جدد توبتك ..
تشكل ذنوب العبد سداً منيعاً يقف حائلاً دون إنفاد دعائه، ولا يستبطن أحد إجابة دعائه وقد سد طرقاتها بالذنوب فإذا تخلص منها بتوبة أو غسلها بدمعة أو أحرقها بندم هدم الجدار ووصلت رسائله مباشرة وجاءه الرد والإجابة.. ويعجب المرء من قوم يعصون المغيث ويستغيثون به ، يبارزون المعين ويطلبون منه ، يكفر أحدهم بنعمة ربه ليلاً ويصبح وقد طلب منها المزيد ما هذا الإحساس البارد بل ما هذه الجرأة العجيبة؟
روى ابن قدامة في كتاب التوابين أنه لحق بني إسرتشيل قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله .. ادع الله لنا أن يسقينا الغيث، فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفاً أو يزيدون، فقال موسى عليه السلام: إلهي اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع فما زادت السماء إلاً تقشعاً والشمس إلاً حرارة فأوحى الله إليه: فيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم فبه منعتكم، فقال موسى: إلهي وسيدي عبد ضعيف وصوتي ضعيف فأين يبلغ وهو سبعون ألفاً أو يزيدون ؟1 فأوحى الله إليه منك النداء ومنى البلاغ فقام منادياً وقال: يا أيها العبد الذي يبارز الله منذ أربعين سنة: اخرج من بين اظهرنا فبك منعنا المطر فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين واذات الشمال فلم ير أحد خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه: إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل ، وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله وقال: إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعاً فاقبلني فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب،فقال موسى: إليهي وسيدي بما سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد؟ فقال: يا موسى سقيتكم بالذي منعتكم به، فقال موسى: إلهي أرني هذا العبد الطائع، فقال: يا موسى إنّي لم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعني ؟!
قم واصح يا نائم لتوحد الدائم
الصلاة خير من النوم
والتجلد خير من التبلد
العالي يرجو المعالي
والدون يقنع بالدون
من جد وجد ومن زرع حصد
جنة الفردوس تبغى ثمناً
ومهور الحور ما كانت يوماً رخيصة
أختكم في الله : مروجية ..
|