شبيه صدام حسين الذي تم اعدامه
شبيه صدام مع زوجته صوفيا فى الولايات المتحدة حاليا
سقط صدام حسين, لكن أساطير كثيرة ارتبطت به لسنوات طويلة, لم يكشف عن تفاصيلها النقاب إلي الآن, من بينها الحكايات السحرية عن المدن التي شيدها تحت الأرض, والشبيه الذي كان يظهر بدلا منه في بعض الاحتفالات العامة, ويسبح مع أطفال بغداد في نهر دجلة, الذي أكد بعضهم لم يكن شبيها واحدا بل عدة أشباه, يتبادلون الظهور والاختفاء.
شخص واحد فقط استطاع أن يكشف حقيقة هذا الموضوع, هو ميخائيل رمضان الذي عمل موظفا19 عاما شبيها لصدام حسين, وعندما شعر باقتراب لحظة الغدر, نجح في الهروب من العراق بمساعدة المخابرات الأمريكية منذ أربعة أعوام, تنقل خلالها بين عدة دول, حتي استقر به المقام في الولايات المتحدة, وعاش هناك بعد أن تزوج من سيدة عراقية الأصل, أمريكية الجنسية تحت حراسة أمنية مشددة, ومازال يعيش بعيدا عن الأضواء, رغم سقوط صدام حسين, وعندما أصدر قصته الكاملة في ثلاثة أجزاء باللغة الإنجليزية, قبيل الحرب علي العراق بفترة, لم يجرؤ أحد علي ترجمتها بالكامل إلي اللغة العربية, وتوزيعها في الدول العربية, بسبب نفوذ صدام حسين وعلاقاته الوثيقة مع عدد كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين العرب!!
وهكذا بقيت قصة ميخائيل رمضان, واسمه الحقيقي مخلف رمضان, الشبيه الأساسي لصدام حسين لمدة19 عاما, مجرد حكاية سريعة تتبادلها بعض الأوساط السياسية والإعلامية بدون تفاصيل, ليظل غموض الأسطورة مسيطرا علي الموضوع, لدرجة أن أحد أعضاء القيادة القومية لحزب البعث المقربين من صدام حسين نفي في حديثه لـ الأهرام العربي الأسبوع الماضي وجود شبيه لصدام, لذلك قررنا أن نقتحم الأسطورة لنكشف حقيقة هذا الموضوع كاملا بالتفاصيل والصور, ولنبدأ باللقاء الأول بين صدام حسين وميخائيل رمضان.
كان ميخائيل مجرد شاب عراقي عادي يعمل مدرسا بمدرسة حكومية في مدينة كربلاء, ويشبه إلي حد كبير صدام حسين, بينما يعمل زوج أخته أكرم موظفا في قاعة مدينة بغداد, عندما ذكر أكرم في محادثة عابرة مع رئيسه المباشر أن نسيبه في كربلاء يشبه صدام حسين تماما, وبعدها نسي تلك المحادثة, لكنه بعد أيام فوجيء بأن خير الله طلفاح, أمين العاصمة بغداد وخال صدام يخبره بأن الرئيس العراقي سمع بوجود شبيه له ويريد رؤيته, وفي أحد أيام شهر أكتوبر1979, قام ضابطان من الحرس الجمهوري باقتياد ميخائيل وأكرم إلي منزل ذي طابقين في حي القاهرة شمال غربي بغداد, وبقيا في إحدي الغرف عدة أيام, حتي كانت المفاجأة بدخول صدام عليهما ومعه ابنه البكر عدي( كان عمره وقتها15 عاما) ودهش صدام من الشبه الكبير بينه وبين ميخائيل, وسأله بابتسامة ماكرة: أمك من أين يا ميخائيل؟, فأجاب: لقد ولدت أمي ونشأت في الكاظمية سيدي, فرد صدام بمكر: أتساءل إن كان والدي قد زار الكاظمية, والتقي بأمك وهو ما قد يفسر الشبه الكبير بيننا, ابتسم ميخائيل ورد بأدب, نعم ربما حدث ذلك سيدي, وضحك كل من كان بالغرفة, بينما بدأ عدي في الإدلاء بملاحظات فورية عن مظهر ميخائيل وشكله نافيا أن يكون هناك شبه بينه وبين الرئيس, حتي تدخل صدام وطلب من عدي احترام الرجل, وقال إن أعماله الروتينية اليومية كرئيس للعراق كثيرة, وأنه يعرف أن الشعب العراقي يؤله رئيسه, لكن المشكلة أنه لا يجد وقتاا كافيا يقضيه مع الشعب, وطلب من ميخائيل أن يظهر مكانه في مناسبات معينة, مثل زيارة المستشفيات والمدارس والأحياء الفقيرة, حتي يعلم الشعب أنه لا ينساه, ووافق ميخائيل لأنه لم يكن يملك خيارا آخر غير ذلك.
وعلي الفور تم منح ميخائيل شقة حكومية فخمة في بغداد ليعيش فيها مع والدته, وكان يذهب يوميا إلي القصر الجمهوري في كراده مريم, حيث خصصت له غرفة ليتدرب فيها علي تقليد تصرفات وشخصية صدام, من خلال مشاهدة عدد لا يحصي من الأفلام الإخبارية التي ظهر فيها صدام, وكاسيتات صوتية لخطبه ومقابلاته, وتولي عملية التدريب محمد الجنابي, المستشار في ديوان الرئاسة, وتم إخطار كل موظفي القصر بأن هذه الغرفة هي استديو لتصوير المهام الحكومية الحساسة وممنوع دخولها, واشتهرت باسم الغرفة المظلمة لأن أضواءها كانت مطفأة معظم الوقت لعرض شرائط الفيديو الخاصة بصدام, الذي كان يتابع التدريب بنفسه, وبعد ساعات طويلة من التدريب أدي ميخائيل أول عرض له أمام صدام, الذي سعد للغاية, وقال له: إنك تحقق تقدما ملحوظا يا ميخائيل وقريبا ستتمكن من خداع أمي نفسها.
كان ميخائيل يخرج من القصر ويعود إليه بسيارة ليموزين خاصة ذات نوافذ مظللة حتي لا يراه أحد, ويضع لحية زائفة تغير من ملامحه تماما, وبدأ في تعلم اللغة الكردية التي يجيدها صدام.
ثم قرر محمد الجنابي, مدرب ميخائيل إجراء جراحة تجميلية له, حتي يكون الشبه متطابقا تماما بينه وبين صدام, وأجري العملية الدكتور هلموت ريدل الذي حضر من هانوفر في ألمانيا إلي بغداد خصيصا لهذا الغرض وساعده الدكتور العراقي أياد جهاد الأسدي, وحصل الطبيب الألماني علي250 ألف دولار مع تحذير صارم بأن حياته ستكون ثمنا لأي حرف ينطق به عن هذه العملية, وشملت العملية تكبير قصبة الأنف, وإزالة بعض البثور من علي الخدين, ليصبح ميخائيل بعدها أكثر من توءم لصدام حسين.
وبعد فترة راحة تزوج ميخائيل من جارة قديمة له وهي آمنة في فرح كبير, بعد أن أبلغ أقاربه في السجن عدة أسابيع.
|