعلى نسبة فقر وفقر دم في العالم ـ تحت رعاية ألـ G8!!
إن تدميـر ألـ G8، لن يتحـقق بمظاهرات ولو أدَّت إلى جرح 400 شرطي ألماني ، ولكن سيتحـقق بوعـي شامل لخطورة بقاء النظام العالمي على ما هو عليه ، وبنهوض شامـل لتغييره جذريا.
وإذ كان الإسلام يحمل في عقيدته شعورا بالمسؤولية العالمية ، فإنه هو المخاطـب بالأصالة لهذه النهضة الضرورية .
يجب أن يتولـّى علماء المسلمين ومفكروه ، تأسيس منظمات حقوقية ، وأخرى مناهضة للعولمـة ، تتحمـّل أعباء المسؤولية التاريخية للقيام بهذا الدور الأهمّ ، وأن لايتركوا الساحة العالمية لمنظمات غربيّة فحسـب ، تدافـع عن عالم مقهور نشكل نحن أغلبيّتـه !
ولو انقعد مؤتمـر إسلامي عن خطورة سياسات الـ G8 في ظل العولمة ، ونفاقها ، وآثار هيمنتها على العالم ، والعالم الإسلامي خاصة ، وانبثقت عنه لجان حقوقية إسلامية تعتني بهذا الدور ، لكان خيرا لهم من تكرار الكلام الممـل ، والممجوج ، والمثير للغثيان ، الملقَّـن من قبل أجهزة الإستخبارات ، عن خطر التطـرّف ، وخطورة الإرهاب ، ومنهـج الوسطية ..إلخ ، في عالم أضحـى ترسـم فيه القوى العظـمى جغرافيا مستقبله لتجعلنا وثقافتنــا خارج حتّى هامشـه !
منقول بتصرف .
|