وقت الإحتضار................ والعجز البشري
وقت الاحتضار والعجز البشري
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد طه الامين وعلى اله وصحبه الطيبن الطاهرين وبعد
ان القران الكريم يتحدى الانسان ان يتغلب على عجزه ومحدودية قدرته ، وكائنا من كان هذا الانسان سيشهد هو بنفسه، وكذلك سيكون حاله عبرة للمقربين منه ، وستتوقف طلبات النجدة والمساعدة من الاخرين عامة واهل الاختصاص والشان خاصة ، سيصل هؤلاء كل بدوره ، مع انه يسمع ويرى ويعرف ما يحصل للغير ، لكن هيهات ان يتعظ، ستاتي اللحظة التي لا يستطيع فيها حميم ان يقدم العون لحميمه ، ولا سلطان الى مستخدميه والراكيعين امام اعتاب قصره، هذا عدا عن من يعتد بفلان وفلان من اصحاب القوة في الظاهر ، بينما هي ضعف وسراب يحسبه الظمآن ماء حتى اذا ما حان وقت الاجل علم ان لا قدرة حقيقية الا لله ولا بقاء الا لله ، وانه مخلوق والمخلوقات الى زوال (( فلولا اذا بلغت الحلقوم،وانتم حينئذ تنظرون، ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين ))
يذكر السيوطي انه دخلوا على ابي بكر رضي الله عنه في مرضه (( الذي مات فيه )) فقالوا يا خليفة رسول الله : الا ندعو لك طبيبا ينظر اليك ؟ قال قد رآني فقالوا ما قال لك : قال : إني فعال لما اريد.
وأما هارون الرشيد لما حضرته الوفاة ، وبلغه أن الناس ارجفوا بموته ، استدعى حمارا وأمر أن يُحمل عليه فاسترخت فخذاه، فقال : أنزلوني صدق المرجفون ، ودعا بأكفان فتخير منها ما اعجبه وأمر فشق له أمام فراشه ثم أطلع فيه فقال : ((ما اغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه )) فمات من ليلته وروي انها انشد الابيات النالية:
إن الطبيب بطبه ودوائه ________ لا يستطيع دفاع نحبٌ قد اتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي _____ قد كان أبرأ مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوَى ، والذي ___ جلب الدوا وباعه ، ومن اشترى
فهل حضرنا لما بعد هذه اللحظة ، هل حملنا الزاد ، هل اعددنا الجواب للسؤال يوم القيامة .
لا خيار لمن اراد الاخرة ونعيمها أن يركن ولو ساعة الى النزعة الشريرة في نفسه ، مهما عظمت او كثرت حسناته ، عليه ان يعلم ان الامور بخواتيمها ووقتها هو لحظة الغرغرة ساعة الاحتضار
لذلك على الانسان ان يعض على حسناته بالنواجذ ، ويكون الحارس على نفسه من جوارحه من ان تشتط به وتغير أحواله .
اللهم اجعلنا من التوابين وادخلنا الجنة من غير سابق عذاب اللهم آمين
|